تقرير: مبادرات الفضاء تكشف أهداف الإمارات المستقبلية والملهمة

تقرير: مبادرات الفضاء تكشف أهداف الإمارات المستقبلية والملهمة

تقرير: مبادرات الفضاء تكشف أهداف الإمارات المستقبلية والملهمة


06/05/2023

طارق العليان

تكشف مبادرات الفضاء الإماراتية، التي تشمل سير سلطان النيادي في الفضاء، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدور ريادي في استكشاف الفضاء، وإلهام الشباب، والتنويع الاقتصادي، وفق د. كريستيان ألكساندر، مدير برامج الأمن الدولي والإرهاب، وجينا بو سرحال، باحثة في قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات.

ضاعفت الإمارات أعداد رواد الفضاء وقامت باختيار أول رائدة فضاء عربية

وقال الباحثان في مقال مشترك بوكالة الأنباء "ذا ميديا لاين" الأمريكية المختصة بالشرق الأوسط: بعد أن صعد إلى الفضاء، ارتدى سلطان النيادي علم الإمارات بفخر فوق سترة الفضاء أثناء قيامه بالسير لأول مرة في الفضاء، ليصبح أول رائد فضاء عربي مسلم ينجح في هذا الأمر.
وبهذا الإنجاز الجديد، يضيف الباحثان، رفع النيادي آمال وطموحات الأجيال الجديدة في الإمارات، جاعلاً من الدولة لاعباً مهماً في قطاع الفضاء العالمي، وهي شهادة على رؤية وطموحات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

نجاح طويل الأمد في مجال الفضاء

وأكد الباحثان التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتطوير وأبحاث الفضاء في مختلف المبادرات والبرامج لضمان تحقيق نجاح طويل الأمد في مجال الفضاء.
واوضح الكاتبان أن استكشاف الفضاء يُعد أمراً بالغ الأهمية في دولة الإمارات، وحقق قفزة جديدة كبيرة بوصول النيادي إلى محطة الفضاء الدولية في مارس (آذار) بوصفه أحد أفراد طاقم "سبيس إكس كرو-6"، ليصبح أول عربي في العالم يشارك في مهمة فضائية طويلة المدة، وفي ثاني مهمة فضائية للإمارات في محطة الفضاء الدولية.

فرصة المشاركة في الأبحاث العلمية

ويوفر تواجد النيادي على متن محطة الفضاء الدولية فرصة للإمارات للمشاركة في الأبحاث العلمية المشتركة.
فبالإضافة إلى تجميع بيانات تساعد في تمكين الأطباء من علاج ومنع حالات القلب المصاحبة للتواجد في الفضاء، سيساعد النيادي في التجارب التقنية التي تشمل تصنيع أدوات ومكونات ثلاثية الأبعاد، وهي عملية ضرورية لإنجاح المهام المستقبلية الأكثر توغلاً في الفضاء.

أهداف أكبر

ويقول الباحثان إن هناك أهداف أكبر تطمح الإمارات إلى تحقيقها، فمن خلال الاستثمار في الأنشطة المتعلقة بالفضاء، تعتزم الإمارات تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط.
كما تستهدف الدولة التحول إلى الاقتصاد القائم على المعلومات، ما يجعل استكشاف الفضاء مجالاً مهماً في نمو البلاد وتطورها.
يضاف إلى هذا أن الإمارات ترى في استكشاف الفضاء سبيلاً لتعزيز سمعتها على المستوى الدولي، وتقديم نفسها بوصفها دولة رائدة عالمياً في العلوم والتكنولوجيا.
وتطمح الإمارات كذلك، من خلال الاستثمار في الأنشطة المتعلقة بالفضاء، إلى جعل نفسها مركزاً لأبحاث الفضاء والتطوير في الشرق الأوسط، بل وأبعد من ذلك.
ولأنها قوة صاعدة في مجال الفضاء، يُعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أحد أهم أمثلة دبلوماسية الفضاء الإماراتية، إذ أرسلت أول سفينة فضاء للدولة-مسبار الأمل-إلى المريخ عام 2021.
وتضمنت البعثة تعاوناً مع علماء ومهندسين من عدة دول مثل الولايات المتحدة، واليابان، والمملكة المتحدة.
وتشير مشاركة الإمارات في البعثة إلى التزامها بالتعاون الدولي في استكشاف وأبحاث الفضاء.

الإمارات تصنع التاريخ

وقال الباحثان: لقد صنعت الإمارات التاريخ حين صارت أول دولة عربية، وخامس دولة على مستوى العالم تصل إلى المريخ بنجاحها في إدخال مسبار الأمل في مدار المريخ.
وفي عام 2017، أعلنت الإمارات عن بناء مدينة المريخ العلمية التي تعد محاكاة لاستيطان البشر كوكب المريخ. وستُستخدم المدينة في إجراء الأبحاث وتطوير تقنية استكشاف المريخ.

دبلوماسية الفضاء الإماراتية

ولدبلوماسية الفضاء الإماراتية مثال آخر، وهو مشاركتها في لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، إذ أضحت الإمارات عضواً نشطاً في اللجنة، وأسهمت في عملها على ترويج الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي وتطوير قوانين الفضاء الدولية.

وعقدت وكالة الفضاء الإماراتية شراكات مع عدة دول ومنظمات دولية، كما وقّعت اتفاقيات تعاون مع وكالة ناسا، واليابان، والصين، ووكالة الفضاء الأوروبية ومذكرات تفاهم مع القيادة الاسترايتجية للولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والصين، ومركز علوم وتقنية الفضاء.

كما ضاعفت الإمارات أعداد رواد الفضاء وقامت باختيار أول رائدة فضاء عربية.
وفي عام 2022، أطلقت الإمارات تمويلاً قدرة 820 مليون دولار لدعم مبادرات الفضاء، إضافة إلى ضخ أول استثمار لتأسيس مجموعة أقمار اصطناعية للاستشعار عن بعد.

أمن واستدامة الأصول الفضائية

ويتمثل أحد الأهداف الأساسية لبرنامج الإمارات الوطني للفضاء في ضمان أمن واستدامة أصولها الفضائية.
وتعمل الإمارات على تشغيل العديد من الأقمار الاصطناعية لمختلف الأغراض، مثل الاستشعار عن بعد، ورصد الأرض، والاتصال.
وتعد تلك الأقمار الاصطناعية بالغة الأهمية للتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والاستراتيجية في الإمارات.
وفيما يتعلق بالأمن الفضائي، اتخذت الدولة عدة خطوات لتقليل المخاطر على أصولها الفضائية.
وعلى سبيل المثال، أعدت وكالة الفضاء الإماراتية دليلاً إرشادياً لتقليل المخلفات الفضائية للحد من مخاطر الاصطدام بالنفايات الفضائية.
كما استثمرت الإمارات في تقنيات التوعية بالحالة السائدة في الفضاء لتعزيز قدرتها على كشف وتتبع التهديدات المحتملة لأصولها الفضائية.
وفيما يتعلق بالاستدامة الفضائية، فقد طورت وكالة الفضاء الإماراتية نظام قياس للاستدامة لتقييم ودعم ممارسات الاستدامة الفضائية التي تضمن تقليص التأثير البشري على البيئة الفلكية.
وهناك العديد من المبادرات والبرامج التي تؤكد التزام الإمارات بجعل نفسها مركزاً لأبحاث الفضاء والتجديد في الشرق الأوسط، وما هو أبعد من ذلك.

مركز محمد بن راشد للفضاء

وأشار الباحثان إلى أن مركز محمد بن راشد للفضاء يعد لاعباً مهماً في مجال الفضاء الإماراتي، كونه مسؤولاً عن تطوير وتنفيذ الاستراتيجية الفضائية للبلاد، وتعزيز إمكانياتها الفضائية.
كما يجري المركز الأبحاث، ويطور التقنيات، ويقوم بتشغيل بعثات فضائية.
وفي عام 2020، أطلقت دبي استراتيجيتها الخاصة بعلوم الفضاء، التي تستهدف تعزيز قدرات علوم الفضاء وتسهم في قطاع الفضاء العالمي.
وتركز الاستراتيجية على تطوير البنية التحتية الضرورية، والأبحاث والتطوير، ورأس المال البشري لدعم طموحات دبي في مجال الفضاء.
كما يعد استكشاف الفضاء وسيلة لإلهام ودمج شباب البلاد في تعلم العلوم، والتقنية، والهندسة، والرياضيات المعروف بمفهوم تعليم ستيم STEM .
وأكدت الإمارات بقوة على تطوير التعليم وقوة العمل في السنوات الأخيرة، ويُعد الاستثمار في استشكاف الفضاء وسيلة لتشجيع مزيد من الطلاب على متابعة المسيرة المهنية لـمفهوم التعليم STEM.

مبادرات فضائية طموحة

وحسب الباحثين، تستهدف الإمارات لعب دور مهم في تمهيد الطريق نحو استكشاف وأبحاث الفضاء، وإلهام الجيل الجديد من العلماء والمهندسين، مع الإسهام في الاستخدام السلمي والمستدام للفضاء الخارجي من خلال مبادراتها الفضائية الطموحة.
وبينما توجه روح الريادة الإماراتية سعيها لتصبح واحدة من أوائل الدول التي ترسل بعثة مأهولة للمريخ، تستعد الإمارات لترسيخ مركزها بوصفها دولة رائدة في مجتمع الفضاء العالمي.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية