هل يصمد وادي بنجشير في وجه طالبان؟

هل يصمد وادي بنجشير في وجه طالبان؟


01/09/2021

صدت "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" ليل الثلاثاء الأربعاء هجوماً لحركة طالبان في وادي بنجشير شمال شرقي أفغانستان، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وأسقطت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية 30 قتيلاً و15 جريحاً وعدداً من الأسرى في صفوف الحركة، إضافة إلى الاستيلاء على معدات عسكرية، وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز".

وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الأفغاني السابق بسم الله خان محمدي عبر تويتر أنّ حركة طالبان انسحبت من الإقليم بعد تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وأكد عبد القادر فقیر زاده، أحد أبناء "وادي بنجشير"، وهو مقرب من قائد الإقليم وقائد جبهة المقاومة أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، الذي كان أحد القادة الرئيسيين لمقاومة الاحتلال السوفييتي للبلاد في ثمانينيات القرن الماضي، أكد أنّ "جبهة المقاومة الوطنية" لديها كافة الاستعدادات لأي هجوم من طالبان.

وأضاف فقير زاده أنّ حركة تطوع واسعة يقوم بها شباب بنجشير  والمدن الأفغانية الرافضة لسيطرة طالبان على السلطة للانضمام لصفوف القتال.

جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية تصد هجوماً لحركة طالبان في وادي بنجشير ، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد

ويتزامن الهجوم مع إعلان أحمد مسعود شرطاً لإلقاء سلاحه، وهو: "إذا ما اعتزمت طالبان تقاسم السلطة مع الجميع"، وفق تصريحاته لمجلة "فورين بوليسي".

وفي وقت سابق، دعا مسعود الولايات المتحدة والأفغان في الخارج إلى دعم "لجان المقاومة ضد طالبان"، التي انضم إليها نائب الرئيس السابق أمر الله صالح.

وارتفعت أيضاً أصوات عسكرية وسياسية أفغانية تدعو إلى التوجه نحو الولاية، وتكرار ما يوصف بـ"ملحمة بنجشير " في مواجهة الاحتلال السوفييتي.

ويمتد وادي بنجشير  الطويل والعميق إلى حوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.

هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي، ما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126 وادياً كبيراً وعشرات الأودية الصغيرة تجعله قادراً على الصمود أمام الحصار الطويل.

ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بـ7 ولايات أفغانية، وهي "تخار" و"بغلان" في الشمال، و"كابيسا" في الجنوب، و"نورستان" و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، و"لغمان" في الجنوب الشرقي، و"پروان" في غرب بنجشير ، ما يشكّل تهديداً لحركة طالبان في حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.

وتقفز الناحية العرقية ضمن الأسباب القوية للعداوة بين سكان الإقليم المنتمي أكثرهم لعرقية الطاجيك، وحركة طالبان المنتمي كثير منها لعرقية البشتون، إضافة إلى جروح قديمة ممثلة في اتهام طالبان بالتسبب في اغتيال اثنين من زعماء الطاجيك، هما برهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود، وفي المقابل دعّم الإقليم الغزو الأمريكي المناهض لحركة طالبان في 2001.

وقبيل سيطرة طالبان على كابول، يُعتقد أنّ الإقليم أصبح ملاذاً لمخزون كبير من الأسلحة.

الصفحة الرئيسية