هل تراجع التدين في تركيا؟ ما علاقة أردوغان؟

هل تراجع التدين في تركيا؟ ما علاقة أردوغان؟


08/11/2021

اشتكى رئيس الشؤون الدينية في تركيا البروفيسور، علي أرباش، من تراجع التدين بين فئة الشباب بشكل خاص، على الرغم من أنّ حزب العدالة والتنمية ذا الخلفية الإسلامية موجود في السلطة منذ نحو عقدين من الزمن، بحسب ما أوردته صحيفة "زمان" التركية.

وزعم أرباش أنّ أطرافاً أخرى تغرس باستمرار اللّادينية في نفوس الشباب الأتراك، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال، وفق تعبيره.

وقال أرباش خلال اجتماع في شانلي أورفا: إنه يتم إبعاد الناس عمداً عن الدين، ويتمّ غرس عدم التدين في الشباب والأطفال، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال، بشكل لم يحدث من قبل في التاريخ.

وذكر أرباش في خطابه أنهم سيبذلون جهوداً لجعل دورات القرآن الكريم والمساجد أكثر تأهيلاً، ولجعل التعليم والتدريب والخدمة أكثر تأهيلاً، مشيراً إلى أنّ الهدف الأساسي من هذه الدراسات هو التنوير.

أرباش: إنهم سيبذلون جهوداً لجعل دورات القرآن الكريم والمساجد أكثر تأهيلاً، ولجعل التعليم والتدريب والخدمة أكثر تأهيلاً

وأكد أرباش على هدفهم في "إنقاذ الناس من إغراء الإلحاد، وإيصال الإسلام بالطريقة الصحيحة، وإنقاذ الناس من الإثم، والمساهمة في الحياة في ضوء الكتاب والسنّة".

وأشار إلى أنّ المعرفة لا معنى لها بدون تحذير وإرشاد، قائلاً: معرفتنا تبقى فقط داخل الجدران وتذهب معنا، كلما زاد عدد الأطفال والشباب والأسر التي يمكننا الوصول إليها، إذا تمكّنا من تحسين اتجاه التوجيه، فسيكون العلم مفيداً. دعونا نشرح هذا للطلاب الذين ندرّبهم.

يُذكر أنّ التيارات المحافظة في تركيا تُرجع سبب الفشل في جذب الشباب التركي نحو الدين إلى إقدام حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان على توظيف الإسلام سياسياً، وتورّط الحكومة ذات الهوية الإسلامية في الفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان، وغيرها من العوامل التي لعبت دوراً كبيراً في نفور الشباب خاصة من الدين.

وتمتلك مؤسسة الشؤون الدينية جيشاً كاملاً من الكوادر، يتخطى أكثر من 150 ألف موظف، وميزانية ضخمة تفوق بكثير عدداً من الوزارات الحكومية، ومؤسسات ضخمة كمدارس الأئمة والخطباء البالغ عددها أكثر من 3000 وحوالي 100 كليّات إسلامية (الإلهيات)، إلا أنّ ظواهر مثل الإلحاد والانتحار تتزايد في تركيا بشكل كبير.

وفق البيانات الرسمية، بلغ إجمالي إنفاق هيئة الشؤون الدينية في تركيا خلال العام الماضي  10.9 مليار ليرة، بما يتجاوز ميزانيات وزارات "الخارجية، والطاقة والموارد الطبيعية، والثقافة والسياحة، والصناعة والتكنولوجيا، والبيئة والتحضر، والتجارة".

وقد بات فكر الإسلام السياسي التركي الذي ابتدعه حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان يلقى انتقاداً واسعاً بين الشباب، بعدما داس أردوغان الديمقراطية تحت قدميه، ونكّل بمعارضيه، وقضى على حرّية الصحافة، في سبيل البقاء في سدة الحكم.

الصفحة الرئيسية