مسلمون أمريكيون لـ"حفريات": لهذه الأسباب نؤيد ترامب

مسلمون أمريكيون لـ"حفريات": لهذه الأسباب نؤيد ترامب


04/11/2020

للوهلة الأولى يظن المتابع لأخبار المسلمين في أمريكا أنّهم جميعاً سيصوتون للمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، وأنّهم يعانون ويلات العنصرية تحت حكم الرئيس الحالي دونالد ترامب، وهو الخطاب الذي تردده الدعاية التي تقف وراءها الشخصيات والمراكز والجمعيات الإسلامية، المدعومة والتابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)، ومديره العام نهاد عوض، وشخصيات معروفة، ومحسوبة على الإخوان، مثل النائبة بالكونغرس إلهان عمر، والنائبة رشيدة طليب، والناشطة ليندا صرصور، وغيرهم من أصحاب الظهور الإعلامي.

الديمقراطيون والإخوان المسلمين يتفقون على تأطير المسلمين، كجماعة دينية متجانسة، ضدّ رغبة المسلمين، الذين يريد غالبيتهم الاندماج والعيش في المجتمع كأفراد، يحظون بحياة أفضل

لكن الصوت الإعلامي المرتفع لا يعكس حقيقة اختيار الناخبين الأمريكيين، مثلما حدث في انتخابات 2016، ويحدث في الانتخابات الحالية، وينطبق الأمر نفسه على أصوات الناخبين المسلمين، الذين تقول الدعاية الممولة من الإخوان والديمقراطيين أنّ نسبة 71% منهم مع بايدن، وأنّ من سيصوتون لترامب لا يتعدون 13% من المسلمين الأمريكيين.

يتم توظيف المسلمين في مهاجمة ترامب

ولم تسلم القلة التي حددوها كمصوتين لترامب من التجريح، حيث قالوا أنّهم من الفئات الأقل تعليماً، لكنّ الواقع عكس ذلك، فمن سيصوت لبادين هو من يتم سوقه كراهية لترامب، وخدمة لمصالح الإخوان، لكنّ من اختار ترامب فله أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية وجيهة.

لماذا يكرهون ترامب؟

هناك عدّة قضايا يستغلها الإخوان المسلمون في أمريكا لتشويه صورة ترامب، وحشد الناخبين المسلمين ضده، ومنها؛ موقف ترامب من الهجرة غير الشرعية، وقضايا اللاجئين، ودعمه لإسرائيل.

وحول قضايا الهجرة واللاجئين، يقول المواطن الأمريكي المسلم، محمد عباس: "كثير من المسلمين ضحايا للدعاية السلبية ضد ترامب، التي تصوره على أنّه عنصري ضد المسلمين، خصوصاً بعد قراره بمنع دخول مواطني عدّة دول مسلمة، وتقييده للهجرة غير الشرعية، لكنّ هذا القرار لا يستهدف المسلمين، أو غير البيض، بل هو قرار يهدف إلى تقنين الهجرة، ومنع الهجرة غير الشرعية، خصوصاً من أمريكا اللاتينية، التي يتسبب القادمون منها في فوضى وجرائم، بسبب العصابات الإجرامية التي تأتي عبر الحدود."

اقرأ أيضاً: لماذا يعتقد الناخبون المسلمون أنّ ترامب مدير جيد للاقتصاد؟

ويردف عباس: "أعيش في ولاية كاليفورنيا، التي تشهد موجات هجرة غير شرعية كبيرة، تتسبب في تفشي الجريمة، لذلك أتفهم وأتقبل قرارات ترامب حول الهجرة، وضبط الحدود، لأنّها في مصلحة كلّ مواطن، ولم أتعرض كمسلم لأي تمييز ضدي في عهد ترامب."

ويأتي دعم ترامب لإسرائيل، كعامل ثان في الحشد ضده، خصوصاً بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ورعايته لاتفاقيات السلام في المنطقة.

وعن ذلك يقول المواطن الأمريكي المسلم، علي رمضان: "كثير من المسلمين الأمريكيين يتعاطفون مع الفلسطينيين، ولا يحبون التحالف بين أمريكا وإسرائيل، لكنّ أعداداً متزايدة منهم تدرك أنّ قضية الدولة الفلسطينية هي قضية قومية، وأنّ ما يروج عن مؤامرات إسرائيل للسيطرة على الشرق الأوسط لا أساس له، وعلينا أنّ نمنح فرصة للسلام، وترامب هو الوحيد القادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط".

ويردف محمد عباس، لـ"حفريات": "المسلمون الذين يؤيدون بايدن مخدوعون، يظنون أنّه إنّ فاز سيحرر القدس، ويكون مع فلسطين ضدّ إسرائيل، لكنّ الحقيقة أنّ أي رئيس أمريكي سيكون مع إسرائيل، ولذلك علينا أنّ نوازن بين المرشحين، ونختار من تفوق إيجابياته السلبيات، وترامب يتفوق على بايدن، فالرجل لم يشنّ حرباً ضد أي دولة مسلمة."

اقرأ أيضاً: استطلاع: دعم المسلمين الأمريكيين للرئيس ترامب ارتفع

ويضيف علي رمضان، لـ"حفريات": "الإخوان يريدون عودة الديمقراطيين، طمعاً في تكرار تجربة دعم إدارة أوباما لهم، ولذلك يتحدثون باسم المسلمين في أمريكا، لكنّ ذلك كذب، فهم لا يمثّلون كلّ المسلمين، وأنا كمسلم لم أفوضهم ليتحدثوا باسمي."

نعم لترامب

وفي حين يبرر مؤيدو بايدن من مسلمي أمريكا خيارهم بمعلومات مغلوطة عن عنصرية ترامب، فإنّ مؤيدي ترامب من المسلمين يبنون خيارهم على أسباب وجيهة، وليس مجرد الكراهية للمرشح الآخر.

الأمريكي المسلم محمد عباس لـ"حفريات": أتعرض لعنصرية بغيضة من الديمقراطيين بسبب تأييدي لترامب، وكثير منهم يطالبونني بالرحيل، ويحاولون إقناعي بكلّ الحيل أنّ ترامب عنصري

ويقول المواطن الأمريكي، إيمي كابيزوت عن أسباب تصويته لترامب: "أؤيد ترامب لعدّة أسباب، أولها لأنّه من خارج النخبة السياسية، وما يحملونه من أجندات فاسدة، تسببت في تشويه صورة المسلمين على مدار العشرين عاماً الماضية. وثانياً لأنّه يحارب الأجندة اليسارية التي تحمل أهدافاً اشتراكية، ستؤدي إلى الشيوعية، وعلى سبيل المثال يتبنى الديمقراطيون برنامج أخضر مجدداً "Green new deal"، الذي يشمل تغيير معمار المدن، وتدمير مصادر الطاقة، وتبني سياسات جديدة للتعمير والطاقة ستضر بنا كمواطنين."

ويردف كابيزوت، لـ"حفريات": "وثالثاً نحن مسلمون لكننا أمريكيون، لذلك لن ندير ظهورنا لمحاولات الديمقراطيين لتفكيك الدستور، ورابعاً أؤمن أنّ الحركة التحررية التقدمية المرتبطة بالحزب الديمقراطي وبايدن تشجع على سلوكيات وأفكار مخالفة لقيم ديننا، ونحن كمسلمين أقرب إلى الجمهوريين المحافظين من اليسار".

وفي انتخابات 2016، صوت أحمد مجاهد، وهو مواطن أمريكي من أصول مصرية لترامب، وصوت له هذا العام، وحول أسباب اختيار ترامب يقول لـ"حفريات": "في عهد ترامب تحسنت علاقات الشرق الأوسط مع أمريكا، وزادت الفرص الاقتصادية أمامي كمهاجر، وعلى عكس الديمقراطيين الذين يطالبون بالمساواة، التي تساوي المجتهد مع الكسول، وهي أحلام لم تفلح في أي مكان، فإنّ سياسات ترامب تفتح الباب لكي ينال كلّ مواطن مقابل ما يبذله من جهد."

اقرأ أيضاً: بايدن أم ترامب.. هل تشهد أمريكا مفاجأة مدوّية في نتائج الانتخابات؟

ويقول مواطن أمريكي مسلم من أصول هندية لـ"حفريات": "نجح ترامب في تحسين الاقتصاد، وإصلاح نظام الهجرة، وفي العلاقات الدولية، أما بايدن فيميل إلى الصين، وسيفرط في حقوق الأمريكيين مقابل تحقيق إثراء شخصي له ولنجله هانتر، ويساهم في نشر المشاعر المعادية تجاه الأمريكيين، وأنا مواطن أمريكي، أدين لأمريكا بالحياة الناجحة التي أعيشها، لذلك اخترت ترامب لأحافظ على القيم الأمريكية المشجعة للنجاح."

قيم مشتركة

ويرى كثير من مسلمي أمريكا أنّ منظومة القيم لدى المحافظين هي الأقرب إلى الإسلام، من منظومة القيم  التي يزعمها الحزب الديمقراطي، وخصوصاً المجموعات الجندرية.

اقرأ أيضاً: ماذا لو خسر ترامب.. هل تتحرك ميليشيات وتثير الفوضى

ويتفق هؤلاء مع الجمهوريين في مسائل رفض الإجهاض للأجنة المكتملة النمو، ومعارضة زواج المثليين، ورفض الاتجاهات الفوضوية من بعض اليساريين، وتقدير قيمة العمل، وغير ذلك.

ويقول محمد عباس: "يشجع الديمقراطيون على الكسل، حين يمنحون المعونات للعاطلين بلا رقابة، فيتحول هؤلاء إلى بطالة اختيارية، ويعيشون على المعونات، لكنّ سياسة ترامب تحفز العمل، وبفضلها انخفضت معدلات البطالة كثيراً، وبجانب ذلك فأنا كمسلم أرفض إجهاض الأجنة، وزواج المثليين، وكثير من السلوكيات التي يشجع الديمقراطيون عليها، وتخالف قيم الأديان."

ويرى علي رمضان؛ أنّ الديمقراطيين يؤطرون المسلمين كأقلية متجانسة، لها سمات مشتركة، وهذا غير صحيح، فمسلمو أمريكا من مجموعات عرقية وجغرافية متنوعة، ولا يمكن أنّ تكون نظرتهم للعالم واحدة، ولذلك رؤية الديمقراطيين هذه إهانة للمسلمين.

اقرأ أيضاً: 6 أسباب قد تمكن ترامب من الفوز بالانتخابات

ويقول رمضان، لـ"حفريات": "على خلاف ذلك، وجدت الترحيب من مؤيدي ترامب، في مختلف الأماكن التي زرتها، حتى لو اختلفت معهم في الرأي، وبالطبع هناك سوء فهم عن المسلمين بسبب الإرهاب والإسلاميين المتشددين، لكن حين أتحدث مع الجمهوريين ينظرون إلى كفرد، ويغيرون نظرتهم لي كفرد، لذلك من الأفضل أنّ ينظر الناس إلى المسلمين كأفراد لهم أفكار ومعتقدات، لا كجماعة متجانسة كما يرانا الديمقراطيون."

ومن المفارقات أنّ مؤيدي ترامب المسلمين يتعرضون للعنصرية على خلفية موقفهم السياسي، من قبل الديمقراطيين والمسلمين المؤيدين لهم، وهو موقف يكشف زيف إدعاء الديمقراطيين عن قبولهم للمسلمين، ويكشف استغلال الإخوان ومراكزهم الإسلامية للمسلمين سياسياً.

اقرأ أيضاً: ترامب وبايدن... وقواعد اللعبة مع ايران

وذكر كل من محمد عباس وعلي رمضان أنّهما تعرضا للعنصرية من ديمقراطيين بيض، ويقول عباس: "أتعرض لعنصرية بغيضة من الديمقراطيين بسبب تأييدي لترامب، وكثير منهم يطالبونني بالرحيل من أمريكا، ويحاولون إقناعي بكلّ الحيل أنّ ترامب عنصري ويكره المسلمين، بينما الواقع أنّهم من يكرهون المسلمين إنّ لم يكونوا مؤيدين لهم."

وأشار رمضان إلى تعرضه لتهديدات من مؤيدي بايدن المسلمين، وتصله رسائل تهديد، لذلك أغلق حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدم حساباً باسم مستعار.

الديمقراطيون والإخوان المسلمين يتفقون على تأطير المسلمين، كجماعة دينية متجانسة، ضدّ رغبة المسلمين، الذين يريد غالبيتهم الاندماج والعيش في المجتمع كأفراد، يحظون بحياة أفضل من التي خلفوها في أوطانهم التي هاجروا منها، وهم على عكس الإخوان لم يهاجروا لبناء مراكز سلطة، وخدمة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بل بحثاً عن حياة أفضل، لكنهم وقعوا بين سندان التوظيف السياسي من قبل الإخوان والديمقراطيين، ومطرقة الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، والتي تغذيها ممارسات الإخوان والديمقراطيين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية