مسؤول سعودي: إيران تتراجع في العراق ولبنان.. وهذا ما يُنتظر من قطر

إيران

مسؤول سعودي: إيران تتراجع في العراق ولبنان.. وهذا ما يُنتظر من قطر


09/12/2019

قال مسؤول سعودي كبير إنّ هناك خطوات نحو بناء الثقة يمكن التأسيس عليها لإرساء تهدئة تقود إلى تسوية للأزمة في اليمن، مؤكداً أنّ الحلّ في اليمن سياسي. من جانب آخر، أكد المسؤول السعودي أنّ بلاده " لطالما قالت إنّها تملك تاريخاً ومصيراً مشتركاً مع قطر. لكن من الحيوي أن تغيّر قطر بعض السياسات"، مؤكداً أنّ على قطر اتخاذ "تدابير إضافية" بشأن وقف دعم التطرف.

وصف وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية المظاهرات في العراق ولبنان ضد التدخل الإيراني بـ "صرخة" تقول "كفى" لإيران

ففي مداخلة له أمام "منتدى حوار المتوسط" في روما، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إنّ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بذل جهوداً أسفرت عن فتح تدريجي لمطار صنعاء الدولي، كما بدأت السفن بدخول ميناء الحديدة. وأضاف بأنّه "تمّ تبادل سجناء مع الحوثيين، وشهدنا تراجعاً كبيراً في الهجمات الصاروخية الحوثية على السعودية، كما خفّض التحالف العربي من هجماته في اليمن بشكل كبير".
وتابع المسؤول السعودي "كلما كان هناك إرادة كان هناك حل سياسي". وأشار الجبير في كلامه أمام المنتدى المتوسطي إنّ السعودية لطالما قالت إنّ اليمن جار لنا، ولديه معنا صلات أسرية وعشائرية، ونحن نريد أفضل العلاقات مع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، ونرغب في إنهاء هذه الحرب، والانطلاق نحو إعادة الإعمار والتنمية". ونقلت "بي بي سي" عن الجبير قوله أمام "منتدى حوار المتوسط" في روما إنّ هناك تراجعاً في نفوذ إيران في العراق ولبنان، وعودتها إلى الصفوف الخلفية، على حدّ تعبيره.

صرخة ضد إيران

ووصف وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية المظاهرات في العراق ولبنان ضد التدخل الإيراني، بأنّها "صرخة" من شعوب المنطقة تقول "كفى" لإيران، أما المظاهرات في إيران، فقال الجبير إنّها "نتيجة 40 عاماً من الإهمال" من الحكومة الإيرانية، منذ ثورة الخميني عام 1979، للشعب الإيراني، وتلهيها بمحاولة "تصدير الإرهاب وبناء سلاح نووي والتدخل في شؤون دول أخرى"، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط". وأضاف: "قاموا بكل شيء يتضمن الموت والتدمير، ولكنهم لم يهتموا بشعبهم". وتابع الجبير بالقول إنّ "هناك مبدأ في إيران يؤمن بتصدير الثورة ولا يؤمن بسيادة الدول، ويعتقد أنّ كل شيء ملك له".

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين احتجاجات الإيرانيين الحالية وسابقاتها؟ وما النتائج المحتملة؟
ورأى الوزير السعودي أنّ العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني فعالة، مضيفاً أنّ بلاده تؤيد انسحاباً أمريكياً كاملاً من خطة العمل الشاملة؛ أي وقف الإعفاءات الأمريكية التي جددها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل بضعة أسابيع. ولكن على الرغم من كل ذلك، تضيف "الشرق الأوسط"، فقد أوضح الجبير أنّه لا يتحدث عن "تغيير النظام الإيراني"، بل تغيير في سلوكه، وقال: "لا أحد يريد الحرب، ولكن لا يمكن للإيرانيين أن يستمروا في سفك الدماء من دون عقاب".

الجبير: أنا متفائل ولكن على قطر تغيير بعض سياساتها والقيام بمزيد من الخطوات فيما يتعلق بوقف دعم التطرف

وكان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، دعا كذلك إلى تغيير سلوك إيران في المنطقة، والتوصل إلى اتفاق جديد غير الاتفاق النووي الحالي.
وتقول "الشرق الأوسط" إنّه برغم هذه الدعوات، ما تزال الدول الأوروبية تحاول إنقاذ الاتفاق النووي برغم انسحاب واشنطن منه. وقال الجبير عن ذلك إنّ هناك دائماً لقاءات مع الأوروبيين لمناقشة هذا الأمر، مضيفاً: "لا شك في أنّ كل الدول الأوروبية لا تريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، وتريد أن توقف منظومتها الصاروخية، ولكن المشكلة كيف نأتي لهذه النتيجة".

اقرأ أيضاً: الإيرانيون كسروا "حاجز الخوف" بمظاهراتهم
وفي العلن، ما تزال الدول الأوروبية تدعو طهران للعودة عن خطواتها في انتهاك الاتفاق النووي، وهو ما كرره وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، عندما قال في كلمته الافتتاحية في "منتدى حوار المتوسط" في روما، إنّ الدول الأوروبية "قلقة" من استمرار إيران في خرق الاتفاق النووي، وتحدث عن الضرورة لحوار فعال لإقناعها بالعودة عن ذلك.

الجبير: على قطر تغيير بعض سياساتها

وفيما يتعلق بأزمة قطر نقلت "سكاي نيوز عربية" عن الجبير قوله: إنّ على قطر تغيير بعض سياساتها والقيام بمزيد من الخطوات، فيما يتعلق بوقف دعم التطرف. وأضاف الجبير خلال منتدى الحوار المتوسطي: "يعرف القطريون ما عليهم فعله وأين تكمن المشكلة. وعليهم اتخاذ الخطوات اللازمة لتخطي هذه المشكلات". وتابع: "لطالما قالت السعودية إنّها تملك تاريخاً ومصيراً مشتركاً مع قطر. لكن من الحيوي أن تغير قطر بعض السياسات ونتمنى حصول ذلك".

اقرأ أيضاً: ما سر دعم إيران لحركتي حماس والجهاد؟
وأشار الجبير إلى حدوث "بعض التغيرات القانونية لقضية دعم التطرف في قطر"، مردفاً: "لكن يجب عليها اتخاذ تدابير إضافية وأعتقد أنهم يعرفون ما هي هذه الخطوات". وعن إمكانية حل نقاط الخلاف مع الدوحة في المستقبل القريب، أجاب الجبير: "أنا متفائل، لكن على القطريين اتخاذ التدابير اللازمة". وشدد الوزير السعودي على أنّه "يرجع للدوحة تحديد الخطوات اللازمة لإنهاء الأزمة، منوهاً إلى أنّ القطريين "يعلمون تلك الخطوات".

في سياق ذي صلة، لاحظ الصحفي السعودي ورئيس تحرير "إندبندنت عربية"، عضوان الأحمري، في حديث لـ"بي بي سي" أمس أنّ هناك تغيّراً في خطاب قناة "الجزيرة" تجاه الرياض، مبيّناً أن الأسابيع الأخيرة شهدت تخفيفاً للهجة ضد السعودية؛ فبعدما كانت الدوحة تصف الحوثيين بداية "عاصفة الحزم" في 2015 بـ "الميليشيا الحوثية" ثم صارت تصفهم بعد أزمة 2017 بـ"جماعة أنصار الله"، وجدناها، والكلام للأحمري، قد بدأت منذ أسابيع تصفهم بـ"المتمردين الحوثيين". ويعلّق الأحمري لـ"بي بي سي" بأنّ هذا يؤكد عدم مصداقية خطاب قناة "الجزيرة".

اقرأ أيضاً: المصالحة السعودية الإيرانية.. هل هو سيناريو واقعي؟

وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال خلال كلمة ألقاها، أول من أمس، في "منتدى حوار المتوسط" في روما "خلال الأسابيع الماضية انتقلنا من الاستعصاء إلى إحراز بعض التقدم؛ لأنّ ثمة مباحثات مضت على قدم وساق بيننا وبين السعوديين على وجه الخصوص، ويحدونا بعض الأمل بأن تفضي هذه المباحثات إلى نهاية الأزمة"، وفقاً لما أوردته "وكالة الصحافة الفرنسية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية