أردوغان خارج الحلم الأوروبي

أردوغان خارج الحلم الأوروبي


17/01/2022

ببساطة شديدة، يردد اردوغان مجددا إن تركيا ملتزمة بهدفها المتمثل في عضوية الاتحاد الأوروبي.

وهو يقول مجددا إن تركيا ملتزمة بهدفها المتمثل في العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، لكنه ما يلبث ان يستدرك قائلا، ان الاتحاد الأوروبي نفسه يضيع وقت تركيا، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

جاءت تصريحات أردوغان يوم الخميس خلال اجتماع مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة في مظهر استعراضي ضمن التحشيد لإنعاش الرأي العام التركي المحبط من جميع الجهات.

قال أردوغان للسفراء وكأنه يريد اقناع نفسه: "إن تركيا، التي هي جزء من القارة الأوروبية، ملتزمة تمامًا بهدف العضوية الكامل".

اردوغان لا يسأل نفسه، وماذا يمكن للسفراء ان يفعلوا امام أحلام وتمنيات وشعارات اردوغان الانتخابية البراقة.

تعود علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي إلى عام 1963. وقد تم اختيار البلاد كمرشح في عام 1999، وبدأت المفاوضات للحصول على العضوية الكاملة في عام 2005.

لكن الاتحاد الأوروبي علق المحادثات مع تركيا بسبب استياء الاتحاد الأوروبي بسبب تراجع خطير في العديد من المجالات والملفات المهمة ومنها القواعد الديمقراطية والحقوق والحريات وسيادة القانون والحريات الصحافية وقمع الأقليات والتمييز العرقي والاعتقالات والاحكام القضائية المنافية لحقوق الانسان وغير ذلك كثير.

لم يكن عام 2021 ايجابيا حول العلاقات التركية الأوروبية.

لسوء الحظ، كانت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ضحلة في أحسن الأحوال.

لم يتم إحراز أي تقدم لمعالجة القضايا المهمة مثل تحديث الاتحاد الجمركي والسفر بدون تأشيرة للمواطنين الأتراك إلى أوروبا والعودة إلى منظور العضوية.

ألقت عدة أزمات بظلالها على العلاقات مع أنقرة.

الجانبان اليوناني والقبرصي اليوناني كانا في مواجهة مع المواقف السياسية والعسكرية التركية القائمة على فرض الامر الواقع. في تغذية التوتر في شرق البحر المتوسط كانت انقرة منشغلة بالتصعيد ​​بدلاً من اتخاذ خطوات جريئة لمعالجة مشاكلها الرئيسية مع تلك االدول.

كانت النقاشات حول اتفاقية اسطنبول قضية أخرى ألقت بظلالها على العلاقات التركية الأوروبية في عام 2021. انسحاب تركيا من اتفاقية اسطنبول بشأن العنف ضد المرأة هو ابتعاد أنقرة عن القيم الأوروبية. كانت قضية قرار تركيا الانسحاب من اتفاقية اسطنبول مثيرة للجدل في البلاد أيضًا، حيث فسرت العديد من الدوائر هذه الخطوة على أنها علامة على انتقال السلطة في مجال حقوق المرأة. انتقد العديد من القادة الأوروبيين علنًا أردوغان لهذا القرار واعتبروه جزءًا من التراجع الديمقراطي لتركيا وانحرافها عن القيم الأوروبية.

مجلس الاتحاد الأوروبي في اجتماع أمانته العامة في ديسمبر وجه لتركيا إشارات حاسمة وقطعية خلاصتها عدم فتح فصول جديدة للتفاوض بين الجانبين فضلا عن تجميد المفاوضات السابقة المتعلقة بمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع تركيا.

اردوغان من جانبه يتشبث بأوراقه المعتاد وهي إن تركيا تلعب دورًا رئيسيًا في التغلب على التهديدات التي يواجهها الاتحاد واهمها ملف الهجرة وهي اكبر ورقة ابتزاز مفضوحة ومستهجنة أوروبيا.

وبعد ان امعن اردوغان في التلويح بالقوة ضد دولتين من دول الاتحاد الأوروبي على الأقل وهما اليونان وقبرص ها هو يحاول تهدئة الأوروبيين قائلا أن بلاده تبذل جهودًا لاستخدام الحوار والدبلوماسية لدفع هدف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال أردوغان: "يؤسفني أن أقول إننا لم نر الرد الذي توقعناه من الاتحاد الأوروبي على جميع الخطوات التي اتخذناها" ، مدعيًا أن عددًا قليلاً فقط من الدول هي التي تعمل كصناع القرار في الاتحاد.

أردوغان خلال ذلك لا يمل من تذكير الأوروبيين إن عدة ملايين من السوريين يعيشون اليوم اما لاجئين في تركيا او في مناطق تحتلها تركيا في داخل سوريا بحجة انها قد طهرتها من الإرهاب وليس احتلالها كما هو واقع فعلا.

يقول اردوغان في لهجة تصعيد وتحذير: "لولا تركيا، لكانت تركيا وأوروبا تواجهان صورة مختلفة" ، مضيفًا أن اتفاقية 2016 مع الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى التحديث.

وكانت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفقا في عام 2016 على صفقة تهدف إلى وقف تدفق اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى اليونان. ووفقًا للاتفاق، وعد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 6 مليارات يورو كمساعدات لتركيا على دفعتين، والتي ستستخدم في مشاريع لمساعدة المهاجرين.

اتُهم أردوغان في عام 2020 باستخدام المهاجرين كورقة مساومة من خلال دفعهم نحو الحدود اليونانية.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية