رغم التهديدات.. العراقيون يواصلون احتجاجاتهم

رغم التهديدات.. العراقيون يواصلون احتجاجاتهم


10/12/2019

تزايدت التحذيرات من المظاهرات التي دعا إليها المحتجون في العراق، اليوم، للتنديد بالهجوم المسلح الذي استهدف المعتصمين، مساء الجمعة، عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير وسط بغداد، فيما أعلنت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي، احتفالاً بذكرى "يوم النصر" على تنظيم داعش وتحرير مدينة الموصل من قبضته.

وأسفر الهجوم الذي نفّذه ملثمون مجهولون قال المحتجون إنّهم من ميليشيات الحشد الشعبي المقربة من إيران، عن مقتل عشرين متظاهراً على الأقل، وأربعة من عناصر الشرطة، وفق مصادر أمنية وطبية، وهو ما زاد من زخم الاحتجاجات والسخط الشعبي على الطبقة السياسية على عكس المتوقع، وفق ما نقلت وكالات أنباء.

 

 

وتنصل الحشد الشعبي، في وقت سابق أمس، من مشاركته في الهجوم بعد إقراره إطلاق مسلحيه النار في مجزرة السنك، ليل الجمعة، زاعماً أنّ موقعه الإلكتروني تعرض للاختراق، وهو ما اضطر الحكومة إلى توجيه تحذير له بعدم التدخل في القضايا الأمنية في البلاد.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة ،اللواء الركن عبد الكريم خلف، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية: إنّ رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، أصدر "توجيهاً بعدم تدخل الحشد الشعبي في قضايا تخصّ الأمن".

وأضاف: "القرارات نصّت على حصر تكليف الحشد بمهام أمنية بالقائد العام للقوات المسلحة فقط"، لافتاً إلى أنّ "مقرات الحشد الشعبي داخل العاصمة باقية في مكانها"، وذلك بعد تناقل أخبار تفيد بصدور أوامر بإخراج قوات الحشد من بغداد ومنع أي تواجد لها في العاصمة.

تزايدت التحذيرات من المظاهرات التي دعا إليها المحتجون اليوم للتنديد بالهجوم المسلح عند جسر السنك

هذا وقد صدر بيان طالبت فيه سفارات غربية "بإبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاج وحماية المتظاهرين ومحاسبة جميع المسؤولين عن عمليات القتل".

وقال بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف: ‌إنّ "الوزارة استدعت سفير فرنسا، والسفير البريطاني، والقائم بالأعمال الألماني، مُجتمِعين، كما استدعت السفير الكنديّ، على خلفيّة بيان مُشترَك أصدرته هذه السفارات."

ولم تتوقف التحذيرات عند هذا الحدّ؛ حيث فقد تسبّب فيديو نشره زعيم ميليشيات أخرى موالية لإيران سخطاً مضاعفاً في العراق، هدّد فيه في وقت لم يستفق الشارع بعد من صدمة "مجزرة السنك".

وقال قيس الخزعلي، زعيم ميليشيات "عصائب أهل الحق" الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وقتل المتظاهرين، في فيديو نشره على تويتر: إنّ مظاهرات الثلاثاء ستكون "تخريبية وتشهد سقوط أكبر عدد من القتلى".

سفارات تطالب بإبعاد الحشد الشعبي وحماية المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عن مجزرة السنك

ويرتبط الخزعلي بإحدى لجان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يتهمه المتظاهرون العراقيون بالمشاركة في قتل المحتجين وترهيبهم منذ بداية الحراك الشعبي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

هذا وحذرت السفارة الأمريكية في بغداد، أمس، رعاياها في العراق، باستثناء إقليم كردستان، من الاقتراب من مناطق التظاهرات، اليوم، في وقت حذّر فيه زعيم ميليشيات "عصائب أهل الحق" العراقية من سقوط أكبر عدد من القتلى بعد مجزرة جسر السنك التي قتل فيها حوالى 25 متظاهراً، إثر هجوم مسلح لمجهولين، قال المتظاهرون إنّ ميليشيات الحشد الشعبي كانت وراءه.

من جانبها، أعلنت السفارة الأمريكية، التي سبق أن نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى العراق، منذ أيار (مايو) الماضي، في بيان نشرته على فيسبوك؛ أنها تتوقع أن "يزداد حجم التظاهرات بالتزامن مع عطلة الاحتفال بالذكرى السنوية لهزيمة داعش، الثلاثاء، والتي سيتخللها وجود نقاط تفتيش، ناهيك عن حدوث اضطرابات مرورية".

الخزعلي يهدّد المتظاهرين ويؤكد أنّ مظاهرات الثلاثاء ستكون تخريبية وتشهد سقوط أكبر عدد من القتلى

ودعت السفارة المواطنين الأمريكيين، في حال وجودهم بالعراق خلال هذه الفترة، إلى تجنّب مناطق التظاهرات، والامتثال لتوجيهات السلطات، ومراقبة وسائل الإعلام المحلية للحصول على آخر الأخبار.

وتسببت موجة الاحتجاجات التي تشهدها المدن العراقية منذ أكثر من شهرين، في مقتل أكثر من 450 شخصاً، ودفعت رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، إلى الاستقالة.

لكنّ المتظاهرين، الذين طالبوا في البداية بتوفير فرص عمل ومكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه في السلطة، يطالبون الآن برحيل جميع الطبقة السياسية وإجراء إصلاحات دستورية ووزارية وإلغاء المحاصصة.

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية