تركيا تواصل انتهاكاتها في الشمال السوري.. وهذه آخرها

تركيا تواصل انتهاكاتها في الشمال السوري.. وهذه آخرها


01/02/2021

اكتسبت الذكرى الثالثة للاجتياح التركي لمدينة عفرين في الشمال السوري في كانون الثاني (يناير) من العام 2017 زخماً غير مسبوق، مدفوعاً بمؤشرات عدة حول خطة تركية ـ روسية لاجتياح الأولى مناطق جديدة تحت قيادة الأكراد في الشمال، وسط صمت روسي، وفي مقدّمة تلك المدن "عين عيسى" ذات الأهمية الاستراتيجية.

ولم يعد خافياً ما يمكن أن تحدثه تركيا حال اجتياحها تلك المنطقة، وما تزال آثارها حاضرة وبصماتها شاهدة في عفرين، فقد شهدت المدينة عمليات تغيرات ديموغرافية تلاعبت بالتركيبة السكانية، وأفقدت المدينة صبغتها الكردية، لصالح توطين المقاتلين والنازحين من مناطق أخرى غير الكرد.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذر من توقف المساعدات شمال سوريا.. ما علاقة النظام السوري؟

وشهدت مدينة "عين عيسى" قصفاً تركياً أمس، في مؤشر على بدء التصعيد العسكري ضد المدينة، بعد أسابيع من محاولات روسية لدفع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى الاستسلام وترك المدينة، ضمن صفقة، في وقت شدّدت فيه  "قسد" على أنها ستدافع عن المدينة ضدّ أي عدوان، منتقدة موقف الروس.

شهدت مدينة "عين عيسى" قصفاً تركياً أمس

في وقت لم يظهر فيه بعد موقف الولايات المتحدة من الملف السوري، حيث يراهن كثيرون على تعاطٍ مختلف للإدارة الجديدة مع الملف الكردي، يعيد الدعم الذي سبق أن سحبه الرئيس السابق دونالد ترامب، وترك مساحات أكبر للأتراك والروس.

اقرأ أيضاً: بالوقائع والأرقام.. الانتهاكات مستمرة بحق الصحفيين في شمال سوريا

ويُدار الشمال السوري وفق تفاهمات تركية ـ روسية، وتطلق الأخيرة يد الأولى في الشمال دون مضايقات، مقابل تسيير دوريات مشتركة وحضور روسي، يمثل الحليف السوري "النظام".

شهدت مدينة عين عيسى قصفاً تركياً أمس، في مؤشر على بدء التصعيد العسكري ضد المدينة

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إنّ القوات التركية والفصائل الموالية لها  قصفت بالأسلحة الثقيلة قرية معلق واستراحة صقر وطريق M4 الدولي بريف عين عيسى شمال الرقة.

على صعيد آخر، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم وصول 8 حافلات لقوات النظام، وعلى متنها عشرات الجنود وصلوا إلى اللواء 93 في عين عيسى.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد رصد أوّل من أمس محاولة تسلل للفصائل الموالية لتركيا إلى مواقع "قسد" على محاور قرية معلق بريف عين عيسى قرب طريق "M4"، تزامناً مع قصف برّي تنفذه الفصائل الموالية لتركيا على قرى معلق والخالدية واستراحة صقر بريف عين عيسى شمالي الرقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.

وفي السياق ذاته، وثق المرصد السوري إصابة مدني بجروح، عقب استهدافه بنيران القوات التركية عند المحور الشرقي لمنطقة عين عيسى شمال الرقة،  وكان المواطن متوجهاً إلى تل تمر تزامناً مع مرور رتل عسكري في المنطقة.

 وكان المرصد السوري قد رصد في الوقت ذاته قصفاً برّياً تركياً على قرية صيدا وطريق "M4" في ريف عين عيسى شمال الرقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.

حملة إلكترونية ضد الانتهاكات التركية

وقد لفتت الجرائم التركية في الشمال السوري إحدى المنظمات الحقوقية في مصر، فأطلقت حملة إلكترونية لدعم ضحايا التدخل التركي في الشمال السوري.

وقالت مؤسسة "ماعت" عبر موقعها الرسمي: إنه انطلاقاً من دور المجتمع المدني في النهوض بأوضاع حقوق الإنسان والدفاع عن ضحايا الانتهاكات التي ترتكبها الحكومات ضد الشعوب، قرّرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان إطلاق حملة إلكترونية، بعنوان "الشمال السوري ينزف"، لدعم ضحايا الانتهاكات الناتجة عن التدخل التركي والفصائل الموالية لها في شمال شرق سوريا، خاصة بعدما أدّى التوغل العسكري التركي إلى مقتل مئات المدنيين، فضلاً عن استهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية، بما في ذلك محطات ضخّ المياه والسدود ومحطات الطاقة وحقول النفط، الأمر الذي دفع ما يقرب من 300000 سوري للنزوح بسبب أعمال العنف.

وأضافت المؤسسة: "منذ بداية التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا في آب (أغسطس) 2016 شنّت الحكومة التركية 3 عمليات عسكرية على المنطقة، مخلفةً احتلالاً لمساحات واسعة من الأراضي السورية في مخالفة لإعلان عدم جواز التدخل بجميع أنواعه في الشؤون الداخلية للدول، الذي تمّ اعتماده طبقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103، وكذلك بالمخالفة للمادة الثانية للفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تنصّ على عدم التدخل الخارجي في شؤون الدولة، أيّاً كان نوعه.

 

لفتت الجرائم التركية في الشمال السوري إحدى المنظمات الحقوقية في مصر،  فأطلقت حملة إلكترونية لدعم ضحايا التدخل التركي في الشمال السوري

 

واستعرضت "ماعت" بعض الانتهاكات التركية في الشمال السوري قائلة: خلال هذه الفترة نفّذت القوات التركية والفصائل الموالية لها عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي في حقّ السكان الأصليين، بهدف التغيير الديموغرافي للمنطقة من أجل توطين الفصائل المسلحة المتشددة وعائلاتهم على حساب المواطنين المدنيين، ونفّذت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا أكثر من 604 حالات قتل خارج إطار القانون، بالمخالفة للمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في حين انخفضت أعداد الأقلية الإيزيدية من 35000 مواطن إلى 1500 مواطن، وذلك بفعل عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها الفصائل المسلحة بمناطق تمركزها في شمال سوريا.

اقرأ أيضاً: أردوغان ومشروع الجيب الإخواني شمال سوريا

ولفتت المنظمة إلى أنّ فريقها البحثي بدأ في رصد كافة الانتهاكات المرتكبة من قبل السلطات التركية في شمال شرق سوريا، وكذلك التواصل مع عدد من الضحايا لتقديم الدعم القانوني والمعنوي لهم، من خلال تقديم شكاوى إلى الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة لإدانة الانتهاكات التي ترتكبها تركيا بحقّ المواطنين السوريين.

ومن جانبه، قال رئيس مؤسسة "ماعت" أيمن عقيل: إنّ الحملة تهدف إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها ضدّ المواطنين المدنيين في شمال سوريا، من مصادرة الممتلكات الخاصة، وتدمير ونهب المواقع التاريخية، بما يخالف اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، فضلاً عن الترهيب والاحتجاز التعسفي والخطف والاختفاء القسري والتعذيب الذي تمارسه هذه الفصائل المسلحة بهدف تهجير المواطنين من أماكن تواجدهم، وقال عقيل: إنه يأمل في أنّ الحملة، التي تبدأ اليوم وتنتهي في 15 من الشهر الجاري، أن تسهم في الضغط على الحكومة التركية للكفّ عن الانتهاكات التي تقوم بها في شمال سوريا. 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية