ما لا تعرفه عن الكتائب النسائية في الميليشيات الحوثية

ما لا تعرفه عن الكتائب النسائية في الميليشيات الحوثية


24/04/2019

تستمر ميليشيات الحوثي الإرهابية في عمليات التجنيد القصري الواسعة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتستهدف بها هذه المرة النساء والفتيات.

وتخضع الفتيات لعمليات تدريب على استخدام السلاح الخفيف والمتوسط، وبعض المهارات اللازمة للقيام بمهمات عسكرية وأمنية متنوعة.

واحتفلت الجماعة مؤخراً بتخريج فصيل جديد من "الزينبيات"، في العاصمة صنعاء، أطلق عليه "كتيبة الزهراء 2"، تحت قيادة زينب الغرباني، وتم تسليمهن أسلحة خفيفة وصواعق كهربائية استعداداً لاستخدامهن في تفريق أيّة مظاهرات نسائية، قد تحدث في العاصمة صنعاء، أو غيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتها.

كتائب الزينبيات تضمّ 4 آلاف امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي وخبيرات من إيران ولبنان والعراق

وجاءت دفعة "الزهراء 2"، بعد عدة أشهر من تخرج الدفعة الأولى من كتيبة "الزهراء 1"، بقيادة الزينبية شراق الشامي، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن ناشطة حقوقية، كانت مقربة من إحدى القياديات الحوثيات بصنعاء.

 "الزينبيات" في اليمن هي بالأساس: ميليشيات نسائية مسلحة ظهرت بصنعاء عقب سيطرة الجماعة على العاصمة، في 21 أيلول (سبتمبر) 2014.

وأضافت الناشطة؛ أنّ الحوثي استنسخ هذه الفصائل النسائية كتقليد واضح لمشروع طائفي تتبناه إيران من خلال تجييش المجتمع بالكامل، بما فيه شريحة النساء.

وبحسب الناشطة، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها؛ فإنّ جماعة الحوثي تولي ملف تجنيد النساء اهتماماً بالغاً؛ حيث وضعت عدداً من القوانين والأنظمة تسمح لأيّة فتاة يمنية بالانضمام لمشروع الميليشيات الخاص بتجنيد النساء، واستخدامهن كوقود جديد في حربها العبثية ضدّ اليمنيين.

واختارت الجماعة هذه التسمية لميليشياتها النسائية "الزينبيات"، ضمن مساعيها لاستخدام الرموز الإسلامية واجهة لمشروعها الطائفي والسياسي؛ فهي تريد أن تنسبهن إلى زينب بنت الحسين، التي كانت برفقة والدها في كربلاء.

ومن بين المهام التي أوكلها الحوثيون لـ "الزينبيات"؛ اقتحام المنازل وإثارة الرعب والخوف بقلوب الأسر والقيام بعمليات تفتيش ومصادرة الهواتف النسائية.

وخلال عدة احتجاجات نسوية شهدتها صنعاء، قمعت فرق "الزينبيات" المظاهرات، برفقة أطقم وعناصر من الميليشيات، واعتدت على المشاركات، واعتقلت عدداً منهنّ، وتعدّى الأمر لاختطاف مئات منهن؛ حيث اختطفت الميليشيات في يوم واحد فقط، بحسب حقوقيين وناشطين، أكثر من 200 امرأة، وأخفت 50 منهن، بعد خروجهن للمطالبة بتسليم جثة الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، عقب مقتله على يد الميليشيات بأيام.

وسعت الميليشيات الحوثية، من خلال إنشائها قوة ناعمة، ينحدر معظم عضواتها من الأسر التي تنتمي إلى السلالة الحوثية، لتستغلها الميليشيات لتحقيق أهداف عدة، منها كما يرى مراقبون، تعزيز صفوفهم بجبهات القتال، خصوصاً بعد تلقيهم ضربات موجعة، خسرت على إثرها أعداداً كبيرة من ميليشياتها، فيما يراها آخرون أنها محاولة فاشلة من قبل الميليشيات لإثارة غيرة القبائل الموالية لها واستعطافها، لحشد مزيد من رجالها للقتال بصفوفها.

وصل عدد "الزينبيات" (المجندات الحوثيات) إلى أكثر من 4 آلاف امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي خبراء وخبيرات من إيران ولبنان والعراق، في صعدة وصنعاء وذمار وعمران.

وتضمّ تلك القوة النسائية حالياً، بحسب المعلومات، 10 كتائب وفرق وتشكيلات رئيسة، أبرزها: كتائب "الزينبيات"، ومجموعة "الهيئة النسائية"، وفرقة "الوقائيات الاستخباراتية"، إلى جانب 8 أقسام وفصائل تخصصية، البعض منها تخضع لإشراف زوجات وبنات وشقيقات قيادات حوثية، والبعض الآخر تحت إشراف قيادات نسائية تنتمي لسلالة زعيم الجماعة.

وتؤكّد المعلومات؛ أنّ نحو 15 قيادية حوثية من مشرفات المجموعات النسائية تلقين بالسابق تدريبات في إيران، على يد قيادات عسكرية نسائية، تنتمي للحرس الثوري الإيراني.

وفيما يتعلق بأماكن التدريب؛ يؤكد أفراد وضباط سابقون بالجيش اليمني بصنعاء، أنّ الميليشيات استخدمت مدارس حكومية ومساجد وساحات جامعات وملاعب رياضية وصالات مغلقة، كميادين تدريبية للمجندات من النساء بعد استقطابهن، وسط حرص وعناية شديدين.

ومن بين الأنشطة التدريبية التي تتلقاها المجندات الحوثيات، بحسب ما أفاد به الأفراد والضباط لـ "الشرق الأوسط"، التدريب على السلاح (آلي، رشاش، مسدسات)، واستخدام وفكّ وتركيب قطع، وتعلم زرع الألغام وقيادة السيارات والمركبات العسكرية، وفضّ المظاهرات والتعامل مع أعمال الشغب، واقتحام المنازل، والمهارات القتالية.

ويرصد التقرير، الذي نشرته اللجنة الوطنية للتحقيق بادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، مقتل 17 امرأة وجرح 19 في مدينة المخا الساحلية، غرب تعز، على يد الميليشيات خلال شهر أبريل (نيسان) من العام 2017 فقط.

ويشير تقرير آخر لمنظمة "رايتس رادار" الحقوقية، إلى ارتكاب الميليشيات الحوثية لنحو 20 ألف حالة انتهاك ضدّ اليمنيات، طيلة 3 أعوام.

ويوثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان باليمن 129 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات جراء قصف ميليشيات الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة، بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) 2018.

ويصف "تحالف رصد"، وهو ائتلاف حقوقي يمني، ممارسات الحوثيين بأنها "أبشع أنواع الانتهاكات" ضدّ المرأة، شملت التشويه، والتحرش الجسدي واللفظي، والاستغلال في الأعمال الخطرة كالعسكرية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل، وإجبارها على الزواج المبكر.

وتقول إحصائية رسمية: إنّ جماعة الحوثي الإرهابية قتلت خلال عامين فقط 814 امرأة، وأصابت 4179، ومارست ضدّ النساء أشدّ أنواع العذاب والامتهان.

وأثارت مسألة لجوء الميليشيات للتجنيد القسري للفتيات، تحت مسمى "زينبيات"، سخطاً شعبياً واسعاً، خصوصاً في مجتمع مسلم عُرف بالمحافظ والمتمسك بعاداته وتقاليده.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية