هل اقتربت الأزمة الخليجية اللبنانية من نهايتها؟

هل اقتربت الأزمة الخليجية اللبنانية من نهايتها؟


24/03/2022

بدأت تظهر تسريبات كثيرة حول عودة قريبة للسفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، ومسعى تقوم به أطراف لبنانية لدفع المملكة العربية السعودية إلى الاهتمام بلبنان، والوقفوف إلى جانبه لمواجهة تحالف حزب الله مع الرئيس ميشيل عون وصهره.

ووفق ما صرّح به مسؤولون لـ"الأخبار" اللبنانية، فقد بدأت حملة لبنانية داخلية "مناشدة" للسعودية لعدم ترك لبنان في قبضة حزب الله الموالي لإيران.

 بدء حملة لبنانية داخلية "مناشدة" للمملكة العربية السعودية لعدم ترك لبنان في قبضة حزب الله الموالي لإيران

وترافق ذلك مع مواقف رئاسة الوزراء اللبنانية، ومن خلفها إجراءات وزارة الداخلية الأمنية و"الإعلامية"، التي نالت درجة عالية من الترحيب ترقى إلى مستوى "نجاح" يُعوّل عليه أصدقاء المملكة في لبنان لعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية ولبنان.

وتزامن الترحيب السعودي – الكويتي بالبيان الصادر عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي رفع فيه السقف دفاعاً عن سيادة المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه الأنشطة التي تطالها لبنانياً، مع تحرك "الحزب التقدمي الاشتراكي" (يتزعمه وليد جنبلاط)، ممثلاً بالنائب وائل أبو فاعور، وحزب "القوات اللبنانية" (يتزعمه سمير جعجع)، من خلال الوزير السابق ملحم الرياشي، بالسفر إلى الرياض.

تزامن الترحيب السعودي – الكويتي بالبيان الصادر عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بتحرك الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب "القوات اللبنانية

وكانت الرياض قد أعلنت أول من أمس في بيان صادر عن وزارة الخارجية ترحيبها بما تضمنه بيان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من نقاط إيجابية، وتأمل بأن يُسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربياً ودولياً، وتتطلع المملكة إلى أن يعمّ لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار.

وكشف الوزير السابق ملحم الرياشي خلال عشاء في الرياض أنّه تم إبلاغه أنّ السفير السعودي سوف يعود إلى لبنان قريباً، وكذلك سفراء مجلس التعاون الخليجي.   

ووُضِعت هذه الزيارة في إطار جسّ النبض السعودي وتعبيد طريق العودة، لا سيّما أنّه بعد شهرين ستُجرى الانتخابات النيابية المرتقبة في 15 أيار (مايو) المقبل، التي يخوض فيها الحزبان، ولا سيّما "القوات"، معركتهما الانتخابية بسلاح مواجهة "حزب الله" وعهد الرئيس ميشيل عون والهيمنة الإيرانية.

ملحم الرياشي يؤكد أنّه تم إبلاغه أنّ السفير السعودي سوف يعود إلى لبنان قريباً، وكذلك سفراء مجلس التعاون الخليجي

وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قد قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها أمس: إنّ "ما أذيع عن وزارتي الخارجية في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت يؤشر ويبشّر، في ما تضمنته، بأنّ الغيمة التي خيمت على علاقات لبنان بأشقائه في دول الخليج هي، وكما نأمل جميعاً، إلى زوال في القريب، إن شاء الله".

وأكد ميقاتي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الوطنية، أنّ "أيّ التزامات هي رهن بالخطوات التي يجري تطبيقها تباعاً، آملاً بأن تكون كفيلة بإعادة علاقاتنا بالمملكة وبعض دول الخليج إلى طبيعتها".

الإمارات قررت تعيين سفير جديد لها في بيروت خلفاً لسفيرها السابق، وإعادة العلاقات مع لبنان، ودولة الكويت أيضاً أبلغت ميقاتي استعدادها لإعادة سفيرها

وجدّد ميقاتي التأكيد تبعاً لبيان رئاسة الحكومة على "أولوية العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بدول الخليج، وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا في الشأن السياسي وفي العلاقات الدولية على المصالح الفئوية والشخصية".

وقال: "نحن حريصون على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة، والإصرار على التمسّك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بلداننا العربية، والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي أيّ نزاع عربي – عربي، ودعوة الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها".

وفي الاتجاه ذاته، فإنّ الإمارات تشاورت مع السعودية، وقررت تعيين سفير جديد لها في بيروت خلفاً لسفيرها السابق، وإعادة العلاقات مع لبنان خلال الأسابيع المقبلة، وأبلغت الكويت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر وزير خارجيتها استعدادها لإعادة سفيرها، في حال جرى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين يضمن وقف لبنان أيّ أعمال عدائية تجاه دول الخليج، وفق مقالة أوردها موقع "عربي بوست" اليوم.

نمر: إنّ مجلس التعاون الخليجي سيعقد جلسة في 27 آذار الجاري على مستوى وزراء الخارجية، وسيكون الملف اللبناني أساسياً فيها

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس تحرير موقع لبنان الكبير، والمتابع للعلاقة اللبنانية السعودية محمد نمر، أنّ "مجلس التعاون الخليجي سيعقد جلسة في 27 آذار (مارس) الجاري على مستوى وزراء الخارجية، وسيكون الملف اللبناني أساسياً في الجلسة، حيث سيتم تقييم مدى التزام لبنان بمقتضيات بيان الحكومة اللبنانية، ومدى التزامه ببيان قمّة جدة وبالمبادرة الكويتية، وسيبنى على الشيء مقتضاه."

وقال نمر في تصريح لموقع العين الإخباري أيضاً: "تزامناً مع هذه الإيجابية، يواصل صندوق المساعدات طريقه للنهايات عبر اجتماع سعودي فرنسي عقد أمس لبحث آليات العمل بتوزيع المساعدات، وهي إنسانية وتنموية وتعليمية وغذائية وطبية.

وشدد نمر على أنّه "على حزب الله أن يدرك أنّ لبنان عربي، ولا يمكن ضرب هويته أو سلخه عن حضنه العربي، وأنّ العدوان الإيراني وتدخل حزب الله في الدول العربية تسبب بعزلة لبنان، وليس هناك سوى العرب، والسعودية خصوصاً التي يشهد لها التاريخ بوقوفها إلى جانب لبنان في جميع محنه".

وقد سحبت السعودية وأغلب الدول الخليجية سفراءها من لبنان، على خلفية تصريحات مسيئة بحقها أطلقها وزير الإعلام السابق في حكومة ميقاتي، جورج قرداحي، ودخل حزب الله على خط الأزمة، وعمل على تعميق الخلاف بممارسات وتصريحات استفزازية.

الصفحة الرئيسية