على ماذا اتفقت الإمارات وروسيا بشأن فلسطين وإيران؟

على ماذا اتفقت الإمارات وروسيا بشأن فلسطين وإيران؟


16/12/2020

بدا من المباحثات الأخيرة بين أبوظبي وموسكو أنّ البلدين يميلان إلى التوافق على أنّه من الممكن محاولة توحيد جهود اللجنة الرباعية الدولية واللجنة الرباعية العربية، للاتفاق على شروط استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة مرة أخرى.

وأكد البلدان سعيهما لجعل منطقة الخليج آمنة ومزدهرة، ما يتطلب الابتعاد "عن محاولات جعل المنطقة مزدحمة بأسلحة الدمار الشامل وبالصواريخ الباليستية، وكذلك طموحات تطوير أسلحة نووية".

لافروف: يتعين على المجتمع الدولي المساعدة في استعادة المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل

ورأى محللون إماراتيون أنه يمكن حل الملف الصاروخي الإيراني عبر مقترح "إقامة منطقة منزوعة الصواريخ" على ضفتي الخليج؛ في إطار برنامج إقليمي موسّع؛ للحدّ من انتشار الصواريخ ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وقد ركّزت جولة المحادثات التي أجراها وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أول من أمس، على التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، وتعزيز التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية.

الشيخ عبد الله بن زايد
وشغل ملف التسوية في الشرق الأوسط حيزاً مهمّاً من الاهتمام خلال المؤتمر الصحافي الختامي للوزيرين، على خلفية اتفاقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية. وفي حين أكد لافروف "العنصر الإيجابي" في مسار التطبيع، شدد في الوقت ذاته على أهمية "ألا يطغى هذا المسار على حل المشكلة الفلسطينية"، حسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
وأوضح الوزير الروسي أنّ بلاده "متفقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، على أنّ تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية يكتسب قوة دفع بشكل عام، وهو بالطبع ظاهرة إيجابية لأنها تزيل التناقضات القديمة، وتقيم قنوات اتصال حضارية ومستندة إلى الأساليب القانونية".

بن زايد: ما يهمنا في المنطقة هو العصرنة، وكيف يمكن أن نعمل معاً لبناء بلدان متطورة وعصرية

وأشار إلى أنّ روسيا "أكدت دائماً أنّ هذه العملية لا يجب أن تطغى على جهود تسوية المشكلة الفلسطينية". وزاد: "القضية يجب حلها على أساس القرارات الحالية للأمم المتحدة، التي يجب أن تتضمن إقامة دولة فلسطينية تتعايش مع دولة إسرائيل في سلام وأمن".
وقال لافروف إنّ نظيره الإماراتي أكد خلال المحادثات أنّ هذا هو موقف دولة الإمارات أيضاً. ولفت إلى أنّه "يتعين على المجتمع الدولي المساعدة في استعادة المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل"، مذكراً بأنّ روسيا اقترحت مراراً استئناف عمل اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين (روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي). وأضاف أنّ موسكو "ترى أنه من الضروري إشراك ممثلي جامعة الدول العربية في جهود اللجنة الرباعية". وقال لافروف إنه بحث مع نظيره الإماراتي خلال الزيارة ما وصفه بأنه "اللجنة الرباعية العربية"؛ التي تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات.

اقرأ أيضاً: الإمارات خلال 2020.. إنجازات تخطت حدود الأرض

وقال: "أعتقد، والسيد الوزير (الشيخ عبد الله) يشاطرني هذا الرأي، أنه من الممكن محاولة توحيد جهود اللجنة الرباعية الدولية واللجنة الرباعية العربية، للاتفاق على شروط استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة مرة أخرى"، وفقاً لـ"الشرق الأوسط".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإمارتي، الشيخ عبد الله بن زايد، الأهمية التي توليها بلاده لتعزيز التنسيق مع روسيا في هذا الملف. وزاد: "نأمل أن نتمكن من العمل لإنعاش العملية السياسية بين فلسطين وإسرائيل".

سيرغي لافروف
وأضاف الوزير الإماراتي أنّ هذا المسار "لا يتطلب فقط دفع الأطراف إلى المفاوضات، ولكن توضيح الأفق المطلوب لهذا الحل"، موضحاً أنّه "لسنوات عديدة لم يعد هناك أفق، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ روسيا لديها مدخل إيجابي وبنّاء، وأتمنى أن ننجح في العمل مع روسيا والرباعية الدولية وجامعة الدول العربية، لإبراز أنّ هناك أملاً للسلام في المنطقة".

العلاقات الخليجية
وفي موضوع آخر، تطرق الوزير الإماراتي، رداً على سؤال حول العلاقات الخليجية إلى دور دولة الكويت لتحقيق المصالحة في منطقة الخليج. وأكد أنّ "دولة الإمارات ترحب بجهود ودور دولة الكويت الشقيقة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ "هناك دولاً في المنطقة متجهة نحو التمدن، وهناك دول متجهة عكس التمدن"، لافتاً إلى أنّ "بعض الدول ما تزال تعمل على دعم الإرهاب".

ملف إيران
وتطرق الوزيران خلال اللقاء إلى ملف إيران والوضع في منطقة الخليج، وقال لافروف إنّ الاقتراح الروسي بشأن الأمن الجماعي في منطقة الخليج "أصبح أكثر ضرورة وسط الأزمة المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني"، مؤكداً أنّ موسكو مستعدة للمساعدة في تهيئة الظروف للحوار في المنطقة، بحسب "الشرق الأوسط".

اقرأ أيضاً: الإمارات الأولى خليجياً وعربياً وإقليمياً في حصة الفرد من إجمالي الإنفاق الصحي

وأعرب الشيخ عبد الله بن زايد عن ترحيبه بالجهود الروسية الهادفة للتهدئة في منطقة الخليج، مشيراً إلى سعي الإمارات وروسيا لجعل المنطقة آمنة ومزدهرة. ولفت إلى أنّ "ما يهمنا في المنطقة هو العصرنة، وكيف يمكن أن نعمل معاً لبناء بلدان متطورة وعصرية"، مشدداً على الحاجة إلى الابتعاد "عن محاولات جعل المنطقة مزدحمة بأسلحة الدمار الشامل وبالصواريخ الباليستية، وكذلك طموحات تطوير أسلحة نووية".

ولفت الوزير الإماراتي كذلك إلى الحاجة لوقف محاولات استعادة الأفكار الاستعمارية ونزعات الهيمنة، وقال إنّ المجتمع الدولي تحدث طويلاً عن مفهوم الإرهاب، ولكن "علينا اليوم أن نبحث في مفهوم الكراهية والتحريض والتطرف وهذه قضية مُلِحة لمعالجتها".

عدم فصل الملفات

وفي مداخلة لها على قناة "روسيا اليوم"، علّقت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، على جولة المباحثات الإماراتية-الروسية الأخيرة قائلة: "بالنسبة للطرح الإيراني حول إجراء مفاوضات إقليمية لحل الملفات العالقة المسمّى (مبادرة هرمز للسلام والأمن في الخليج) فإنّ الإمارات وشركاءها من دول الخليج يصرون على ضرورة تدويل الحوار من خلال وضع أي مفاوضات إقليمية تحت قبة الشرعية الدولية، وبمشاركة أمريكية روسية".

اقرأ أيضاً: الحسابات القطرية الوهمية على الواقع الافتراضي ضد الإمارات

وأضافت بأن "تفعيل خطة حوار موسّع يشمل كل الملفات الخلافية في آن واحد، ويضع حلولاً واضحة ومتزامنة لجميع تلك الملفات. ويعني ذلك رفض محاولات إيران تطبيق إستراتيجية فصل الملفات وإستراتيجية الحلول المرحلية؛ لكسب المزيد من الوقت لفرض أمر واقع يتعارض جوهرياً مع فكرة السلام والاستقرار في المنطقة".

اقرأ أيضاً: هكذا وظفت قطر "الإخوان" لتهديد استقرار الإمارات

وتابعت الكتبي: يمكن حل الملف الصاروخي عبر مقترح "إقامة منطقة منزوعة الصواريخ" على ضفتي الخليج في إطار برنامج إقليمي موسّع للحدّ من انتشار الصواريخ، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأوضحت أنه "ضمن هذه الرؤية تندرج المطالبة الإماراتية بوضع حدود على البرنامج الصاروخي الإيراني؛ تضمن عدم مساسه بأمن ومصالح الإمارات وشركائها في الخليج، ضمن برنامج عمل يشرف عليه مجلس الأمن الدولي، ويقع تحت البند السابع".

الصفحة الرئيسية