مرشح بايدن للخارجية يشرح خطهُ الدبلوماسي المستقبلي

مرشح بايدن للخارجية يشرح خطهُ الدبلوماسي المستقبلي


كاتب ومترجم جزائري
27/01/2021

ترجمة: مدني قصري

أكّد مرشح الرئيس الأمريكي لمنصب وزير الخارجية، أنتوني بلينكين أنّ حكومة جو بايدن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيرانيّ، وأنّها ستواصل اتّباع سياسة حازمة تجاه الصين.

سيتولى أنتوني بلينكين رئاسة الدبلوماسية الأمريكية بعد مايك بومبيو، وزير خارجية دونالد ترامب.

اقرأ أيضاً: تركيا بعد إيران تتحدى بايدن: أردوغان يلوّح بعملية عسكرية في العراق

الرئيس الأمريكي "يعتقد أنّه إذا عادت إيران إلى مسارها، فسنقوم نحن بذلك أيضاً"، ذلك ما صرّح به أنتوني بلينكين، خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، الثلاثاء 19 كانون الثاني (يناير)، لتأكيد ترشيحه. وأضاف: "لكنّنا سنستخدم ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مرة أخرى في الجانب نفسه مثلنا، للسعي إلى اتفاق أقوى وأكثر ديمومة"، مشيراً بذلك إلى أنّ هذا يجب أن يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وكذلك "أنشطتها المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، محذراً "أقول هذا، لكنّني أعتقد أنّنا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".

سيتولى أنتوني بلينكين رئاسة الدبلوماسية الأمريكية بعد مايك بومبيو، وزير خارجية دونالد ترامب

وأكّد وزير الخارجية الأمريكيّ المقبل، أنّ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي لعام 2015، الذي أراده دونالد ترامب، عزّز التهديد النوويّ الإيرانيّ، وقد شدّد على القول إنّ "إيران التي تمتلك أسلحة نووية، أو على وشك امتلاك القدرة على تصنيع واحدة بسرعة، ستكون أكثر خطورة من الآن".

الحزم ضدّ الصين

وأعلن أنتوني بلينكن؛ أنّ دونالد ترامب "كان على حقّ" في اتّخاذ "موقف أكثر حزماً ضدّ الصين، مشيراً إلى "خلافه" بشأن إستراتيجية الملياردير الجمهوري "في نقاط كثيرة"، وأكّد أمام أعضاء مجلس الشيوخ في موضوع الحزم الذي أبدته إدارة ترامب قائلاً: "كان المبدأ الأساسي صحيحاً". يأتي هذا الاعتراف في الوقت الذي جعل الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، من إستراتيجيته ضدّ الصين إحدى النقاط القوية في سجله، عشية مغادرته البيت الأبيض.

المرشح الأمريكي لقيادة الخارجية: إيران تمتلك أسلحة نووية، أو على وشك امتلاك القدرة على تصنيع واحدة بسرعة، وستكون أكثر خطورة من الآن

لكنّ أنتوني بلينكين رأى أنّ هذا الحزم يجب أن يقوم على دبلوماسية مختلفة، مقارنة بالنزعة الأحادية التي انتقدها في الحكومة الجمهورية، وتوسّل "يجب أن نواجه الصين من موقع قوة وليس بدافعِ ضعف"، مؤكداً أنّ ذلك يشمل "العمل مع الحلفاء بدلاً من تشويه سمعتهم، والمشاركة في المؤسسات الدولية وقيادتها، بدلاً من الانسحاب منها"، وأشار إلى أنّ التخلي عن الدوائر متعدّدة الأطراف "يترك المجال للصين لكتابة القواعد والمعايير وتنشيط هذه المؤسسات".

اقرأ أيضاً: جو بايدن: لماذا هذا الشرق الأوسط مهم؟

وأوضح أيضاً؛ أنّ الولايات المتحدة كانت في "موقف قوة" أكثر عندما "تدافع عن قيمها عندما تنتهك حقوق الإنسان"، أو "عندما تكون الديمقراطية مهدَّدة في هونغ كونغ".

حلّ "الدولتين" في إسرائيل

قال أنتوني بلينكين؛ إنّ الولايات المتحدة لن تتراجع عن قرار دونالد ترامب المثير للجدل، الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأضاف أنّ السفارة الأمريكية، التي تمّ نقلها إلى القدس من تل أبيب، ستبقى هناك أيضاً، وأضاف رئيس الدبلوماسية الأمريكية القادم: "الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، رأى أنّ الحلّ الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني القابل للتطبيق هو "حلّ الدولتين".

بلينكين: الولايات المتحدة لن تتراجع عن قرار ترامب الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

"يتفق الرئيس معي في القول إنّ أفضل طريقة، وربما الطريقة الوحيدة لتأمين مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، ولإعطاء الفلسطينيين الدولة التي يحقّ لهم الحصول عليها، هو الحلّ المسمَّى بالدولتين"، غير أنّ بايدن اعترف أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بأنّ مثل هذا الحلّ ليس "واقعياً" على "المدى القصير"، داعياً الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "تجنّب الإجراءات الأحادية الجانب التي تجعل هذا الحلّ أكثر تعقيداً".

اقرأ أيضاً: بايدن - إيران .. والمسار السيزيفيّ

قدم الرئيس الأمريكيّ، المنتهية ولايته، دونالد ترامب، خطته للسلام في الشرق الأوسط قبل عام، والتي تمنح الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح، ومحدودة إلى الحدّ الأدنى، وعاصمتها في ضواحي القدس وخالية من المستوطنات الإسرائيلية التي قد تضمّها الدولة العبرية، وكانت السلطة الفلسطينية قد رفضت الاقتراح بشكل قاطع، ونفت أن تكون إدارة ترامب وسيطاً.

كما أكّد أنتوني بلينكين؛ أنّ "التزام" الحكومة الأمريكية المستقبلية "لصالح أمن إسرائيل" التزامٌ "مقدس".

في اليمن انتهاء الدعم للسعودية

كما وعد أنتوني بلينكين، الثلاثاء، بـ "المراجعة الفورية" لتصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن كـ "منظمة إرهابية"، وهو التصنيف الذي قرره سلفه مايك بومبيو، رغم المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، وقال أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيّ: "سنقترح مراجعة هذا على الفور، للتأكد من أنّ ما نقوم به لا يعيق إيصال المساعدات الإنسانيّة".

اقرأ أيضاً: "صُنع في أمريكا"... بايدن على خطى ترامب في دعم الاقتصاد... تفاصيل

خلّف الصراع، الذي عصف باليمن لأكثر من خمسة أعوام، عشرات الآلاف من القتلى، وشرّد الملايين،ـ ووضع سكانه على شفا المجاعة، فهذا الصراع يضع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في مواجهة مع الحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية. غالباً ما كان الدعم الأمريكي لهذا التحالف، خاصة في مجال المعدات العسكرية، يتعرض للانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان، وأيضاً من قبل المسؤولين الأمريكيين المنتخبين، بسبب العديد من الأخطاء الفادحة ضدّ المدنيين. قال أنتوني بلينكين: "أوضح الرئيس المنتخب أنّنا سننهي دعمنا للحملة التي تقودها العسكرية السعودية في اليمن"، "وسنقوم بذلك بسرعة كبيرة، "وقال إنّه إذا تحمّل الحوثيون "مسؤولية كبيرة" في الأزمة الإنسانية في اليمن "الأسوأ في العالم"، فإنّ التحالف السعودي "ساهم أيضاً وبشكل كبير في هذا الوضع".

الحفاظُ على وجودٍ في أفغانستان

أعلن أنتوني بلينكين، الثلاثاء، عزمه على مراجعة الاتفاقية التي وقعتها الولايات المتحدة وحركة طالبان، في شباط (فبراير)، قائلاً إنّه يريد الحفاظ في أفغانستان على الوسائل لمكافحة الإرهاب، وقال أمام مجلس الشيوخ: "نريد نهاية هذه الحرب الأبدية، نريد إعادة قواتنا إلى الوطن".

أعلن بلينكين عزمه على مراجعة الاتفاقية التي وقعتها الولايات المتحدة وحركة طالبان

كانت إدارة دونالد ترامب المنتهية ولايتها قد وقّعت اتفاقاً تاريخياً مع طالبان، بعد 19 عاماً من الحرب، ينصّ على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية بحلول منتصف عام 2012 مقابل تعهّد المتمردين بمنع  الجماعات الإرهابية من النشاط من المناطق التي يسيطرون عليها، كما نصّ الاتفاق على إطلاق أوّل مفاوضات سلام مباشرة بين طالبان والسلطات في كابول، والتي بدأت في أيلول (سبتمبر)، لكنّها لم تسفر عن نتائج ملموسة بعدُ، لا سيما فيما يتعلق بالحدّ من العنف.

اقرأ أيضاً: رسالة إلى إدارة بايدن... اليمنيون يثورون على ميليشيات الحوثي الإرهابية

وأوضح أنتوني بلينكين: "علينا أن ننظر بعناية إلى ما تمّ التفاوض عليه، لكنّني لم أطّلع بعدُ على كلّ شيء"، وأضاف أنه يريد أن "يفهم تماماً ما هي الالتزامات التي تعهدت بها طالبان أو لم تتعهد بها"، على وجه الخصوص، رأى أنّه من الضروري "الحفاظ على التقدم الذي تمّ إحرازه للنساء والفتيات في أفغانستان على مدار العشرين عاماً الماضية"، قبل كلّ شيء، أكّد وزير الخارجية الأمريكي القادم، أنّ حكومته تعتزم "الحفاظ على قدرات معينة لمواجهة أيّ تجدّد للإرهاب، وهو ما دفعنا في الأصل إلى التدخّل"، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، من المرجّح أن يثير تعريف هذه "القدرات" جدلاً: إذا كان الأمر يتعلق بقوات خاصة، كما اقترح جو بايدن خلال حملته، فقد يتعارض ذلك مع الوعد بالانسحاب الكامل المنصوص عليه في الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه مع طالبان.

تمديد معاهدة نزع السلاح "انطلاقة جديدة"

كما أعلن أنتوني بلينكين أنّ الولايات المتحدة ستحاول التفاوض مع روسيا على تمديد المعاهدة الرئيسة لنزع سلاح ترساناتها النووية، وأضاف: "هذا سؤال يتعيّن على الرئيس مواجهته على الفور؛ لأنّ "لدينا اتفاقية تنتهي خلال 16 يوماً فقط"، أمام موسكو وواشنطن مهلة حتى الخامس من شباط (فبراير) لتمديد "الانطلاقة الجديدة"، وهي أحدث صفقة من نوعها بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة.

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

ww.lefigaro.fr/international



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية