الإخوان المسلمون والعنف: الإخوان في عهد محمد حسني مبارك (1981-2011)

الإخوان المسلمون والعنف: الإخوان في عهد محمد حسني مبارك (1981-2011)

الإخوان المسلمون والعنف: الإخوان في عهد محمد حسني مبارك (1981-2011)


12/06/2023

لم يمارس الإخوان العنف في عهد مبارك. بدلاً من ذلك، ركزوا جهودهم في الزحف نحو السلطة من أسفل، عن طريق إستراتيجية طويلة المدى تقوم على التغلغل عميقاً في طبقات المجتمع الحيوية (مع التركز على الفئات الشعبية)، واختراق مؤسسات الدولة الفاعلة (الجيش والشرطة والأزهر والقضاء والبرلمان)، مع تحييد خصوم الدعوة المحليين (الأحزاب والتيارات الفكرية المخالفة) والقوى الخارجية المعادية (أمريكا والغرب).. إلى حين.

وقد تم الكشف عن هذه الإستراتيجية من خلال وثيقتين:

ـ خطة التمكين، وتم الحصول على نسخة منها بخط يد نائب المرشد خيرت الشاطر عام 1992 ضمن الوثائق التي عثر عليها في مكتبه بشركة سلسبيل لخدمة الكمبيوتر ونظم المعلومات في قضية شهيرة عرفت إعلامياً وقتها باسم “قضية سلسبيل”.

ـ خطة فتح مصر، وهي أيضاً لخيرت الشاطر، ونشرت عام 2006 بمجلة المصور، وقد أنكر الشاطر نسبتها إليه، لكن المرشد السابق للإخوان محمد مهدي عاكف اعترف بصحتها وصحة ما ورد فيها من معطيات.

خطة التمكين

أسباب وضع التقرير:

1 ـ تطور طبيعي للمرحلة.

2 ـ عمومية الأهداف السابقة.

3 ـ شواهد عملية:

أ ـ ظاهرة عدم التوظيف.

ب ـ عدم وضوح الأولويات.

ج ـ تعدد التوجهات.

د ـ تضارب القرارات في المواقف المختلفة وغياب التفسير الواضح لها.

4 ـ التحدي والتهديد الخارجي والمواجهة السافرة مع الحركات الإسلامية.

5 ـ الرد على استفسارات قد وجهت في اجتماع المجلس.

6 ـ أهمية صياغة رؤية إستراتيجية، حيث هي الضابط لاتجاه الحركة وتعبئة جميع طاقاتها وإمكانياتها في اتجاه أهداف الحركة، ولذلك فهي تجيب على الأسئلة التالية:

1 ـ ما هي الرسالة التي تضطلع لإنجازها؟

2 ـ الأوضاع التي ينبغي أن يكون عليها الحال والنتائج المرجوة على المدى البعيد والقصير من حيث:

أ ـ تحقيق الرسالة.

ب ـ توافر الاستمرارية.

ج ـ الاستعداد للمهام المستقبلية.

د ـ رفع الكفاءة.

الرسالة

التمكين لدين الله في الأرض بالعمل على أن تسود قيم وكليات وحقائق وشرائع الإسلام في واقع الأمة أفراداً ومؤسسات عن إرادة واختيار مع امتلاك القدرة على المحافظة عليها ومؤازرة جهود التمكين في مختلف أنحاء المعمورة لتحقيق وحدة المسلمين وسبقهم وتميزهم.

الأهداف الاستراتيجية لتحقيق الرسالة

1 ـ تحقيق الرسالة من حيث الارتقاء بالمجتمع إسلامياً ومؤازرة جهود التمكين.

2 ـ تأمين استمرارية جهود التمكين.

3 ـ التهيؤ لتحمل مهام المستقبل، وامتلاك القدرة على إدارة الدولة.

4 ـ إعداد البناء الداخلي لمهام المرحلة (الكفاءة).

استمرارية جهود التمكين

تتعرض الدعوة لضربات إجهاض دورية كسياسة ثابتة، وجاءت حرب الخليج لتظهر مقدمات المواجهة مع الحركات الإسلامية في كافة أنحاء العالم الإسلامي من الجزائر إلى تونس مروراً بالسودان وأفغانستان والبقية تأتي…

فكان الهدف هو وضع سياسة مواجهة ضد ذلك التهديد المستمر عن طريق تعميق جذور الدعوة في المجتمع، حيث يصعب اقتلاعه؛ وذلك من خلال:

1 ـ الانتشار في طبقات المجتمع الحيوية والقدرة على تحريكها.

2 ـ الانتشار في المؤسسات الفاعلة.

3 ـ التعامل مع القوى الأخرى.

4 ـ الاستفادة من البعد الخارجي.

الانتشار في قطاعات الشعب (طبقات المجتمع) الحيوية والقدرة على تحريكها؛ لأن الانتشار في هذه القطاعات:

أولاً: يقلل فرص التهديد، ويجعل قرار المواجهة أكثر صعوبة.

ثانياً: القدرة على تحريكها يزيد من فرص التغيير والاقتراب من تحقيق الرسالة.

ولذلك كان اختيار القطاعات على الأسس التالية:

1 ـ سهولة الانتشار.

2 ـ فاعلية التأثير عند تحريكها.

3 ـ مدى إمكانية تحريكها.

4 ـ استمرارية التأثير.

وكان الاختيار للقطاعات التالية، والتي تحقق الشروط السابقة:

1 ـ قطاع الطلاب

يتميز بسهولة الانتشار وإمكانية التحريك واستمرارية التأثير مع فاعلية نسبية في التأثير.

2 ـ قطاع العمال

يتميز بفاعلية التأثير والقدرة على التحريك وسهولة الانتشار.

3 ـ قطاع المهنيين

يتميز بسهولة الانتشار وفاعلية التأثير واستمرارية التأثير وقدرة نسبية على التحريك.

4 ـ قطاع رجال الأعمال

يتميز بفاعلية التأثير واستمراريته.

5 ـ قطاع الطبقات الشعبية

يتميز بسهولة الانتشار والقدرة على التحريك وفاعلية نسبية في التأثير.

الانتشار في المؤسسات الفاعلة

وهي المؤسسات التي تمثل:

1 ـ أداة تحجيم ومواجهة للحركة الإسلامية.

2 ـ إضافة حقيقية لقوة وفاعلية الحركة في التغيير.

ولذلك كان اختيار المؤسسات الفاعلة على الأسس التالية:

1 ـ فاعليتها في مواجهة وتحجيم الحركة الإسلامية.

2 ـ فاعليتها في القدرة على إحداث التغيير.

3 ـ شمولية واتساع مساحة التأثير.

4 ـ المدى الزمني الطويل في المواجهة.

باستقراء واقع المجتمع المصري، يلاحظ أن أكثر المؤسسات فاعلية هي:

1 ـ المؤسسة ذات التأثير (المقصود هنا الجيش والشرطة).. وتتميز بفاعلية المواجهة والقدرة على التغيير.

2 ـ المؤسسة الإعلامية.. وتتميز بسهولة واتساع مساحة التأثير والمدى الزمني الطويل في التأثير والمواجهة والقدرة على إحداث التغيير والفاعلية في المواجهة.

3 ـ المؤسسة الدينية.. وتتميز بنفس مميزات المؤسسة الإعلامية ولها طابعها الخاص في ذلك.

4 ـ المؤسسة القضائية.. وتتميز بفاعلية القدرة على التغيير والمواجهة.

5 ـ المؤسسة التشريعية.. وتتميز بفاعلية القدرة ومواجهة الحركة.

الأحزاب

نحن لا نعمل بمفردنا في الساحة، لكن توجد قوى أخرى تؤثر سلباً وإيجاباً على قدرتنا في الاستمرار في تأدية رسالتنا، لذا فإن توافر حالة الاستمرارية في جهود التمكين يتطلب تعاملاً واعياً يؤدي إلى الاحتواء أو التعايش أو تحييد أو تحليل فاعلية الحركات المناوئة والتنسيق مع الجهات المحايدة التي لم تحدد موقفها أو الجهات المؤيدة لرسالتنا كلياً، أو في بعض جزئياتها على أن نضع في اعتبارنا على أن تكون لدينا القدرة على التعامل مع الحالات البديلة في آن واحد.

السلطة

1 ـ الاحتواء: بتوظيف أجهزتها في تحقيق رسالتنا من خلال اتخاذ القرار أو تغيير خطتها الأساسية.

2 ـ التعايش: العمل على إيجاد صورة من صور التعايش مع النظام بالتأثير في الأوضاع المحيطة مما يجعله حريصاً على استمرار تواجدنا بفاعلية.

3 ـ التحييد: عن طريق إشعارها أننا لا نمثل خطراً عليها.

4 ـ تقليل الفاعلية في مواجهتنا لاستمرار جهود التمكين.

الأقباط

1 ـ التعايش: بإقناعهم بأن مصلحتهم في تطبيق الحكم الإسلامي.

2 ـ التحييد: بإشعارهم أننا لا نعاديهم ولا نمثل خطراً عليهم.

3 ـ تقليل فاعلية خطرهم وتقليل تأثيرهم الاقتصادي وإضعاف العون الخارجي لهم.

اليهود

تقليل فاعلية أخطارهم في جميع الحالات.

القوى الخارجية المعادية (أمريكا والغرب)

1 ـ التعايش بإقناعهم أنه من مصلحتهم التعامل مع القوى الحقيقية لأبناء المنطقة، والتي تتميز بالاستقرار والانضباط بقيم دينية تراعي مصالح الآخرين، إذا قامت على احترام حقوق الآخرين وعدم استغلالهم أو فرض قيم مغايرة عليهم (علاقة ندية متكافئة ترعى المصالح المشتركة).

2 ـ التحييد: بإشعارهم أنه من مصلحتهم عدم الإضرار بنا؛ لأننا نشكل خطراً عليهم ما داموا يعوقون جهود التمكين، وفي ذات الوقت أننا نملك أو نستطيع التأثير على مصائرهم إذا وقفوا ضد جهود التمكين.

3 ـ تقليل فاعلية أخطارهم بالتأثير المباشر على مصالحهم وإضعاف تأثير مؤسساتهم بالتأثير على اتخاذ القرار السليم.

القوى والجمعيات المشبوهة

خطورتها في تأثيرها على مراكز اتخاذ القرار بضمها الشخصيات التنفيذية، وفي تأثيرها على اتجاهات الرأي العام بضمها لقيادات الإعلام والفن، ويؤدي ذلك إلى استصدار قرارات وقوانين تخدم مصالحهم لمدى بعيد، كما أنه يصعب اختراقهم؛ لأن المعلومات تصل لديهم عند مستوى معين…

يكون التعامل بتقليل الفاعلية لأخطارهم.

جماعات الضغط والأحزاب

وتشمل النقابات المهنية والتجمعات العائلية والقبلية والمنظمات الدولية (حقوق الإنسان…) والتجمعات الاقتصادية (جمعيات رجال الأعمال) والأحزاب القائمة، ويكون التعامل معها:

1- التوجيه: بالدخول والسيطرة على مراكز اتخاذ القرار بأن تكون لنا الأغلبية.
2 ـ التنسيق: ليس لنا الأغلبية، ولكن ننسق معها في المساحات المشتركة، بل ونوجد نحن مساحات مشتركة.

3 ـ الاحتواء: التحييد ـ تقليل الفاعلية.

الجماعات الإسلامية والمفكرون الإسلاميون

جماعات ومفكرون إسلاميون مستقلون: يتفقون معنا في الرسالة، ولو جزئياً ويختلفون في الوسائل

1 ـ التنسيق والتعاون والتكامل والتحالف.

2 ـ الاحتواء ـ التحييد ـ التعايش.

جماعات إسلامية ومفكرون غير مستقلين وتابعين لجهات معينة

1 ـ تُستغل لطرح بديل لتقوية جهود التمكين.

2 ـ توجيه ـ احتواء ـ تحييد ـ تقليل فاعلية.

النهوض بالمجتمع إسلامياً ـ تحقيق الرسالة ـ تحقيق مقاصد الشرع

يمثل الدور المنوط بنا، والذي نعمل على تحقيقه منذ بداية الحركة، وما الحركة في المحاور الأخرى إلا متطلبات لأداء هذه المهمة…

ويتطلب النهوض بالمجتمع إسلامياً تحقق الحالات الآتية:

1 ـ حضور عقل الأمة، حتى يكون مدركاً لرسالته مستوعباً لمتطلباتها واعياً بما حوله متبيناً للرسالة عن إرادة واختيار؛ لأن مفتاح الهجوم على الأمة يبدأ من عقلها، فإذا غيب سواء بصرفه عن رسالته أو بتغييب وعيه فكرياً أو مادياً، فإن أول النهوض يكون بإعادة هذا العقل إلى يقظته واستيعابه ووعيه بما يحدث حوله.

2 ـ المشاركة في قضايا المجتمع (الإيجابية)، إحياء معاني العزة والأمل في التغيير والانتماء لخير أمة والحرص على معرفة الحقوق وأثر التفريط في تلك الحقوق عليها بالاستعداد للتضحية والبذل في سبيل إحباط المؤامرات التي تواجه الأمة؛ أي إحياء روح التحدي.

3 ـ الالتزام بشرائع الإسلام وقيمه وكيانه على مستوى الفرد والأسرة ومؤسسات المجتمع الخاصة والعامة.

4 ـ الاهتمام ومؤازرة قضايا المسلمين ووحدتهم.

إن شعور المسلمين بكيانهم الموحد شعور مهم في النهضة بالمجتمع، حيث إن تفتيت الأمة المسلمة هو التيار المفضل لدى أعدائها للسيطرة عليها، فإعادة معنى الوحدة وزرع الاهتمام بالمسلمين أمر حيوي.

5 ـ الأخذ بأسباب القوة الاقتصادية والعلمية والتقنية والصحية؛ لأن هذه العوامل تعمل على المحافظة على حالة التمكين.

6 ـ الاستعداد لمواجهة المهام المستقبلية وامتلاك القدرة على إدارة الدولة

إن المحافظة على حالة التمكين التي يصل إليها المجتمع تتطلب امتلاك القدرة على إدارة الدولة مع تكالب القوى المعادية.

لذا، كان لا بد من الاستعداد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية من خلال:

1 ـ أن تكون لدينا رؤية لمواجهة التحديات.

2 ـ امتلاك الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية.

3 ـ القدرة على تطور تلك الرؤية.

إعادة البناء الداخلي بما يتواكب مع متطلبات المرحلة ويحق الاستخدام الأمثل للموارد (الكفاءة)، وهو يمثل التحدي العملي في تحقيق الخطة بأهدافها المختلفة، مما يستوجب التعامل مع جزئيات البناء الداخلي وتطويرها كي تتوافق مع طبيعة المرحلة القائمة سواء من حيث الرؤية أو تكوين الأفراد أو البناء الهيكلي.

الرؤية (وضوح رؤية + تفاعل)

مطلب أساسي لتوحيد توجهات الصف في اتجاه البناء والتغيير؛ لذا فلا بد من استيعاب كامل للصف لقضية التغيير ووضوح كامل للتوجهات، حتى لا تواجه الخطة بالمقاومة السلبية من الداخل…

تكوين الأفراد

إضافة إلى البرنامج التكويني القائم حالياً، فلا بد أن يشمل في المرحلة القادمة انعكاسات الجزئيات المختلفة للخطة عليه.

لذا، فالانتشار في قطاعات المجتمع الحيوية يتطلب:

1 ـ رفع قدرة الأفراد على التأثير في قطاع عريض من المجتمع ورفع إمكانيات الحوار والقدرة على الإقناع والتدريب على ذلك.

2 ـ إحداث التوازن بين الدعوة الفردية من أجل الضم للصف والدعوة العامة.

3 ـ تنمية ملكة القيادة والقدرة على تحريك المجموعات.

والمطلوب بالنسبة إلى الانتشار في المؤسسات الفاعلة:

1 ـ رفع قدرة الأفراد على اختراق المؤسسات دون فقدان الهوية.

2 ـ رفع قدرة الأفراد على التعامل مع المعلومات للتعاون مع القوى الأخرى، فلا بد من تربية الأفراد على إقامة جسور فكرية أو عملية معها واختراقها أو التنسيق معها.

والمطلوب بالنسبة إلى تحقيق الرسالة:

1 ـ القدرة على التعامل مع الأفكار الأخرى.

2 ـ أن تربى في الأخ المبادأة والإيجابية، وتقديم النموذج لها.

3 ـ أن يكون الأخ وأسرته نموذجاً في الالتزام بقيم الإسلام وشرائعه.

4 ـ رفع الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي لدى الأخ.

5 ـ توسيع أفق الأخ، حيث يستوعب الإسلام كقضية وحركة عالمية مع معرفة الحركات الإسلامية في الدول المختلفة وأدوارها وطبيعة مشكلاتها في البلدان الإسلامية.

6 ـ تربية الأخ على القدرة على اكتساب المال واستثماره.

7 ـ تربية الأخ على الاهتمام بالتخصص النوعي له.

8 ـ تربية الأخ على الاهتمام بالتربية البدنية والصحة العامة.

بالنسبة إلى الاستعداد لمهام المستقبل يتطلب:

1 ـ الاهتمام بمجموعة مختارة تنمى فيها القدرة على إدارة المؤسسات العامة.

2 ـ القدرة على استيعاب المتميزين في الساحات المختلفة والاستفادة منهم.

قضايا تتصل بالمناخ التربوي وتساعد على تحقيق ما سبق:

1 ـ تعميق معنى الحوار والشورى داخل الجماعة وإرساء التقاليد الشورية في ظل معرفة الحقوق والواجبات والأخوة.

2 ـ أن يسود مبدأ المبادرة في أداء الأعمال لإطلاق طاقات الأفراد وإبراز إمكانياتهم.

3 ـ تنمية مناخ الجدية والروح الجهادية.

البناء الهيكلي

1 ـ إرساء المنهج العلمي للإدارة.

2 ـ توفير المعلومات اللازمة لأداء المهام المختلفة.

3 ـ إرساء مبدأ التفويض واللامركزية في الأعمال ما أمكن.

4 ـ إرساء مبدأ التفرغ لشغل المناصب ذات الأهمية.

5 ـ مرونة الهيكل، حيث تسمح بإضافة كيانات جديدة استجابة للخطة (جهاز معلومات، علاقات سياسية…).

6 ـ استكمال الهياكل بناء على أهمية العمل في الخطة وأولوياته.

خطة فتح مصر

مقدمة

لا ينبغي لأحدنا أن ينزعج من صيحات أعداء الدعوة وتربصهم بنا، وكيدهم لنا، فهذا أمر منطقي اقتضته سنة التدافع بين الحق والباطل والصراع بين الخير والشر. قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوّا من المجرمين)، كما قال تعالى في شأن أعداء الدعوة: (ولا زالوا يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).

مبدئيات

في ظل هذا الصراع والتدافع، ينبغي أن يعلم الإخوان:

1 ـ حتمية المحنة مصداقاً لقوله تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، وقافلة الإخوان لم يكن من شيمتها الجبن والخوف والهروب؛ لأنها كانت وما زالت مستعلية بإيمانها فوق الظروف.

2 ـ وحدة العمل الإسلامي فريضة شرعية

وقد أشار الحاج مصطفى مشهور عليه رحمة الله إلى وجوب توحيد العمل الإسلامي تحت راية واحدة، وأشار الأستاذ فتحي يكن إلى أن وحدة العمل الإسلامي من الفرائض التي نتعبد لله بها مصداقاً لقوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شعاً لست منهم في شيء).

تفريعات

1 ـ عن حتمية المحنة

أ ـ وجوب الصبر عند المحن والابتلاءات.

ب ـ الخروج من دائرة الصبر السلبي إلى دائرة الصبر الإيجابي.

جـ ـ الالتزام بالدعاء لله في كل الأوقات.

د ـ إدراك أن الصبر كما يكون عند المحنة، يكون أيضاً على الطاعة، وكما يكون في الابتلاء يكون في الرخاء.

هـ ـ إدراك أن المحن تداري الأخطاء والرخاء يظهرها.

2 ـ عن وحدة العمل الإسلامي ومخاطر التعددية

وقد أجملها فتحي يكن في الآتي:

أ ـ أعطت التعددية كثيراً من المسلمين مبررات الهروب من الانتماء الحركي.

ب ـ فتتت القوى الإسلامية وأضعفتها.

جـ ـ سهلت على أعداء الإسلام عملية تصفية الاتجاه الإسلامي باستفراد كل كيان على حدة.

د ـ أفرزت حساسيات ومنافسات لدى أتباع كل تنظيم من الآخر.

هـ ـ أدت إلى تأخر العمل الإسلامي.

من هنا ينبغي علينا أن ندرك وجوب تصفية أي إسلامي آخر، إما بضمه أو تفريغه أو احتوائه مع عدم استعجال النتائج، كما يجب أن ندرك أهمية أن نظهر أمام الناس في صورة من يمثل الإسلام وحدنا دون غيرنا، حتى تستقر هذه الصورة في أذهان الجماهير، وبالتالي تنتفي تدريجياً عن الآخرين.

حركيات

1 ـ وجوب استخدام التخفي والتمويه لتحقيق خطة التمكين كما فعل الرسول (ص)، ولا يعني التخفي العمل في الخفاء، إذ إن هذه المرحلة انتهت أسبابها، ودخلنا إلى مرحلة العمل العلني، ولكن التخفي والتمويه يكون في الأهداف والغايات لا في الوسائل.

2 ـ استخدام المرحلية أي التدرج في الخطوات، والمرحلية تعني إقامة محطات على طريق الدعوة كما فعل الرسول (ص).

المرحلة الأولى لفتح مصر: الحركة

1 ـ إقامة قنوات اتصال بالحزب الحاكم وبشخصيات نافذة في العمل السياسي، وقد تم هذا الأمر وتم وضعه في الاعتبار، وهو في إطار التكثيف والاستفادة من هذه القنوات في إتاحة أكبر هامش من الحرية لحركة الإخوان في الشارع.

2 ـ استخدام طريقة المسكنات والمهدئات مع النظام الحاكم وباقي المؤسسات والأحزاب المدنية.

3 ـ شغل الرأي العام بالإخوان واستخدام النقد الإعلامي الذي يتم توجيهه لنا في خلق حالة من التعاطف حولنا.

4 ـ استثمار التعديل الدستوري وانتخابات الرئاسة في إثارة حالة من الجدل حول الإخوان.

5 ـ الاستفادة من حالة “الامتداد الإعلامي” والميديا العالمية في خلق مساحة من الحرية لحركة الإخوان في المجتمع.

6 ـ الدفع بعدد كبير من الإخوان لخوض الانتخابات البرلمانية، والاستفادة من هذا لطرح اسم الإخوان والشعار على أوسع نطاق والإعلان عن إنشاء مكاتب إدارية للإخوان في المحافظات.

7 ـ إثارة حالة من الجدل حول شعار الإسلام هو الحل واسم الإخوان والمصحف والسيفين.

8 ـ تجريح المخالفين واتهامهم بالرشوة والعمالة لتحييد معظم المختلفين وإسكات البعض الآخر.

9 ـ اختراق المؤسسات الصحفية خاصة الحكومية منها والتوافق مع المؤسسات المستقلة.

10 ـ استثمار الانتخابات في الدعوة والترويج لحتمية الحل الإسلامي، وعالمية الدعوة واستخدام المساجد على أوسع نطاق.

11 ـ استخدام النقابات المهنية والمنظمات المدنية في خلق هامش كبير للحركة.

12 ـ ديمومة الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان الدولية.

المرحلة الأولى لفتح مصر: الشرعية والمستهدف المبدئي

من المتوقع أن يدخل البرلمان من الإخوان ما لا يقل عن خمسين أخ، وهو ما يتيح لنا:

1 ـ تأسيس كيان شرعي أو الحصول على اعتراف بشرعية مسموحة.

2 ـ نشر الدعوة في ربوع مصر عن طريق التوسع الأفقي.

3 ـ الوصول بعدد الإخوان إلى ما لا يقل عن 3 مليون أخ.

فإذا ما تم تنفيذ المرحلة الأولى ولو بنسبة عالية من المستهدف، كان من السهل الاستئثار بمشاعر وحماس ما لا يقل عن 50 بالمائة من الشعب المصري، وهو ما يساعد على الدخول للمرحلة الثانية من فتح مصر.

عن "المركز العربي لدراسات التطرف"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية