كذبة "صوامع العثمانيين"... كيف حاول الإخوان الترويج لتركيا بعد انفجار بيروت؟

كذبة "صوامع العثمانيين"... كيف حاول الإخوان الترويج لتركيا بعد انفجار بيروت؟


09/08/2020

في مؤشر جديد على براغماتية جماعة الإخوان المسلمين، وأذرعها الإعلامية، فقد ركّز عدد من الإعلاميين والمواقع المحسوبة على الجماعة، على التغني بقدرة صوامع القمح في مرفأ بيروت التي صمدت أمام الانفجار، مدّعين أنها تعود إلى أيام الدولة العثمانية.

وتحاول الجماعة التغنّي بإنجازات الدولة العثمانية، التي تصفها غالبية الدول التي وقعت تحت سلطتها في الماضي، بـ"الاحتلال العثماني"، فيما تتمنّى جماعة الإخوان والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استنساخ تلك التجربة مجدّداً، من أجل إشباع أطماعهم التوسعية.

لم يكشف انفجار بيروت عن براغماتية الجماعة فقط، التي تجاهلت فاجعة المدينة المنكوبة والمخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، بل كشف كذبها أيضاً

ولم يكشف انفجار بيروت عن براغماتية الجماعة فقط، التي تجاهلت أنّ مدينة بكاملها باتت منكوبة، مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، بل كشف كذبها أيضاً، حيث تعود الصوامع إلى بعد نحو نصف قرن من زوال الدولة العثمانية، وقد بُنيت بقرض من الكويت.

وكشف تقرير بثّته خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية في وكالة الصحافة الفرنسية، أنه لا صحّة لما تداوله آلاف المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينهم إعلاميون في قناة الجزيرة القطرية ومن بعض المحسوبين على تنظيم الإخوان اضطروا لاحقاً لحذف منشوراتهم، من أنّ صوامع القمح في مرفأ بيروت، التي ظلّ جانب منها قائماً، رغم الدمار الكبير الذي لحق بها إثر انفجارات المرفأ، هي من إنجازات الدولة العثمانية التي حكمت لبنان لغاية العام 1918، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية".

وأكّد التقرير أنّ الصوامع ليست عثمانية، حيث أكّد موسى خوري الذي شغل منصب مدير صوامع بيروت بين العامين 2014 و2017 أنّ "هذا خبر غير صحيح".

وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس: "بدأ بناء الإهراءات (الصوامع) في العام 1965 وانتهى في العام 1969، وكان بمنحة كويتيّة"، أي بعد نصف قرن على انتهاء الاحتلال العثماني للبنان.

وأيّد ذلك الكاتب والباحث المتخصّص بتاريخ بيروت سهيل منيمنة، الذي يرأس حالياً جمعيّة "تراثنا بيروت" المتخصّصة بتوثيق تاريخ العاصمة.

وقال: "هذا الخبر غير صحيح، انتهى بناء الصوامع قرابة العام 1970، وقبل ذلك كانت الحبوب تُخزّن في مخازن صغيرة بُنيت في العام 1948".

وقال المؤرّخ والأستاذ الجامعي حسان حلاق، وهو صاحب كتب عدة عن تاريخ بيروت: "الصوامع القائمة حالياً ليست من تركة الدولة العثمانية، بل هي حديثة".

كما أكّد مركز الأبحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية بالجامعة اللبنانية، أنّ تلك الصوامع بُنيت بموجب اتفاقية قرض بين لبنان والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وذلك في مطلع عام 1970، بعد عامين تقريباً من توقيع الاتفاق بين الصندوق الكويتي ولبنان.

وكان الإعلامي المصري في شبكة "الجزيرة" الإخبارية، أحمد منصور، قد أثار جدلاً واسعاً عبر الفضاء الافتراضي، بعدما ذكر أنّ صوامع غلال مرفأ بيروت بُنيت إبّان الحقبة العثمانية، وكتب: صوامع الحبوب الخرسانية هي الوحيدة التي صمدت أمام قوة الانفجار، وعملت كمصدّات حمت الأبراج التي خلفها، بناها العثمانيون، حينما قاموا بتجديد الميناء قبل 150 عاماً، مرفأ لبنان بناه العثمانيون. هذا هو الاستعمار التركي؟

الصفحة الرئيسية