بايدن أم ترامب.. هل تشهد أمريكا مفاجأة مدوّية في نتائج الانتخابات؟

بايدن أم ترامب.. هل تشهد أمريكا مفاجأة مدوّية في نتائج الانتخابات؟


01/11/2020

أدلى أكثر من 90 مليون أمريكي بأصواتهم مبكراً حتى صباح اليوم، في انتخابات يتوقع أن تشهد مشاركة "تاريخية"، ويمثل هذا نحو 65% من إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016.

ولا تُعد المؤشرات الأولية للاقتراع المبكر عاملاً حاسماً لتحديد هويّة الفائز بالانتخابات، بالنظر إلى تفضيل العديد من الناخبين، وخاصة المناصرين لترامب، الإدلاء بالأصوات حضورياً يوم الثلاثاء.

اقرأ أيضاً: الانتخابات الأمريكية: لماذا يسعى الإخوان لسرقة أصوات المسلمين؟

لكنّ مؤشرات للنتائج في بعض الولايات تظهر ميلها بشكل كبير لبايدن حتى الآن، وسط إقبال كثيف على التصويت المبكر، بحسب بيانات جمعتها مؤسسة "مشروع الانتخابات الأمريكية" من السلطات المعنية بالانتخابات في كل ولاية.

90 مليون أمريكي يدلون بأصواتهم مبكراً في انتخابات يتوقع أن تشهد مشاركة "تاريخية"

يتجه الديمقراطيون لحسم المنافسة الساخنة على ولاية بنسلفانيا التي فاز بها ترامب عام 2016، إذ تظهر المؤشرات الأولية أنّ حزب بايدن يستحوذ على 68.5% من الأصوات حتى الآن، مقابل 21.6% فقط للجمهوريين، وفق ما أوردت وكالات أنباء محلية.

أمّا في كاليفورنيا، فتظهر المؤشرات الأولية اكتساح الديمقراطيين، ومرشحهم بايدن، للولاية الأكبر في البلاد، وذلك بواقع 54%، مقابل 22.1% للجمهوريين، فيما لم تتأكد حتى الآن هويّة بقية الأصوات.

 

مشروع الانتخابات الأمريكية: مؤشرات للنتائج في بعض الولايات تظهر ميلها بشكل كبير لبايدن حتى الآن

 

وتُعد نيو جيرسي من أهمّ ولايات الساحل الشرقي، ويتفوق فيها الديمقراطيون بفارق كبير وفق المؤشرات الأولية (46.1% بمقابل 22.5%)، ما يضمن لهم الفوز بها كما جرت العادة.

وبحسب مؤشرات أولية، منح 66.5% من سكان ماريلاند أصواتهم للديمقراطيين، مقابل 18.3% للجمهوريين، وهو أكبر فارق بينهما حتى الآن.

لا تتمتع ولاية أيوا بثقل انتخابي كبير، لكنها من الولايات الخمس المتأرجحة هذا العام، ويبدو أنّ بايدن يتجه للفوز بها، إذ تظهر مؤشرات الاقتراع الأوّلي هيمنة للديمقراطيين حتى الآن بواقع 48.1% مقابل 32.2% للجمهوريين.

اقرأ أيضاً: مستقبل غامض للمسلمين الأمريكيين بعد الانتخابات.. ما علاقة الإخوان؟

 أكثر من نصف مليون شخص في ولاية كونيتيكت أدلوا بأصواتهم حتى أمس، ويظهر أنّ أكثر من نصف تلك الأصوات تتجه لصالح الديمقراطيين، مقابل نحو 15% فقط للجمهوريين.

تُعد نيو جيرسي من أهمّ ولايات الساحل الشرقي، ويتفوق فيها الديمقراطيون بفارق كبير وفق المؤشرات الأولية

ويحافظ الديمقراطيون في ولاية مين على تقدمهم بفارق كبير (50%مقابل 22%)، رغم ضعف ثقلها في المجمع الانتخابي.

أمّا شمال كارولاينا، فتُعتبر متأرجحة، وعلى الرغم من أنّ ترامب يعوّل عليها كثيراً لتحقيق اختراق في المشهد الانتخابي، لكنّ المؤشرات تصبّ فيها لصالح بايدن بفارق مريح حتى الآن (39.2% مقابل 30.9 %)، ما لم يتمكن الجمهوريون من دفع أنصارهم للتوجه بكثافة إلى الصناديق في يوم الانتخابات.

اقرأ أيضاً: أمريكا والإخوان.. "عقد زواج عرفي" بين المصالح والمطامع

ويتجه الديمقراطيون في أوريغون لاكتساح الولاية الواقعة على الساحل الشرقي، وتظهر النتائج الأولية فارقاً كبيراً حتى الآن يضمن لهم الفوز بها (45.4% مقابل 27.2 %).

 

فريدمان: من المحتمل أن تتجه الولايات المتحدة نحو الحرب الأهلية، في حال رفض ترامب تسليم السلطة إن خسر الانتخابات

 

أمّا ولاية نيو ميكسيكو الولاية الحدودية مع المكسيك، فتتجه إلى منح رصيدها في المجمع الانتخابي لبايدن، حيث تظهر المؤشرات الأولية ميل نصف ناخبيها المبكرين للديمقراطيين، مقابل نحو 35% للجمهوريين.

ورغم تفضيل الجمهوريين للتصويت في يوم الانتخابات، إلا أنّ المؤشرات تظهر أنهم يتجهون لحسم مبكر في بعض الولايات التي تعلن عن مؤشرات مبكرة للنتائج، وأبرزها كانساس ونبراسكا وجنوب ديكوتا.

اقرأ أيضاً: أمريكا والإخوان.. تاريخ لا ينتهي

ويفوز الجمهوريون تقليدياً بتلك الولايات، لكنها لا تحدث فارقاً كبيراً، فيما لا تعلن تكساس على سبيل المثال، وهي أكثر أهمية بالنسبة إلى ترامب، عن أيّ نتائج قبل يوم الانتخابات.

وتشير التقارير الصادرة عن ولايات أخرى أكثر أهمية في السباق الرئاسي، وفق ما أوردت فوكس نيوز، إلى تعقد حسابات ترامب واتجاهه إلى هزيمة نكراء، ولا سيّما في فلوريدا، المتأرجحة والأكثر أهمية بالنسبة إلى ساكن البيت الأبيض، إذ تميل الكفة حتى الآن لصالح الديمقراطيين (41.1% مقابل 37.5%).

ترامب يكرّر من وقت إلى آخر اتهامه للديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات

ويتكرّر المشهد في أريزونا ونيفادا، بينما ستكون أكبر ضربة لترامب وحزبه متمثلة بمفاجأة من ولايات محسوبة على الجمهوريين تقليدياً، مثل كنتاكي أو لويزيانا، حيث تميل الكفة حتى الآن للديمقراطيين بفارق 11.3 و6.7 نقطة على الترتيب.

ويكرّر ترامب من وقت إلى آخر اتهامه للديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات، وينتقد بشدة التصويت عبر البريد، محذراً من استخدامه أداة لدفع المزيد من الديمقراطيين للتصويت، فضلاً عن تلميحه بإمكانية التلاعب بالنتائج، وهي ذرائع قد تفجّر المشهد في حال حدوث مفاجآت غير مسبوقة تاريخياً، أو تفوّق بايدن بفارق ضئيل يمكن للرئيس أن يتجاوزه عبر اللجوء إلى القضاء.

 

فورين بولسي: هناك إجماع غير مسبوق بين المؤرخين والسياسيين والخبراء والدبلوماسيين على أنّ هذه الانتخابات ترتقي إلى صفة التاريخية

 

ويتخوّف الديمقراطيون الذين ما تزال عالقة في أذهانهم الهزيمة المفاجئة التي تكبّدتها هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، من قلّة الأنشطة الانتخابية لبايدن مقارنة بترامب، ما من شأنه التأثير على توجهات الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، ويمكنهم تغيير المشهد الانتخابي بشكل جذري.

وتقوم بعض الولايات الأمريكية بالإعلان عن مؤشرات أولية للنتائج استناداً إلى اختيارات الناخبين الحزبية، حتى قبل يوم الانتخابات، الثلاثاء الموافق 3 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ما يضفي مزيداً من السخونة على المشهد.

اقرأ أيضاً: "الإخوان" ينصبون الفخاخ للمهاجرين المسلمين في الانتخابات الأمريكية

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "إي بي سي نيوز" وصحيفة "واشنطن بوست" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أبرز أولويات الأمريكيين: وهي على النحو التالي: الاقتصاد، وفيروس كورونا، والعدالة الاجتماعية، والرعاية الصحية.

استطلاعات للرأي تظهر أبرز أولويات الأمريكيين وهي: الاقتصاد، وفيروس كورونا، والعدالة الاجتماعية، والرعاية الصحية، والمحكمة العليا

وكان استطلاع أجراه معهد "بيو" المستقل في آب (أغسطس) الماضي قد أظهر أنّ أولويات الأمريكيين تشمل على التوالي: الاقتصاد والرعاية الصحية، والمحكمة العليا، وفيروس كورونا، والجريمة، والسياسة الخارجية.

وقفزت الرعاية الصحية إلى مرتبة متقدمة بسبب أزمة فيروس كورونا، كما تقدّمت مسألة العدالة بعد سلسلة الحوادث التي راح ضحيتها مواطنون من أصل أفريقي التي أبرزت العنصرية والعدالة بين الأعراق في البلاد.

 

ترامب يشنّ حملة ضد مشاهير هوليوود، فقد استبعد 264 منهم من المشاركة في حملة إعلانية للتوعية بفيروس "كورونا"

واعتبر الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، في تصريح نقلته وكالة "رويترز"، أنه من المحتمل أن تتجه الولايات المتحدة نحو الحرب الأهلية، في حال رفض ترامب تسليم السلطة إن خسر الانتخابات، قائلاً: إنّ ما يحدث حالياً يفوق الخيال.

ومجرّد طرح هذا الأمر شيء غير مسبوق، خاصة أنّ الحديث هو عن الولايات المتحدة، الدولة الأقوى في العالم.

ونقلت "سكاي نيوز" عن المؤرخ الأمريكي إد واتس قوله: إنه يرى قواسم مقلقة بين وضع الولايات المتحدة حالياً والدولة الرومانية عندما بدأت تتداعى.

اقرأ أيضاً: 10 أسباب لدعم أمريكا للإخوان

وأعرب عن قلقه من الضرر البالغ الذي لحق بالمؤسسات الديمقراطية خلال عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.

وأضاف واتس: "هذه أهمّ انتخابات منذ عام 1860"، موضحاً: "أعتقد أنه من السهل تخيل سيناريوهات لهذه الانتخابات، مثل انهيار الإدارة السلمية للولايات المتحدة. وهذا أمر خطير للغاية".

ويمضي المؤرخ في رسم سيناريو قاتم لما سيحدث في أمريكا، إذ أشار إلى أنّ البلاد "ذاهبة نحو جمهورية تعتمد القوة لا القوانين، فالأشخاص الممسكون بالسلطة يفعلون ما يريدون دون قيود، وهذا أمر خطير".

يوصف الرئيس الأمريكي بأنه الشخص الأقوى في العالم

ويرى آخرون أنّ هذه أهمّ انتخابات منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، ويقول كبير المعقلين في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مارتن وولف: إنه يعتقد أنّ هذه الانتخابات هي الأهمّ منذ عام 1932، عندما انتخب فرانكلين روزفلت رئيساً في أوج الكساد العظيم، وشرع في تغيير أمريكا والعالم، وعمل على نقل بلاده إلى مصافّ القوى الكبرى.

اقرأ أيضاً: رهان المؤسسات الإخوانية: بايدن طريق الإخوان إلى أمريكا موالية لهم

ويوصف الرئيس الأمريكي بأنه الشخص الأقوى في العالم، إذ يمتلك نفوذاً كبيراً، لكونه قائد القوة العظمى الوحيدة في العالم، فقراراته تؤثر على بقية أنحاء الكرة الأرضية، مثل روسيا والصين وأوروبا وإيران والشرق الأوسط، وعلى شتّى المجالات مثل الاقتصاد والحروب والأزمات الدولية.

وممّا يزيد من أهمية هذه الانتخابات سياسة الرئيس ترامب الحالية، التي قطعت مع كلّ السياسات السابقة التي انتهجها أسلافه، إذ تراجع عن اتفاقيات دولية، وأبدى إعجابه بالدكتاتوريين والمتسلطين، فيما كان يسخر من حلفاء واشنطن التقليديين.

وكانت مجلة "فورين بولسي" قد ذكرت في وقت سابق أنّ هناك إجماعاً غير مسبوق بين المؤرخين والسياسيين والخبراء والدبلوماسيين على أنّ هذه الانتخابات ترتقي إلى صفة التاريخية.

اقرأ أيضاً: كيف تستغل جماعة الإخوان الانتخابات الأمريكية؟

وقالت المجلة: إنّ انتخابات عام 1860 و1932 جرت في ظروف لم تكن الولايات المتحدة فيها قوة عظمى، كما هي اليوم، تؤثر على كل شيء في العالم، ممّا يجعل الـ3 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري يوماً مفصلياً في تاريخ أمريكا والعالم.

ونقلت المجلة قلق عدد من المسؤولين السابقين الذين عملوا مع الإدارات الجمهورية منذ عهد رونالد ريغان حتى دونالد ترامب، وذكر هؤلاء أنّ ولاية ثانية لترامب تمثل تهديداً وجودياً للديمقراطية الأمريكية.

وقال دبلوماسي أوروبي من دولة حليفة لواشنطن: "حبسنا أنفاسنا مدّة 4 أعوام، 8 أعوام ستكون طويلة جداً".

وحتى في حال فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، فإنّ أمريكا لن تعود كما كانت قبل عهد ترامب، كما يرى المؤلف تشارلز كوبشان.

اقرأ أيضاً: لماذا يدعم اللوبي الإخواني مرشح الحزب الديموقراطي في الانتخابات الأمريكية؟

ويقول صاحب كتاب "الانعزالية": "السياسة الخارجية الأمريكية لن تعود إلى النظام القائم على المعاهدات التي تلت الحرب العالمية الثانية"، مشيراً إلى انهيار غير مسبوق في تأييد أعضاء الكونغرس لدور أمريكا في العالم، ممّا يظهر الأثر الذي تركه ترامب خلال ولايته الأولى.

هذا، وشنّ ترامب حملة ضد مشاهير هوليوود فقد استبعد 264 منهم من المشاركة في حملة إعلانية بملايين الدولارات للتوعية بفيروس "كورونا" المستجد.

وكانت إدارة ترامب قد وافقت على الحملة الإعلانية بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار، وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية، وكان من المفترض أن تضمّ مئات المشاهير العالميين للمشاركة فيها، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك".

وتمّ إطلاق الحملة بغرض هزيمة اليأس وإلهام الأمل وسط جائحة فيروس كورونا المستجد، وكانت تضمّ قائمة من 274 من المشاهير الذين من المحتمل إدراجهم، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية: تخريب المنزل البائس

لكن من بين 274 من المشاهير في القائمة، تمّت الموافقة على 10 منهم فقط، بينما تمّ استبعاد البقية، إمّا لدعمهم للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أو لانتقادهم لترامب، أو لدعمهم حقوق المثليين وزواجهم.

ومن أبرز مشاهير هوليوود الذين استبعدتهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المشاركة في الحملة الإعلانية، جوني ديب وجينيفر لوبيز والمغنية بيلي إيليش لأنها "ليست من مؤيدي ترامب" وكذلك لتعليقاتها في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شهر آب (أغسطس) الماضي، حيث نُقل عنها قولها: إنّ ترامب "يدمّر بلدنا وكلّ ما نهتم به".

حتى في حال فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، فإنّ أمريكا لن تعود كما كانت قبل عهد ترامب

كما تمّ استبعاد المخرج جود أباتو، لأنه يعتقد أنّ ترامب لا يملك القدرة الفكرية للترشح لمنصب الرئيس، وكذلك المغنية كريستينا أغيليرا، والمغنيين آدم ليفين وجستن تيمبرليك، والممثل الأمريكي الكوميدي جاك بلاك، وجينفر لورانس، وليدي غاغا، وبيونسيه، وبراد بيت.

أمّا أبرز الذين تمّت الموافقة عليهم من جانب إدارة ترامب للمشاركة في حملة التوعية بفيروس "كورونا" المستجد، فهم: الممثل الأمريكي دينيس كوايد، ومغني الريف الأمريكي بيلي راي سايرس، والد المغنية مايلي سايرس، والمغني الإسباني إنريكي إغلاسياس.

اقرأ أيضاً: ترامب: العالم كله يحسد أمريكا

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنّ الحملة الإعلانية التي تبلغ قيمتها 250 مليون دولار بالكامل قيد المراجعة حالياً من قبل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

ويبقى السؤال: هل سينتزع بايدن مفاتيح البيت الأبيض من ترامب، أم ستشهد أمريكا والعالم بأسره مفاجأة مدوّية في نتائج الانتخابات، كما حدث في 2016 عندما تغلب ترامب على كلينتون، رغم كلّ استطلاعات الرأي التي كانت تؤكّد فوز كلينتون بسباق الرئاسة؟ 

الصفحة الرئيسية