هكذا يحاول الحوثيون تعويض خسائرهم البشرية في الجبهات

هكذا يحاول الحوثيون تعويض خسائرهم البشرية في الجبهات


14/09/2020

بعد الخسائر البشرية التي مُنيت بها ميليشيات الحوثي الإرهابية على جبهات القتال،  تحاول الجماعة في محافظة إب التعويض باستقطاب المهمّشين من ذوي البشرة السوداء لسوقهم إلى جبهات القتال.

واحتفلت الجماعة هذا الأسبوع بإلحاق 110 أشخاص من المهمّشين والمهاجرين غير الشرعيين في صفوف مسلحيها أغلبهم من صغار السن، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

 

الحوثيون يكثفون حملاتهم في إب لتجنيد المئات من المهمّشين السود، ويقيمون لهم حفلة توديع قبل توزيعهم على الجبهات

وتأتي الحملات الحوثية لاستهداف المهمّشين السود من ذوي الأصول الأفريقية في سياق استجابة الجماعة لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي الذي دعا إلى التركيز على استقطاب عناصر هذه الفئة التي تُعدّ أكثر الفئات اليمنية فقراً.

وباشرت الجماعة فور الانتهاء من حفل التوديع الذي أقامته لجموع المهمّشين بتوزيع المجندين السود على جبهات الضالع ومأرب والبيضاء والجوف، وهي الجبهات التي تكبدت فيها الميليشيات خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.

ونقلت المصادر عن المحافظ الحوثي أنه وعد بتخريج دفعات جديدة من المقاتلين السود في الأيام القادمة تنفيذاً لأوامر زعيم الجماعة، كما دعا أسر المهمّشين المنتشرة بعموم مدن وقرى إب إلى مواصلة تقديم القوافل البشرية لدعم الجبهات، وحضّ المسؤولين المحليين على مواصلة النزول الميداني لحشد المزيد من المقاتلين من بين صفوف من تطلق عليهم الجماعة "أحفاد بلال".  

إحصاءات الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمهّمشين يقدّران حجم هذه الفئة في اليمن بنحو 3 ملايين شخص

هذا، وأشار مواطنون إلى وقوف مشايخ وأصحاب الوجاهات الاجتماعية الموالية للجماعة وراء إجبار العشرات من أبناء المهمّشين على الالتحاق للقتال مع الحوثيين، دون إخضاعهم لأيّ دورات عسكرية.

وكان زعيم الانقلابيين قد دعا في خطابات سابقة له إلى إيجاد ما سمّاه "برنامجاً وطنياً يهدف لاستيعاب المهمّشين والاهتمام بهم".

ولم تكن عملية تجنيد المهمّشين والتغرير بهم عملاً جديداً - بحسب تقارير يمنية - إذ بدأ في عام 2018 حين تمّ تجنيد مئات المهمّشين من مناطق في البرح والحوبان والدمنة ومن مخيمات عديدة في تعز، وكذلك في محافظة إب وغيرها، وتمّ إنشاء معسكرات تدريبية عدة لهم في تلك المناطق.

نعمان الحذيفي: المهمّشون ذوو البشرة السوداء واللاجئون الأفارقة يواجهون عملية تطهير عرقي من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية

وقبل أشهر قليلة ذكرت مصادر محلية أنّ الجماعة جنّدت نحو 500 فرد من المهمّشين في مديريتي المراوعة وباجل بالحديدة، في حين أجبرت أكثر من 50 مهمّشاً بمخيم الظلام في باجل الحديدة بينهم أطفال على الانخراط بمعسكرات تدريب بإحدى المزارع التابعة للدولة بمنطقة الكدن خلال العام الماضي 2019.

وقد قدّرت إحصاءات الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمهمشين حجم هذه الفئة في اليمن بنحو 3 ملايين شخص، وفي حال عزّزت الميليشيات الإرهابية من توجهها نحو تجنيدهم ضمن قواتها، فإنّ هناك ما يقرب من 50 ألف شاب وطفل ستضحّي بهم الجماعة للدفاع عن مشروعها التدميري.

وطالب "الاتحاد الوطني للمهمّشين" الأمم المتحدة ومبعوثها في اليمن إلى التدخل الفوري لحماية المهمّشين واللاجئين الأفارقة من عملية تطهير عرقي يتعرّضون لها من قبل الجماعة.

وقال رئيس الاتحاد الوطني للمهمّشين نعمان الحذيفي، في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي: إنّ "المهمّشين ذوي البشرة السوداء من اليمنيين واللاجئين الأفارقة يواجهون اليوم عملية تطهير عرقي من قبل الميليشيات التي زجّت مؤخراً بالمئات منهم إلى جبهات القتال".

ودعا الحذيفي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحمايتهم من التصفية العرقية التي يتعرضون لها، كواجب أخلاقي وحق إنساني وأممي أكدت عليه التشريعات والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.

ولفت إلى أنّ الجماعة تعرضت لخسائر بشرية هائلة في الآونة الأخيرة بجبهات مختلفة، وللتخفيف من فاتورة خسائرها لجأت لذوي البشرة السوداء بمناطق سيطرتها وإرغامهم على القتال معها مستغلة حالتهم المعيشية الصعبة.

وفي تقرير حديث، كشفت المنسقية الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن عن ارتفاع عدد المهاجرين الأفارقة المحتجزين في ظروف غير ملائمة لدى ميليشيات الحوثي الانقلابية بصنعاء.

الصفحة الرئيسية