عين الحلوة.. هل ينجح الإسلاميون في فرض سيطرتهم على المخيم؟

عين الحلوة.. هل ينجح الإسلاميون في فرض سيطرتهم على المخيم؟

عين الحلوة.. هل ينجح الإسلاميون في فرض سيطرتهم على المخيم؟


05/08/2023

يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب لبنان والذي يعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، منذ عدة أيام، اشتباكات مسلحة بين مقاتلين تابعين لحركة فتح ومجموعات إسلامية، أدت لمقتل وجرح العشرات.

وبدأت الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة بتبادل لإطلاق النار بين عناصر من حركة فتح وعصبة الأنصار، واشتدت عقب اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني أبوأشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه.

وشهد المخيم، الخميس، هدوءاً حذراً بعد اشتباكات عنيفة، خرق خلالها وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بإشراف لجنة هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واستخدمت في الاشتباكات أعنف الأسلحة والقذائف الصاروخية.

ويعد مخيم عين الحلوة، المكتظ باللاجئين الفلسطينيين معقلاً لجماعة عصبة الأنصار المتشددة، والتي تصنف "حركة إرهابية"، فيما زادت المواجهات المسلحة الأخيرة من مخاوف سعي الإسلاميين لفرض سيطرتهم عليه.

مباحثات فلسطينية - لبنانية

أجرت أطراف فلسطينية ولبنانية مباحثات لإعادة الهدوء للمخيم، حيث اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ومدير عام الأمن اللبناني بالوكالة اللواء إلياس البيسري، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وأكد عباس ضرورة العمل على تثبيت التهدئة بعين الحلوة، وبحث مع اللواء البيسري تطورات الأحداث بالمخيم، مؤكداً دعم القيادة الفلسطينية لما تقوم به قوى الأمن اللبناني للحفاظ على النظام والقانون ووقف إطلاق النار.

ومن ناحيته، طالب رئيس الوزراء اللبناني، المنظمات الفلسطينية بوقف الاقتتال بالمخيم، مؤكداً أن ذلك يمثل "انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية"، مضيفاً "الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية سيقومان بالدور المطلوب لضبط الأمن ووقف الاقتتال".

وحسب التقديرات الفلسطينية، فإن الاشتباكات الدائرة في المخيم أسفرت عن مقتل 13 فلسطينياً معظمهم من حركة فتح، إضافة إلى إصابة 59 آخرين بجراح مختلفة، فيما فر المئات من بعض مناطق المخيم بسبب كثافة الاشتباكات.

مخطط مدروس من حزب الله

في حديثه لـ 24 يرى أستاذ العلوم السياسية، إبراهيم أبراش أن "الاشتباكات في مخيم عين الحلوة جزء من مخطط مدروس يهدف بالأساس لتصفية الوجود الفلسطيني بمخيمات اللجوء"، مشدداً على أن "الأحداث بالمخيم لا يمكن فصلها عن الانقسام الفلسطيني".

وقال أبراش إن "الجماعات الإسلامية المتشددة بالمخيم تتلقى دعماً من حزب الله اللبناني وأطراف أخرى"، في إشارة إلى أن ذلك "سبب من أسباب تصاعد وتيرة الاشتباكات وانهيار أي هدنة يتم التوصل إليها بين الأطراف المتنازعة بالمخيم".

وبيّن أبراش أن "حزب الله يسعى لترجيح كفة بعض الجماعات الإسلامية بالمخيم على حساب حركة فتح ومنظمة التحرير، وذلك عبر تمويل تلك الجماعات بالأسلحة الثقيلة في إطار الهيمنة التي يفرضها الحزب على لبنان والمخيمات الفلسطينية".

وأضاف "ما يحدث يأتي في إطار مخطط مرسوم لإضعاف حركة فتح ومنظمة التحرير واستهداف القيادات الفلسطينية، وهو ما يمكن اعتباره ذات السيناريو الذي أدى لانقلاب حركة حماس عسكرياً على السلطة الفلسطينية بغزة عام 2007".

وتابع "من الواضح أن هناك قراراً من جهات متنفذة بحسم الاشتباكات في المخيم لصالح بعض التنظيمات الإسلامية، ومنحهم القوة التي تمكنهم من السيطرة على عين الحلوة، الذي يعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية".

الجيش اللبناني

 وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه "فيما يتعلق بإمكانية تدخل الجيش اللبناني، فإن منظمة التحرير وفتح ترحبان بدور الجيش اللبناني، لكنه لا يمكن أن يتدخل بقضية المخيمات والاشتباكات المسلحة، خاصة أنه يدرك أن الإسلاميين مدعومون بقوة من حزب الله".

واستكمل "بتقديري ما سيحدث ربما تدخل سياسي لبناني فقط، لوقف الاشتباكات وإعادة الهدوء للمخيم الفلسطيني".

وينبه أبراش في حديثه لـ 24 إلى أن "الاشتباكات الحالية ستنتهي بزيادة نفوذ الجماعات الإسلامية بالمخيم، وحصولها على مكاسب جديدة على حساب حركة فتح ومنظمة التحرير"، قائلاً: "سيبقى مخيم عين الحلوة مركزاً للتوترات والاشتباكات المسلحة".

فرصة ضعيفة

من جانبه يرى المحلل السياسي أحمد عوض أن "الظرف اللبناني والفلسطيني لا يمكن أن يحقق للإسلاميين هدفهم بالسيطرة على المخيم"، مشدداً على أن "تجربة مخيم نهر البارد والتي تدخل فيها الجيش اللبناني ضد الجماعات المتشددة لا تزال شاهدة على ذلك".

وأضاف عوض في اتصال مع 24 "بتقديري الفصائل الفلسطينية أيضاً لا يمكن لها أن تقبل بذلك، ولا يمكن أن تتعاون مع هذه الجماعات"، معتبراً أن "صمت بعض الفصائل يأتي في إطار الخلافات السياسية بينها ولإضعاف قوة حركة فتح ومنظمة التحرير".

ورجح عوض أن "يتدخل الجيش اللبناني بشكل أو بآخر لمنع سيطرة الإسلاميين على المخيم، وذلك من خلال منع الإمداد وفرض إجراءات مشددة على المخيم لمنع سيطرة الإسلاميين عليه".

وتابع "هناك تعاون فلسطيني مع الجيش وقوى الأمن اللبناني لحصر هذه الظاهرة، وهذه الجماعات ليس لها من يحميها، وأجنداتها غامضة جداً ولا تلقى قبولاً بين سكان المخيم، وبالتالي لن تنجح في السيطرة عليه".

ويشير المحلل السياسي عوض إلى أنه "على الرغم من ذلك إلا أن تلك الجماعات لن ينتهي وجودها بالمخيم، وستبقى ظاهرة تؤرق جميع الأطراف الفلسطينية واللبنانية".

وقال عوض: "فيما يتعلق بدور حزب الله بدعم الجماعات الإسلامية بالمخيم، فإن له علاقة بجميع التنظيمات الإسلامية بالمخيمات، ولا شيء يجري من دون علمه".

واستدرك بالقول: "لكن محاولته فتح علاقة مع مثل هذه الجماعات سيكون لها تأثير سلبي كبير عليه، خاصة أن مثل هذه الجماعات لا تلتقي بالأفكار معه".

مؤامرة ضد فتح

يرى المحلل السياسي، طلال عوكل،  في حديث لـ 24 أن "الأحداث الأخيرة بالمخيم تمثل مؤامرة ضد حركة فتح ومنظمة التحرير"، لافتاً إلى أن "القضية أكبر من سيطرة الإسلاميين على المخيم والذي هو أحد أهداف وجودها".
وقال عوكل إن "الاشتباكات تهدف لإضعاف حركة فتح والتي لا تزال تعتبر المؤتمنة على المخيمات الفلسطينية".

وأضاف "لا أعتقد أن صفحة الاشتباكات المسلحة طويت وإنما هي في حالة هدوء مؤقت، ولن يلبث أن يعود المخيم مجدداً ومخيمات أخرى لتشهد اشتباكات أعنف من سابقاتها".

وأشار عوكل إلى أن "الدولة اللبنانية تحاول أن تتجنب التدخل المباشر في المخيم، ولكنها تتحرك جزئياً لضبط الحالة الأمنية"، مرجحاً أن "يؤدي التحرك اللبناني إلى اشتباكات أوسع لا تخدم الفلسطينيين أو اللبنانيين".

وختم المحلل السياسي عوكل حديثه بالقول: "بتقديري الأمر مرهون بدور حزب الله في هذه الاشتباكات، وما سيقوم به من تصعيد أو وقف لما يحدث داخل المخيم"، في إشارة إلى دعم الحزب للجماعات الإسلامية بالمخيمات الفلسطينية في لبنان.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية