لماذا تقلق الجبهة المدنية الموسعة الإسلاميين في السودان؟

 لماذا تقلق الجبهة المدنية الموسعة الإسلاميين في السودان؟

لماذا تقلق الجبهة المدنية الموسعة الإسلاميين في السودان؟


25/10/2023

من أجل وقف الحرب والتأسيس لفترة انتقالية عبر توحيد الجيوش والتحضير للانتخابات، انطلقت اجتماعات تأسيس "الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية" في السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة شخصيات وقوى مدنية وسياسية، على رأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، لكنّ الإسلاميين هاجموا هذه المبادرة قبل انطلاقها.

وأثار إعلان تشكيل الجبهة مخاوف أنصار النظام السابق وحزبه (المؤتمر الوطني)، وأنصار الحرب من الإسلاميين، الذين شنّوا هجوماً عنيفاً على تأسيس (الجبهة المدنية)، واتهموها بتلقّي تمويل أجنبي، وبخط سياسي داعم لقوات الدعم السريع ضد الجيش الوطني، وهو ما دأبت الجبهة على نفيه باستمرار، وتحميل الإسلاميين المسؤولية عن اشتعال الحرب واستمرارها، وفقاً لما نشرته صحيفة (العرب).

أثار إعلان تشكيل الجبهة مخاوف أنصار الحرب من الإسلاميين، الذين شنّوا هجوماً عنيفاً على تأسيس "الجبهة المدنية"، واتهموها بتلقّي تمويل أجنبي.

وترى الأوساط السياسية أنّ الإسلاميين كانوا على مدار الفترة الماضية أكثر تنظيماً وقدرة على اللعب على تناقضات المشهد السوداني وتعقيداته، في مقابل ضعف كبير ظهر على القوى المدنية التي لم تعِ جيداً دقة المرحلة.

وتُحذّر الأوساط نفسها من تحرك للإسلاميين لإجهاض جهود المدنيين لتشكيل جبهة صلبة، وقد يذهب هؤلاء إلى حدّ تحريض الجيش على استهداف المكون المدني.

وكان من المقرر أن تُفتتح الاجتماعات بشكل رسمي السبت، إلّا أنّ حمدوك طلب مهلة إضافية لإكمال مشاوراته مع قائد (حركة تحرير السودان) عبد الواحد محمد النور، وقائد (الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ الشمال) عبد العزيز الحلو، بهدف توسيع دائرة الدعم للجبهة المدنية التي تعمل على تثبيت حضورها السياسي.

تُحذر أوساط سياسية من تحرك للإسلاميين لإجهاض جهود المدنيين لتشكيل جبهة صلبة، وقد يذهب هؤلاء إلى حدّ تحريض الجيش على استهداف المكون المدني.

ولذلك استعاضت اللجنة التحضيرية بافتتاح رمزي احتفاء بذكرى ثورة 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1964 الشعبية، بحسب المصدر ذاته.

وتهدف الاجتماعات، التي تستمر حتى اليوم الأربعاء، للتحضير للمؤتمر العام للجبهة المدنية الذي ينعقد بعد فترة قصيرة من الاجتماع التحضيري، وتتناول القضية الأساسية المتمثلة في وضع استراتيجية لوقف الحرب وإحلال السلام

وقد تفاقمت أزمة الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ 15 نيسان (أبريل) الماضي، والتي خلفت مقتل نحو (9) آلاف من المدنيين وآلاف المصابين، فضلاً عن مقتل وإصابة آلاف العسكريين، بجانب الخسائر المالية والأضرار الجسيمة، وأجبر أكثر من (5) ملايين على ترك منازلهم.

وتوجه حمدوك خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات للمشاركين من قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وتنظيمات نقابية ولجان مقاومة وأجسام مهنية وحقوقية وشخصيات ورموز أهلية ودينية، قائلاً: إنّ الحرب أودت بحياة آلاف السودانيين الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، وأحدثت دماراً في البنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة وممتلكات المواطنين بصورة تهدد وجود الدولة السودانية.

أكدت القوى السياسية والتنظيمات والتحالفات المشاركة أنّها ستتخذ الحرب فرصة لإعادة تأسيس الدولة وبناء دولة للمواطنة تسع الجميع.

واعتبر الاجتماع التحضيري بداية عملية أكثر شمولاً تفتح المجال لمشاركة كل القوى المدنية الرافضة للحرب والداعمة للتحول الديمقراطي، وقال: إنّها أكثر فصيل حرصاً على وحدة البلاد، مشيراً إلى أنّ الاجتماع هدفه التحضير للتوصل إلى حلول مستدامة.

ودعت اللجنة التحضيرية في كلمتها، التي تلاها جمعة كندة في الجلس الافتتاحية، إلى الاستعداد لتقديم كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة حتى ينجح الاجتماع، "ولا يتعثر بسبب خلافات حول أجندات ذاتية ضيقة".

وحذّر من أنّ المصير الوطني أصبح رهيناً للقوى العسكرية المتقاتلة والمعادية للديمقراطية، "ولا سبيل لتمكين السودانيين من تحقيق تطلعاتهم المشروعة في السلام والديمقراطية والتنمية إلا بتوحيد القوى المدنية المؤمنة بهذه الأهداف".

وشدد على أنّ وحدة القوى المدنية الحية لإنهاء الحرب ليست خياراً من بين عدة خيارات، وإنّما هي الخيار الأوحد والملح.

وقد أكدت القوى السياسية والتنظيمات والتحالفات المشاركة أنّها ستتخذ الحرب فرصة لإعادة تأسيس الدولة وبناء دولة للمواطنة تسع الجميع، صديقة للجوار الإقليمي ولتحقيق السلم العالمي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية