علاء عبدالخالق .. نجومية طاغية ورحيل هادئ .. أبرز محطات حياته

استيقظ العالم العربي اليوم، على خبر رحيل واحداً من أعمدة الغناء المصري، في حقبة الثمانينيات والتسعينيات، من القرن الماضي، هو الفنان علاء عبدالخالق، الذي شكلت أغنياته جزءاً من وجدان الشعب المصري، في زمن شرائط الكاسيت.

في أوائل التسعينيات، كانت الغالبية العظمى من الشباب، تحرص على شراء ما يعرف ب"شريط الكوكتيل" وهو عبارة عن شرائط تنفذ يدويا بالمكتبات والمحلات عن طريق نسخ أنجح الأغنيات في ذلك الوقت،  لمجموعة من أشهر المطربين، كان القاسم المشترك في كل الشرائط هو صوت وأغنيات الفنان الراحل علاء عبدالخالق.

"داري رموشك .. مش قلبي .. طيارة ورق .. عودتيني . عين بعين" وغيرها الكثير من أشهر أغنيات علاء عبدالخالق،  التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، رغم مرور مايزيد عن ربع قرن على إصدارها، إلا أنها لاتزال ساكنة بالذاكرة، باقية بمرور الزمن، يمكن استرجاعها بشكل سريع، بخلاف أغاني المهرجانات الموجودة بالوقت الحالي، والذي أطلق عليها البعض أغاني "الساندوتش" لسرعة تردديها بسرعة ونسيانها بسرعة.

أبرز المحطات الغنائية في حياة علاء عبدالخالق. 

علاء عبدالخالق الذي غيبه الموت اليوم عن عمر يناهز ال59 عاماً ، واحداً من مواليد القاهرة، 23 فبراير 1964، تخرج من معهد الموسيقى العربية وتخصص في العزف على آلة «الناي»، ويعد واحدا من نجوم «الكاسيت» في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وحقق مع الفنانتين منى عبد الغني وحنان نجاحاً كبيرا، مكونين فرقة «الأصدقاء» بالتعاون مع الموسيقار الراحل عمار التشريعي، وخرج الألبوم الغنائي الأول لهم خلال العام 1980، ومن أشهر أغنياتهم «الحدود»، إلا أن الشريعي قرر حل الفرقة لانشغاله بالموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات، والظروف الشخصية للفنانتين.

وفي العام 1985 أطلق علاء أول ألبوماته «مرسال»، بالتعاون مع حميد الشاعري ألحاناً وتوزيعا، وتوالت نجاحاته الفنية واستمر تعاونهما الفني في ألبوم «وياكي»، والذي طرح العام 1987، وألبوم "عشانك" بعدها بعامين وألبوم "راجعلك" عام 1990، وألبوم "هتعرفيني" عام 1991، وغيره من الألبومات.

من أعماله أيضا، ألبومات «راجعلك»، «هتعرفيني»، «اتغيرتي»، «مكتوب»، «لازم»، «طيارة ورق»، «الحلم»، «الليلة»، «عين ب عين»، وتوقف بعده عن الغناء في بداية الألفينات، بسبب وعكة صحية أثرت على أحباله الصوتية ليعود بألبوم «حب مش عادي»، العام 2007 على المنصات الرقمية.

في بدايات رحلته الغنائية، تعاون الراحل مع المطرب حميد الشاعري، الذي ساعده في توزيع وإصدار أول ألبوم له في عام 1985، وشارك في نفس الألبوم حميد الشاعري في أغنية "بحبك كون".

انقطع عن الغناء فترة استمرت لمدة 6 سنوات، ثم عاد مرةً أخرى في ألبوم حب مش عادي وهو ألبوم خاص بمنتديات الإنترنت فقط ولم يصدر بالأسواق، ثم ظهر مؤخرًا مشاركًا تامر حسني في أغنيته رسمي فهمي نظمي (لولا الهوى)، شارك علاء في دويتّوهات كثيرة وأغانى منفردة كثيرة في عدة ألبومات مثل نجوم الشرق بجميع أجزائه، وجميع أجزاء لقاء النجوم وهاي كواليتي (الجزء الخامس فقط) 1996 وميجا ستار وغيرها. ثم أصدر أغنية يا مصر وقفنا في ميدانك، مع حميد الشاعري تأييدًا لثورة 25 يناير.

أخر ظهور للفنان الراحل في حفل زفاف ابنته.

 كان آخر ظهور للفنان علاء عبد الخالق في حفل زفاف ابنته مطلع مايو الماضي، وحرص عدد من النجوم على الحضور ومنهم مصطفى قمر وإيهاب توفيق وحميد الشاعري ومحمد محيي وهشام عباس وحسام حسني ومشاركة علاء عبد الخالق فرحته.

وأقيم حفل الزفاف في دار مناسبات القلعة، وانتشرت فيديوهات لحميد الشاعري ومصطفى قمر وهشام عباس وإيهاب توفيق وهم يغنون أشهر أغنيات علاء عبد الخالق "داري رموشك".

وكانت حالته الصحية قد أثارت قلق محبيه الذين شاركوا صوره بالدعاء له بالشفاء العاجل، وعلى الرغم من عدم الكشف عن طبيعة مرضه والذي كان السبب في إختفائه لوقت طويل عن الساحة الفنية، إلا أن هناك مصادر قد أكدت أنه يعاني من ضعف شديد في العصب البصري وهو الذي هدده بفقدان بصره وبالفعل فقد أفقده هذا المرض جزء كبير من بصره وأصبح غير قادر على التعرض للإضاءة أو النظر.

ورحل علاء عبدالخالق عن عالمنا اليوم رحيلاً هادئاً، بعد حياة صاخبة ونجومية طاغية، ليتسبب غيابه في مظاهرة حب كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصدقائه، حيث نعت نقابة المهن الموسيقية الراحل في بيان جاء فيه : ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة الفنان الخلوق علاء عبد الخالق. وتابعت النقابة في بيانها: لذا يتقدم النقيب العام لنقابة المهن الموسيقية ومجلس الإدارة والجمعية العمومية إلى عائلته وذويه بأصدق التعازي الحارة، سائلين المولي عز وجل  أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان،.."إنّا لله وإنّا إليه رجعون .

أصدقاء علاء عبدالخالق ينعونه بأحر العبارات. 

واستقبل أصدقاء المطرب علاء عبد الخالق، من الفنانين والمحبين خبر رحيله كصدمة، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الرثاء في وداع نجم التسعينيات المحبوب، حيث حرص الفنان عمرو دياب، على نعي الراحل علاء عبدالخالق، الذي وافته المنية، صباح اليوم، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة، وابتعاد عن الأعمال الفنية والأغاني.

وشر الهضبة، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، منشورًا ينعى فيه الفنان الراحل وكتب فيه: "بمزيد من الحزن والأسى، أنعي الزميل العزيز الفنان الكبير علاء عبدالخالق، أسكنه الله فسيح جناته وألهم الاهل الصبر والسلوان".

وكتب الكاتب يسري الفخراني: "علاء عبد الخالق جزء عزيز من ذكرياتنا التسعينية بكل دفئها.. رحل في صمت يليق بكبرياءه".

أما المطرب محمد دياب فكتب "مع السلامة يا أستاذ يا طيب يا محترم، ربنا يرحمك".

ووجه الملحن عزيز الشافعي كلمات العزاء لجمهور الراحل ومحبيه وكتب "خالص العزاء لجمهور وأسرة الفنان المصري الكبير علاء عبد الخالق رحمه الله وأحسن مثواة وتقبل منه صالح الأعمال".

الملحن عمرو مصطفي شارك أيضاً مشاعره معبراً عن حزنه وكتب "الله يرحمك يا محترم" وأرفقها بصورة للراحل علاء عبد الخالق.

وكتب محمد حماقي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: "خالص عزائي لأسرة الفنان الكبير علاء عبدالخالق.. اللهم تغمده بواسع رحمتك واغفر له وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان".

وحرص الفنان محمد فؤاد، على نعيه حيث كتب له في منشور: "إنّ لله وإنّ إليه راجعون.. ننعي ببالغ الحزن والأسى وفاة الأخ الغالي والصديق العزيز الفنان المحترم الخلوق علاء عبدالخالق.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته".

وكان الفنان حسام حسني أول من أعلن عن وفاة الفنان علاء عبدالخالق نجم التسعينات، إذ كتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «علاء عبدالخالق في ذمة الله، ادعوا له بالرحمة، إنا لله وإنا إليه راجعون.