ما مصير العولمة والقارة الأوروبية؟.. كتاب يتنبأ بما هو قادم

ما مصير العولمة والقارة الأوروبية؟ كتاب يتنبأ بما هو قادم

ما مصير العولمة والقارة الأوروبية؟.. كتاب يتنبأ بما هو قادم


21/09/2023

شخّص المؤرخ والمفكر الفرنسي (جان بابتيست نوي) الصراعات والمنازعات الدولية والتكتلات العالمية والأسس التي تقوم عليها.

وفي كتابه (سقوط العالم والجغرافيا السياسية للصراعات والتنافس في عام 2023)، الذي صدر حديثاً، سلّط نوي الضوء على الريادة العالمية لأوروبا، والمرحلة الصعبة التي تشهدها في الوقت الراهن من التغيير والتفكك.

نوي: القوى الكبرى في الوقت الراهن تفقد هيمنتها، وأوروبا المعاصرة تشهد مرحلة صعبة من التغيير والتفكك يبدو أنّها لم تكن تتوقعها.

وأضاف (نوي) في كتابه أنّ القوى الكبرى في الوقت الراهن تفقد هيمنتها، وأوروبا المعاصرة تشهد مرحلة صعبة من التغيير والتفكك يبدو أنّها لم تكن تتوقعها ولا تُدركها جيداً.

ومن خلال استدعاء أفكار الفلاسفة وأبرز المفكرين الاستراتيجيين، يرسم (بابتيست نوي) صورة لعالم قديم في حالة تراجع، ويتوقع عصراً جديداً مختلفاً للغرب، حيث هناك اليوم صراعات وتنافسات متعددة، عسكرية وسياسية واقتصادية وحضارية، صراعات من أجل السيطرة على الطاقة، وحروب العملات، وعسكرة آسيا، والمواجهة بين الصين والولايات المتحدة، وروسيا والغرب.

السيوف مسلولة في كل مكان، وأوروبا هي بالفعل إحدى ساحات القتال الرئيسية، بما في ذلك حروب الأراضي.

وبرأيه، فإنّ السيوف مسلولة في كلّ مكان، وأوروبا هي بالفعل إحدى ساحات القتال الرئيسية، بما في ذلك حروب الأراضي، حيث يُشكّل بحر البلطيق نقطة توتر بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، فضلاً عن الحرب الأوكرانية، وتباين ولاء الدول في شرق أوروبا ما بين موسكو وبروكسل، ولا تقلّ الصراعات الخارجية، وأهمها سوريا وناغورنو كاراباخ، خطورة على مُستقبل الاتحاد الأوروبي الذي باتت تحكمه السياسات العاطفية وليس المصالح.

وقال (نوي) في كتابه: "إذا نظرت إليه اليوم عن كثب، فإنّ العالم المعاصر يبدو كأنّه يعود إلى أحوال القرن الـ (19)، في تجزئته وتعدديته، ولكن في ظل التكنولوجيا والعولمة المتأصلة في بداية الألفية التي من المفترض أن تعمل على التقارب وليس التباعد. إلّا أنّه على العكس تماماً، فإنّ العالم اليوم أقرب ما يكون إلى التمزّق أكثر من أيّ وقت مضى، وفي الوقت نفسه يخضع لاضطرابات تُجزّئه، بما في ذلك النزاعات المحلية، ورفض تدخل الغرب، وعودة الثقافات الوطنية للدول".

العالم المعاصر يبدو كأنّه يعود إلى أحوال القرن الـ (19)، في تجزئته وتعدديته، والتكنولوجيا والعولمة ساهمت في التباعد وليس في التقارب. 

واستعاد المؤلف فكر الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه، المعروف بنظريته في الميديولوجيا، وهي نظرية نقدية في انتقال المعنى الثقافي في المجتمع البشري على المدى البعيد، والذي كان أوّل من رأى بوضوح تمزّق العالم من جديد عندما تحدث عن "ما بعد الحداثة القديمة"، وهو تناقض استفزازي متعمد لإظهار أنّ العولمة، من خلال إنتاج الطابع الرسمي، تنتج انعكاساً للتمايز.

ووفقاً لما جاء في الكتاب، فإنّ ما بعد الحداثة المعولمة يخلق فراغاً في الانتماء، لدرجة أنّه في حالة حدوث أزمة في المؤسسة السياسية، فإنّ الجذور العشائرية والقبلية هي التي تعود إلى السطح لتشكل نماذج جديدة لتحديد الهوية. وعلى هذا الأساس، أعلن دوبريه، في عام 1971، أنّ العولمة "النيوليبرالية" تتمثّل في تفكيك الدول القومية، وسوف تؤدي إلى ظهور القبلية الجديدة: أي القبيلة في ظلّ الأمّة.

ويرى المؤرخ والمفكر الفرنسي في كتابه أنّ صحوة السكان الأصليين والهويات ليست معارضة في الأساس للعولمة، ولكنّها إحدى عواقبها، إذ لا يُمكن أن توجد بدون العولمة. وهي رغبة العديد من الشعوب والدول في الوصول إلى التطور التكنولوجي (الحداثة)، ولكن مع رفض تام للتغريب (إنهاء العولمة). ولذلك فإنّ هناك ظاهرة مزدوجة تتمثل في التوحّد والتشرذم، وهذا التشظّي هو نتاج رغبة ثقافية مقلدة وعملية انبهار ونفور، لذا ترى بعض الدول أنّه يجب تقليد الغرب في قوته، ولكنّها وشعوبها تقف في الوقت نفسه ضدّ قيمه.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية