هل بدأ الوقت ينفد أمام نتنياهو؟

هل بدأ الوقت ينفد أمام نتنياهو؟

هل بدأ الوقت ينفد أمام نتنياهو؟


14/04/2024

عندما زار بنيامين نتنياهو المجندين العسكريين الإسرائيليين هذا الأسبوع، ألقى خطاباً حماسياً عادة حول "الأهمية التاريخية" للحرب ضد حماس في غزة.

 وأكد نتانياهو مجدداً أن إسرائيل ستمضي قدماً في هجومها على رفح، جنوب غزة التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص، على الرغم من تحذيرات الزعماء الغربيين من أن الهجوم على مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان سيكون كارثياً، وبدا بنفس القدر من التحدي بشأن إيران بعد 8 أيام من الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مما رفع مخاطر تحول الحرب إلى صراع إقليمي شامل.

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" كان نتنياهو "كلاسيكياً، الزعيم المقاتل في زمن الحرب، الذي يرفض الانتقادات، سواء من الداخل أو الخارج، بينما يقدم نفسه على أنه حامي إسرائيل، ويقف بحزم في وجه القوى الخارجية".

ضغوط خارجية

ومع ذلك، فقد اشتدت الضغوط على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالهجوم المخطط له على رفح والاتهامات بتقييد المساعدات المقدمة إلى غزة المحاصرة حيث يواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين مجاعة وشيكة.

وفي الأسبوع الماضي، اصطف زعماء العالم لإدانة الغارات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة.

وهذا الأسبوع، قال جو بايدن إن نتنياهو يرتكب "خطأ" في غزة، حيث أصبحت انتقادات الرئيس الأمريكي لنظيره الإسرائيلي أكثر حدة من أي وقت مضى.

ومن خلال كل ذلك بقي نتنياهو ثابتاً، وهو يصر على ضرورة شن هجوم على رفح وقال يوم الاثنين "هناك موعد" للعملية.

هل بدأ الوقت ينفد؟

ولكن على الرغم من كل تحديه وعدوانيته، هل بدأ الوقت ينفد بالنسبة للرجل الذي ظل شامخاً فوق أمته طوال عقدين من الزمن؟

نادراً ما ظهر رئيس الوزراء، الذي تولى 6 فترات، ضعيفاً أو لا يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين كما كان الحال في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) والذي أدى إلى اندلاع الحرب.

ويعتقد أكثر من ثلثي الإسرائيليين أن نتنياهو يجب أن يستقيل، وفقاً لاستطلاعات الرأي، ويعتقد البعض أنه يجب أن يغادر الآن، والتأييد لحزبه الليكود وصل إلى أدنى مستوياته منذ سنوات.

ويبدو أن الاحتجاجات ضد حكومته اليمينية المتطرفة والدعوات لإجراء انتخابات مبكرة تكتسب زخماً، وتبدو إسرائيل أكثر عزلة على المستوى الدولي، في حين يشم خصوم نتنياهو السياسيون في الداخل فرصة سانحة.

غريزة البقاء

لكن حتى منتقدي نتنياهو يشعرون بالقلق من استبعاده حتى الآن، وقليلون هم الذين يشككون في أن رئيس الوزراء يخطط بالفعل لاستراتيجيته للبقاء، حيث يرتبط مصيره ارتباطاً وثيقاً بنتيجة الحرب، كما أن التوترات المتصاعدة مع إيران يمكن أن تساعده أيضاً في تجنب بعض الأمور بسبب الضغوط السياسية التي يتعرض لها.
ويشتبه العديد من الإسرائيليين في أن غرائز البقاء لدى نتنياهو تشكل بالفعل الطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها، حيث يقول المنتقدون إن إطالة أمد الصراع يناسبه لتأخير إمكانية إجراء انتخابات مبكرة.

يقول أفيف بوشينسكي، رئيس موظفي نتنياهو السابق: "لو كان في وضع سياسي مختلف، ربما كان بإمكانه أن يقول: لقد أنجزنا الكثير، وما زال هناك الكثير لنفعله وسنفعل ذلك لاحقاً، لكنه يعرف أن لا وقت أمامه".

تراجع شعبية

وحتى قبل هجوم حماس، كانت شعبية نتنياهو في تراجع، وشهدت إسرائيل احتجاجات حاشدة أثارها سعي ائتلافه اليميني المتطرف لإجراء إصلاحات قضائية حذر منتقدوها من أنها ستقوض الأسس الديمقراطية للدولة.

ورغم أن كبار مسؤولي الاستخبارات والدفاع اعتذروا عن فشلهم في منع هجوم حماس، فإن نتانياهو لم يتحمل مثل هذه المسؤولية، وبدلاً من ذلك، فهو يصور نفسه باعتباره الرجل الذي سينقذ إسرائيل - الزعيم الذي سيقاوم الضغوط لوقف الحرب أو اتخاذ أي خطوات نحو إنشاء دولة فلسطينية في نهاية المطاف.

ويقول مدير المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوهانان بليسنر للصحيفة "من خلال استغلال الخوف والغضب والشعور بالضعف الذي أثاره هجوم حماس، يخلق نتنياهو نسخة جديدة من روايته الذاتية باعتباره المدافع عن إسرائيل من الفكرة الخطيرة المتمثلة في الدولة الفلسطينية والتي من شأنها أن تهدد بهجوم 7 أكتوبر الجديد".
وكلما واجه انتقادات أكثر، كلما زاد سعيه لاستغلالها لصالحه، كما يقول داني دانون، عضو الليكود الذي تحدى نتنياهو ذات مرة في الحزب.
يقول دانون: "أقول لزملائي من اليسار، كلما هاجمتم نتانياهو أكثر، جعلتموه أقوى".

وبحسب الصحيفة فإن أولئك الذين يعرفون الرجل البالغ من العمر 74 عاماً يعلمون أن هناك أيضاً عاملاً آخر يلعب دوراً: وهو رغبة نتنياهو في استعادة إرثه بعد أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل منذ 50 عاماً على الأقل، والذي حدث تحت إشرافه.

وهذا ما يفسر جزئياً إصرار نتنياهو على أن إسرائيل تحتاج إلى توسيع هجومها في غزة إلى رفح، على الرغم من تحذير الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الغربيين الآخرين من أن العواقب ستكون كارثية.

تأجيل النهاية 

وتؤيد استطلاعات الرأي التصريحات الأخيرة، حيث يؤيد أكثر من 70% من اليهود الإسرائيليين الهجوم على رفح، حيث تقول إسرائيل إن كتائب حماس المتبقية تتمركز.

ومن الممكن أن يؤدي تصاعد التوترات مع إيران وحزب الله إلى تأخير محاسبة نتنياهو ويقلل الضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة، إذ تشير استطلاعات الرأي أن ما يزيد عن نصف الإسرائيليين يؤيدون هجوماً وقائياً ضد حزب الله، وفقا لمعهد إسرائيل للديمقراطية، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى صراع شامل على الجبهة الشمالية.

وربما تؤدي المواجهة الأكثر مباشرة مع إيران أيضاً إلى دفع الولايات المتحدة إلى الحد من انتقاداتها لتكتيكات نتنياهو في غزة.

وإذا تمكن نتنياهو من تأجيل الانتخابات حتى الربع الثاني من العام المقبل على الأقل، يقول باراك إنه قد تظهر "قصة مختلفة"، وفي نهاية المطاف، سيعتمد على الشكل الذي قد يبدو عليه "النصر" العسكري المفترض.

نتنياهو قصة مختلفة

إن تاريخ إسرائيل مليء بالقادة الذين فقدوا السلطة بعد فترات من الصراع، كما يشير أستاذ السياسة في الجامعة العبرية جدعون رهط، بينهم غولدا مئير بعد الهجوم العربي المفاجئ الذي أشعل فتيل حرب عام 1973.

ويتابع رهط، وهو منتقد لرئيس الوزراء: “لكن نتانياهو قصة مختلفة، إن سياسته شعبوية، ولا علاقة لها بالواقع، بل لها علاقة بالرواية التي يحاول نتنياهو التمسك بها بأنه الزعيم الوحيد لإسرائيل".

ويختم "نتنياهو يلعب لعبة ربما تكون المباراة الأخيرة في مسيرته، لكن ربما سينجو".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية