"تحقيق مع متوفى".. صراع منير-حسين يحرق الإخوان

"تحقيق مع متوفى".. صراع منير-حسين يحرق الإخوان


09/01/2022

صهيب ياسين

عادت الخلافات الداخلية للطفو على السطح مجددا في تنظيم الإخوان الإرهابي، وسط اتهامات لقيادي إخواني راحل بـ"العمالة للأمن المصري".

المتهم هذه المرة هو القيادي الإخواني أيمن عبد الغني زوج ابنة القيادي الآخر بالجماعة، خيرت الشاطر، والذي توفي في 11 ديسمبر/كانون الأول 2020.

وكشف الباحث في شؤون الجماعات السياسية الإسلامية، عمرو فاروق لـ"العين الإخبارية"، كواليس أزمة مستعرة تدور رحاها خلال هذه الأيام بين شباب الإخوان الإرهابية في جبتهي إبراهيم منير من جهة، وجبهة تركيا التي يقودها الإخواني محمود حسين أمين عام تنظيم الإخوان السابق.

ومنذ شهور تدور أزمة مستعرة بين قطبي الإخوان، إذ أعلن منير القائم بأعمال مرشد الإخوان من بريطانيا، إحالة محمود حسين المقيم بتركيا، وستة آخرين من أعضاء مجلس شورى الجماعة إلى التحقيق، قبل أن يرد الأخير بعزل الأول من منصبه.

وانشطرت الجماعة إلى قمسين إثر هذه القرارات، وقررت جبهة تركيا تعيين القيادي الإخواني مصطفى طلبة في منصب المرشد العام لتنظيم الإخوان لمدة ستة أشهر، وإقصاء منير من منصبه.

تحقيق مع متوفى

ويؤكد فاروق أن تسريبات انتشرت خلال الفترة الماضية، تفيد بتدشين جبهة حسين تحقيقات داخلية موسعة أشرف عليها محمد فهمي طلبة، وهمام علي يوسف، ضد أيمن عبدالغني بعد نحو عام من وفاته. 

التحقيقات التي دارت مع أقارب المتوفى كانت تركز، بحسب فاروق، على اتهامات موجهة لعبدالغني، بالعمالة للأجهزة الأمنية المصرية، والحصول على أموال بشكل غير مشروع، والاستيلاء على أموال خاصة بالتنظيم.

وخلال الأيام الماضية، خرجت تسريبات بالاتهامات الموجهة لأيمن عبدالغني، ما أشعل غضب شباب الإخوان ضد جبهة تركيا بقيادة محمود حسين، خاصة أن القيادي الراحل من الوجوه التي لعبت دورا في قسم الطلاب في تاريخ الجماعة، وله تأثير على القواعد الشبابية داخلها، فضلاً عن أن التحقيقات تمت بعد وفاته.

في المقابل، قام شباب الإخوان من جبتهي إبراهيم منير ومحمود حسين، بحملة مضادة ضد محمود حسين بسبب تسريب أخبار التحقيقات، ووجه الشباب الغاضب الاتهامات لمحمود حسين، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حملة مؤيدة لأيمن عبد الغني.

تسريب متعمد

ويعتقد فاروق أن تسريب ملف التحقيقات جاء بطريقة خبيثة من قبل فريق محمود حسين، في محاولة لتفكيك الموقف الداعم لجبهة لندن في القواعد التنظيمية، لاسيما أن عبدالغني كان من العناصر الداعمة لإبراهيم منير ورجاله.

إلا أنه من الواضح أن تسريب أمر هذه التحقيقات جاء بنتيجة عكسية، بسبب ارتباط الأجيال الشبابية بشخصية عبدالغني قبل وفاته فضلاً عن ارتباطه بعلاقة مصاهرة مع خيرت الشاطر، الرجل الأقوى داخل التنظيم، وفق الخبير المصري.

ويشير فاروق إلى أن النغمة السائدة حاليًا داخل الجماعة هي تبادل الاتهام بالعمالة للأجهزة الأمنية المصرية، بين مختلف الجبهات، ومن المنتظر أن يستمر هذا الوضع في الفترة المقبلة.

ومن جهة أخرى، قال فاروق إن إبراهيم منير ورجاله حملوا على عاتقهم مسؤولية إقصاء جبهة حسين عقب قرار تعيين مطصفى طلبة مرشداً للتنظيم، ومن أجل تحقيق هذه الغاية سعوا إلى الاستحواذ الفعلي على مكاتب الخارج، لا سيما في تركيا نفسها.

ويشير فاروق إلى أن المعلومات التي لديه تؤكد نجاح منير بشكل كبير في تحقيق أهدافه، حيث تدين 7 مكاتب إقليمية من أصل 9 داخل تركيا، بالولاء لجبهة لندن، بينما يسيطر خصمه على مكتبين إداريين فقط.

النسبة نفسها في مصر تدين بالولاء لمنير، حيث يدين بالولاء التنظيمي لجبهة لندن نحو 70% من مكاتب مصر، في الوقت الذي تسيطر جبهة حسين على نحو 30% فقط.

أسلحة منير

ويستخدم منير في حربه على غريمه أسلحة كبرى، أولها استغلال الرأي العام الدولي لصالحه كونه يعمل على استرضاء الغرب، ويصدر صوراً نمطية تؤكد انفصال الجماعة عن أي أعمال عنف، ويتماشى مع أي أمور متعلقة بالحريات، حتى إنه أعلن ذات مرة قبوله بالشواذ، وفق مراقبين.

وفي هذا الإطار، قال فاروق "قوة منير لا ترتكن فقط على الدعم الغربي، بل على سلاح سلمه له خصمه تحديدا، حيث يعزف الكثيرون عن جبهة محمود حسين لأسباب تتعلق بطبيعة شخصيته، باعتباره كان المهيمن الرئيسي على التنظيم خلال فترة ما بعد ثورة 30 يونيو/تموز 2013 في مصر، الأمر الذي جعله يخلق عداوات شخصية مع بعض العناصر وبعض المكاتب الإدارية الموجودة داخل مصر وخارجها".

"لا استسلام"

في المقابل، لا يرغب محمود حسين في الاستسلام ورفع الراية البيضاء، مستندا لقوة داعمة له داخلياً وخارجياً لكونه يحافظ على ثوابت الجماعة في إعلان استمرار الخصومة مع مصر، والتمسك بشعارات تهاجم الدولة المصرية ومؤسساتها، وهو أمر يجلب له قطاعا غير قليل من الشباب.

ويرتكن حسين بحسب ما يؤكده فاروق، على ما يسمى برابطة الإخوان المصريين في الخارج، التي تنقسم مكاتبها بين الجبهتين المتصارعتين، ما يجعل الصراع غير محسوم حتى الآن، وفق الخبير المصري.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية