ما الذي يخيف حركة النهضة الإخوانية؟

ما الذي يخيف حركة النهضة الإخوانية؟


28/09/2019

بعد الهزيمة التي تلقاها مرشح حركة النهضة الإخوانية، عبدالفتاح مورو، في الدور الأول للانتخابات الرئاسية في تونس، تتصاعد مخاوف الحركة من هزيمة محتملة في الانتخابات التشريعية التي ستجري في 6 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

دعم النهضة المرشح سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية محاولة يراها البعض خطوة لكسب تعاطف أنصاره

وفي هذا السياق، قال رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، في مؤتمر صحفي أمس، إنّ هناك مخاوف من سيناريو التصادم بين رأسي السلطة التشريعية والتنفيذية في حال فاز المرشح قيس سعيد بالرئاسة، وتمكن حزب قلب تونس لمنافسه نبيل القروي من الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان.

وقال الغنوشي "لتجنب هذا السيناريو الصدامي على رأس السلطة التنفيذية يجب التصويت للمرشح سعيد في الرئاسة ولحركة النهضة في التشريعية"؛ مبرراً ذلك بقدرة الحركة على التعامل مع سعيد كرئيس باعتبار أنّهما يتشاركان نفس المبادئ الثورية، وفق ما أورد موقع "ميدل إيست أونلاين".

وتتجه حركة النهضة لدعم المرشح سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في محاولة يراها البعض خطوة لكسب تعاطف أنصاره، ولإعادة ثقة القواعد في الحركة المتهمة بالتنكر للخطاب الثوري.

وسياسة التخويف التي يتبعها رئيس حركة النهضة موجهة بالأساس إلى أنصاره؛ حيث يسود اعتقاد داخل صفوف الحركة الإخوانية بأنّ التيار الشبابي اختار معاقبة مرشح الحركة في الدور الأول للانتخابات الرئاسية عبدالفتاح مورو بمنح أصواتهم لمرشحين منافسين له على غرار قيس سعيد والمرشح سيف الدين مخلوف المقرب من التيار الإسلامي المتشدد.

وكان مرشح النهضة مورو حقق المرتبة الثالثة في الدور الأول لانتخابات الرئاسية بنسبة 12.88 بالمئة في الدور الأول الذي أجري يوم 15 أيلول (سبتمبر) الجاري.

ويحاول قادة "النهضة" مغازلة القواعد الذين شعروا بخيبة أمل كبيرة من التحالفات التي عقدتها الحركة الإسلامية منذ انتخابات 2014 ودخولها في توافقات سواء مع نداء تونس بقيادة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أو رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.

وزادت التهم، التي وجهت للحركة بالتخلّي عن الشعارات الثورية بحكم ضغط الواقع وإكراهات الحكم وسكوتها عن استشراء الفساد والتفرد بالقرار داخل "النهضة" من قبل رئيسها الغنوشي في ابتعاد القواعد.

ومثلت استقالة زبير الشهودي، المدير السابق لمكتب الغنوشي، الأسبوع الماضي، صافرة إنذار حقيقية من وجود انقسامات داخل الحركة التي تحدثت طيلة سنوات عن انضباط القواعد لتعليمات القيادة.

يسود اعتقاد داخل صفوف النهضة بأنّ الشباب عاقبوا مرشح الحركة بالدور الأول للانتخابات الرئاسية بمنح أصواتهم لمرشحين منافسين

وكان الشهودي تحدث عن التململ داخل "النهضة"؛ بسبب استفراد الغنوشي والدائرة المحيطة به خاصة صهره رفيق عبدالسلام بالقرارات داخل الحزب.

وفي محاولة لاستعادة القاعدة الشبابية برر رفيق عبدالسلام، في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك الأربعاء الماضي، السياسة التوافقية التي اعتمدتها "النهضة" بمخاوف من دخول البلاد في صراعات تؤدي الى حرب أهلية.

وقال عبدالسلام في إطار سياسة التبرير والتخويف "بعض شبابنا الغاضب يلومنا على خيار التوافق الذي انتهجناه باعتباره يمثل، بحسب زعمهم، تفريطاً في الثورة والثوريين، ومطية لعودة النظام القديم والتستر على الفساد والفاسدين والحقيقة التي يجب أن يفهمها شبابنا الصادق والمتحمس أن الثورات هي مسار من المد والجزر ومن التقدم والتراجع، ولكل مرحلة شروطها ومقتضياتها ورجالها أيضاً".

لكن هذا التبرير لا يبدو أنّه قادر على إقناع شباب حركة النهضة الغاضب من المواقف المتأرجحة للحزب.

وأعلنت الحركة في مؤتمرها العام في 2016 تغيير توجهها من الإسلامي إلى المدني، في مراوغة يقول مراقبون إنّها تهدف إلى مواصلة نشر الإسلام السياسي في المنطقة.

 

الصفحة الرئيسية