تركيا تبحث عن خريطة طريق في آسيا

تركيا تبحث عن خريطة طريق في آسيا


29/03/2021

تسميها الخارجية التركية انها من مؤشرات السياسة الخارجية الديناميكية لتركيا، حيث تسعى ما تسمى مبادرة آسيا الجديدة إلى تعزيزعلاقات أنقرة بالقارة من خلال نهجها الشامل من خلال تضمين ليس فقط الجهات الفاعلة السياسية والاقتصادية ولكن أيضا الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني وغيرها.

لم تعمل مبادرة آسيا الجديدة التركية، التي تسعى إلى تنويع العلاقات الدبلوماسية للبلاد، على تعزيز علاقاتها مع القارة فحسب، بل وضعت أيضا إطارا لتحديد وتنسيق الآليات المؤسسية لزيادة تعزيز العلاقات.

ذلك ما تتحدث عنه ديلي صباح في تغطية موسعة للموضوع كتبته نوربانو كيزيل.

 كان قرار أنقرة بإطلاق المبادرة خطوة في عالم اليوم متعدد الأقطاب، وإلى جانب فوائدها الاقتصادية والسياسية، قد تساهم في انقاذ الاقتصاد التركي والمناورة مع الولايات المتحدة التي لا يرضيها اي تقارب بين تركيا والصين.

أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في مؤتمر السفراء الحادي عشر في أغسطس 2019، أن مبادرة آسيا الجديدة أشارت إلى أن تركيا عازمة على الاستفادة بشكل أكثر فعالية من إمكانات التعاون في آسيا، التي المنظور التركي للقارة ينطلق من كونها تعتبر المنطقة الاقتصادية الأسرع نموا والقارة ذات الاقتصاد الأكبر من حيث الاقتصاد.

يقول ألتاي أتلي، وهو أكاديمي متخصص في العلاقات بين تركيا وآسيا، لصحيفة ديلي صباح: "أصبحت آسيا بشكل عام مركز الاقتصاد العالمي، وأصبحت إقامة علاقات مواتية مع هذه المناطق ضرورة وليست تفضيلًا".

وفي إشارة إلى أن الجدل الدائر حول تحويل تركيا لمحورها إلى الشرق كثيرا ما يتم التعبير عنه من قبل النقاد في الداخل والخارج، قال أتلي إن هذه المزاعم عفا عليها الزمن تماما لأن فكرة النظام العالمي ثنائي القطب هي ظاهرة القرن العشرين.

قال أتلي: "تدعي الدول الغربية أن هذا يعني في الواقع تحولا هائلاً من العلاقات التجارية والاستثمارية مع آسيا، لا سيما مع الصين"، وانتقد المعايير المزدوجة ضد تركيا.

وليس خاف أن سياسات أنقرة ترتكز على ركنين فيما يتعلق بالعلاقات الآسيوية الأول هو المصالح الاقتصادية والتجارية لا سيما مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تركيا والركن الثاني هو المتغيرات الجيوسياسية ومحاولة الضغط على الولايات المتحدة لتطبيع علاقتها مع أنقرة لأن واشنطن لن تنظر بعين الرضا لأي تعاون بين تركيا والصين.

في غضون ذلك، قال البروفيسور جنكيز تومار، رئيس جامعة أحمد يسيفي في كازاخستان، لصحيفة ديلي صباح إن مبادرة آسيا الجديدة بدأت بالفعل في تعزيز علاقات تركيا مع المنطقة وعززت علاقات أنقرة مع الدول التركية.

وقال: "يمكننا أن نسميها نهجا متعدد الأوجه للسياسة الخارجية" ، حيث وافق أيضا على فكرة أن المبادرة لا تشكل تحولا محوريا في السياسة الخارجية لتركيا.

وتابع مشيرا إلى أن هذا له علاقة بموقع تركيا، الذي يعمل كجسر جيوسياسي وثقافي بين الشرق والغرب.

تقدم مبادرة آسيا من جديد في تركيا خارطة طريق لعلاقات أقوى باعتبارها أحد مؤشرات السياسة الخارجية الديناميكية لتركيا، تسعى مبادرة آسيا الجديدة إلى تعزيز علاقات أنقرة بالقارة من خلال نهجها المنسق والشامل من خلال تضمين ليس فقط الجهات الفاعلة السياسية والاقتصادية ولكن أيضا الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.

في غضون ذلك، أشار تومار إلى أن المبادرة أثرت بشكل خاص على العلاقات بين الدول التركية في آسيا.

في إشارة إلى دعم تركيا لأذربيجان في أزمة ناغورنو كاراباخ الأخيرة، أشار تومار إلى أن غالبية الناس في الدول التركية أشادوا بالتضامن وقالوا إنه كان على بلدانهم أيضا دعم مسعى أذربيجان لتحرير أراضيها التي احتلتها أرمينيا لمدة ثلاثة عقود.

قال تومار: "إن فكرة أن خطاب" أمة واحدة، دولتان "الذي تستخدمه تركيا وأذربيجان يجب أن يُراجع على أنه" أمة واحدة ، ست دول "تم الدفاع عنها في المنطقة (بين الدول التركية)، مضيفًا أنها كانت التطور الحرج.

لكن جهود تركيا لا تقتصر على الدول التركية في آسيا الوسطى، بحسب توما، الذي أشار إلى أن أنقرة تعمل أيضًا على تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا والهند وكوريا الجنوبية.

لا شك أن العلاقات في هذا القسم من اسيا انما يرتبط بأسباب عرقية وثقافية لا سيما الدول الاسيوية الناطقة بالتركية والتي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي السابق.

تعتبر تركيا أيضًا رابطة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان ) منظمة رئيسية في المنطقة وتقدمت بطلب لتصبح شريكًا في الحوار القطاعي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا في عام 2015. تم قبول طلبها في 5 أغسطس 2017، خلال الاجتماع الخمسين لوزراء خارجية الآسيان الذي عقد في الفلبين.

واما بصدد الصين وهي الاهم في هذا الملف فهناك مبادرة الحزام والطريق مع الصين والعديد من العلاقات التجارية مع العديد من الدول الإقليمية الأخرى. كما زادت الزيارات الثنائية في السنوات الأخيرة.

سافر وزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤخرا في 25 مارس إلى تركيا وناقش العلاقات الثنائية مع نظيره التركي والرئيس رجب طيب أردوغان.

وأشار أتلي إلى أن تبني استراتيجية شاملة كان أحد أهم سمات المبادرة لأن الدول الآسيوية تختلف جميعها عن بعضها البعض.

منذ عام 2003 ، شهدت علاقات تركيا مع آسيا اتجاها تصاعديا، حيث أنشأت البلاد 17 بعثة جديدة، بما في ذلك خمس سفارات و 12 قنصلية في المنطقة، مع 30 سفارة في آسيا في المجموع.

وقال أتلي إن أحد أهم أهداف تركيا هو موازنة العجز التجاري مع آسيا، مضيفا أن ذلك سيكون ممكنا من خلال تسهيل علاقات اقتصادية أكثر توازناً مع الدول الآسيوية ، بما في ذلك جذب المستثمرين.

وتتوقع الوزارة تعزيز التعاون في القطاعات ذات القيمة المضافة مثل التكنولوجيا المتقدمة والسياحة والتمويل وقطاعات الصناعة الدفاعية والبنية التحتية والنقل واللوجستيات ومشاريع الطاقة ، كجزء من المبادرة، بحسب المصادر.

واما النقطة الحساسة مع الصين فتتعلق بالوضع في منطقة شينجيانغ الصينية حيث تستخدم انقرة هذه الورقة بين حين وآخر حول ضرورة معاملة الأويغور الأتراك بشكل جيد.

كما ذكرت وزارة الخارجية في وقت سابق أن تركيا قلقة بشأن وضع حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم في الصين، لكنها لا تستمح لأحد أن يقلق من انتهاكات حقوق الانسان في منطقة ديار بكر وسائر المدن التركية – الكردية.

مضيفة أن أنقرة تتوقع معاملة الأويغور كمواطنين متساوين في الصين لكنها غير معنية بالمساواة مع المواطنين الاكراد الاتراك.

وقال أتلي: "لقد رأينا خطط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على الصين، لكن لم يكن لها أي تأثير فعليا، لأن الطريقة الوحيدة لاتخاذ خطوات بناءة في مثل هذه القضايا هي من خلال الحوار"، مضيفًا أن أحد الخيارات الإيجابية ميزات مبادرة آسيا الجديدة هي أنها تشمل الأكاديميين والبيروقراطية والدبلوماسية وعالم الأعمال والمجتمع المدني وغير ذلك الكثير.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية