سلالة كورونا الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟ وهل تتأثّر باللقاحات؟

سلالة كورونا الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟ وهل تتأثّر باللقاحات؟


21/12/2020

بعد أن عاد الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها مع بدء بعض الدول وعلى رأسها بريطانيا بحملات التلقيح ضد فيروس كورونا، الذي أودى بحياة نحو مليون و700 ألف شخص حول العالم وما يزيد عن نصف مليون شخص في أوروبا وحدها، يبدو أنّ الفيروس يأبى إعطاء سكان القارة العجوز فرصة لالتقاط أنفاسهم قبل نهاية العام الذي مرّ ثقيلاً على العالم كلّه.

ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا أُطلق عليها اسم "N501Y"

ومع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، التي تكثر فيها التجمعات والتنقلات بين دول القارة العجوز، ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا أُطلق عليها اسم "N501Y"، جدّدت قلق العالم ودفعت بعض حكوماته إلى فرض قيود أكثر صرامة لكبح جماح انتشارها.

إغلاقات في بريطانيا

وقد دفعت السلالة الجديدة الحكومة البريطانية إلى إعادة فرض قيود على 16 مليون نسمة في لندن وجنوب شرق إنجلترا بسرعة، أمس الأحد، برّرها وزير الصحة "مات هانكوك" في تصريحات للتلفزيون البريطاني، بالقول إنّ الفيروس "خارج عن السيطرة" في المملكة المتحدة، حيث تسبّب بزيادة الإصابات وزيادة العبء على المستشفيات، لافتاً إلى أنّ "السلالة الجديدة  تنتشر بشكل أسرع".

دفعت السلالة الجديدة الحكومة البريطانية إلى إعادة فرض قيود على 16 مليون نسمة في لندن وجنوب شرق إنجلترا بسرعة أمس الأحد

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أنّ رئيس الوزراء بوريس جونسون ألغى خططاً للسماح للعائلات بالتواصل خلال فترة الأعياد، الأمر الذي دفع سكان العاصمة لندن إلى حركة نزوح جماعية قبل بدء سريان الإجراءات الجديدة.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

وقال جونسون في تعليقه على الإجراءات الجديدة، إنّه عندما يُغيّر الفيروس طريقة هجومه، فإنّ المطلوب من السلطات أيضاً أن تُحدث تغييراً موازياً في طريقة الدفاع، وفق ما أورد موقع "الحرة".

اقرأ أيضاً: الإمارات تساند موريتانيا في التصدي لجائحة كورونا... ماذا قدمت؟

كما أقدمت العديد من دول العالم، منها هولندا التي اكتشفت إصابة بالسلالة الجديدة على أراضيها، على إغلاق حدودها أمام الوافدين من المملكة المتحدة، فيما دعت رئاسة الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء إلى اجتماع عاجل، اليوم الإثنين، لتفعيل آلية الطوارئ الخاصة بمكافحة كورونا.

السلالة الجديدة والتي وُصفت بأنّها (أكثر فتكاً)، قد تكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70 بالمئة

كما وعلّقت كل من تركيا، والمغرب والكويت، وإيران وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والسويد وإيرلندا وكندا الرحلات القادمة من بريطانيا.

وعقب قرار تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، علق عشرات المسافرين، الذين وصلوا من المملكة المتحدة في المطارات الألمانية ليلة الأحد الإثنين.

وتوجّب على جميع العالقين الخضوع لفحص فيروس كورونا، وسيُسمح لهم بالمغادرة فقط، إذا جاءت نتيجة الاختبارات التي خضعوا لها سلبية، ولكن سيتوجب عليهم أيضاً الخضوع لحجر صحي لاحقاً.

اقرأ أيضاً: هل يؤثر فيروس كورونا على الصحة الجنسية للرجال؟ أبحاث جديدة تُجيب

وبريطانيا، هي واحدة من أكثر الدول تضرراً في أوروبا من الفيروس المُستجد؛ إذ أودى وباء كورونا فيها بحياة أكثر من 67 ألف شخص، بينما سجّل يوم أمس الأحد وحده رقماً قياسياً في عدد الإصابات، حيث بلغت 36 ألفاً.

 تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا

وتتخوف الدول من تفاقم الإصابات بالفيروس خاصة مع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة، حيث تنشط حركة السفر والتجمعات خلال هذه الفترة، الأمر الذي دفع ببعض السلطات إلى فرض إجراءات مشددة خلال هذه الفترة للحد من انتشار كورونا.

اقرأ أيضاً: ماذا قال ماكرون بعد إصابته بفيروس كورونا؟

ومن المقرر أن يترأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الإثنين، اجتماع أزمة بشأن إمدادات المملكة المتحدة بعد قرار العديد من الدول، تعليق الرحلات إلى بريطانيا.

ما الذي نعرفه عن السلالة الجديدة؟

رغم أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتحور فيها فيروس كورونا؛ إذ إنّه تمّ اكتشاف آلاف السلالات المختلفة في عينات الفيروس المُسبّبة لمرض (كوفيد-19)، لكن وبحسب تصريحات بوريس جونسون، فإنّ السلالة الجديدة والتي وُصفت بأنّها "أكثر فتكاً"، قد تكون أكثر قابلية للانتقال، بنسبة 70 بالمئة، وهو ما أثار القلق حولها.

وأفاد كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا كريس ويتي، في بيان، أنّ "المجموعة الاستشارية لأخطار فيروسات الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة تعتبر الآن أنّ هذه السلالة الجديدة قد تنتشر بشكل أسرع".

اقرأ أيضاً: كشف أسعار اللقاحات الأمريكية لفيروس كورونا... ما الغريب في الأمر؟

وتُفيد تقارير طبية دولية بأنّ السلالة الجديدة تمتلك قدرة كبيرة على الانتشار في الدورة الدموية بشكل سريع، وأنّها تحمل طفرة جينية على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها، مرجحةً أن تكون السلالة قد بدأت بالانتشار في بريطانيا في الخريف الماضي، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام بريطانية.

السلالة الجديدة تمتلك قدرة كبيرة على الانتشار في الدورة الدموية بشكل سريع

وأوضحت التقارير أنّ كورونا المستجد لديه آلية "تصحيح ذاتي" للحفاظ على حمضه النووي وأنّ السلالة الجديدة مسؤولة عن 60 في المئة من إصابات كورونا في بريطانيا خلال الأسبوع الماضي.

وأكّدت التقارير أنّ بعض جوانب السلالة الجديدة لا تزال غامضة بالنسبة للفرق الطبية البحثية، لا سيما من جهة دورها بارتفاع معدلات الوفيات أم لا، ومدى تأثرها باللقاحات المعتمدة، مشيرةً إلى أنّ علماء الأوبئة بدأوا في تحليل سلوكيات السلالة الجديدة، ودراسة أثر استجابتها للأجسام المضادة.

لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أنّ السلالة الجديدة تُسبّب ارتفاع معدل الوفيات أو أنّها تؤثر على اللقاحات والعلاجات

ومع ذلك "لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أنّ هذه السلالة الجديدة تُسبّب ارتفاع معدل الوفيات أو أنّها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكنّ العمل جارٍ لتأكيد ذلك" وفق كريس ويتي.

ولا يعرف علماء الأوبئة ما إن كانت هذه السلالة ترتبط بانتقال الفيروس لحيوانات المنك، والتي ظهرت في مزارع في إسبانيا والدنمارك.

هل لقاحات كورونا فعّالة ضد السلالة الجديدة؟

تقول هيئة "علم الجينوم" البريطانية، وعلماء في مؤسسة "والتر ريد العسكرية للأبحاث" في الولايات المتحدة الأمريكية، إنّهم يحتاجون إلى بضعة أيامٍ لحسم الجدل حول فاعلية اللقاحات المُكتشفة لكوفيد-19 في التصدّي للسلالة الجديدة، فيما أعلنت الحكومة الألمانية مساء الأحد أنّ خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى نتيجة مفادها أنّ اللقاحات الحالية المضادة لكورونا "فعّالة".

اقرأ أيضاً: ما الفئات غير المسموح لها بتلقي لقاح كورونا؟

وقال وزير الصحة الألماني "ينس شبان" في حديثه مع قناة "ZDF" الألمانية: "وفقاً لكل ما لدينا من معلومات حتى الساعة، وبعد المشاورات التي جرت بين خبراء السلطات الأوروبية؛ فإنّ السلالة الجديدة لن تقاوم اللقاحات التي تبقى فعّالة"، وفق ما أورد موقع "روسيا اليوم".

وزير الصحة الألماني "ينس شبان"

وكان رئيس قسم الوقاية من الأمراض في وزارة الصحة الإيطالية "جيوفاني ريتسا"، قد أكّد أنّ اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تعمل بذات الكفاءة في الوقاية من السلالة الجديدة من فيروس كورونا.

وقال ريتسا: "السلالة الجديدة من فيروس كورونا، والتي ظهرت في لندن وجنوب شرقي بريطانيا سجلت طفرات في البروتين على سطح الفيروس، وفي حين أنّ هناك فرضيات مفادها أن هذه الطفرات قد تزيد من تحمل الفيروس، فلا يبدو أنّها تُغيّر من عدوانيته السريرية أو استجابته للقاح".

اقرأ أيضاً: هل تنجح الإمارات في إدارة عملية نقل لقاحات كورونا إلى العالم؟

في غضون ذلك، يراهن العلماء على تلقيح ما يقارب من 60 بالمئة من سكان العالم خلال العام المقبل، وهو أمر لا يخلو من التحديات، فضلاً عن خفض عدد الإصابات الجديدة قدر الإمكان.

يُشار إلى أنّ هناك ما لا يقل عن 7 مجموعات أو سلالات رئيسية من كوفيد-19، والأصلية هي التي اكتشفت في ووهان الصينية، وأطلق عليها العلماء السلالة "إل"، ثم تحوّرت للسلالة "إس" بداية 2020، قبل أن تتغير لسلالتي "في" و"جي".

اقرأ أيضاً: سياسات الدين في زمن ما بعد كورونا

وعثر على السلالتين "في" و"جي" في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومنها تحوّرت إلى سلالات "جي آر" و"جي إتش" و"جي في"، بينما استمرت السلالة "إل" لفترة أطول في آسيا نظراً إلى إسراع الكثير من البلدان في تلك القارة إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية