الذكرى الثامنة.. 30 يونيو "طوق النجاة" لمصر من خطر الإخوان

الذكرى الثامنة.. 30 يونيو "طوق النجاة" لمصر من خطر الإخوان


30/06/2021

أحمد فتحي

قبل 8 أعوام، خرج الملايين في مظاهرات اجتاحت شوارع محافظات مصر، للمطالبة بإسقاط حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، بسبب محاولات "أخونة الدولة".

وفي الذكرى الثامنة للثورة، أكد محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن ثورة 30 يونيو أوقفت "المد الإخواني" ليس في مصر فقط، ولكن في الإقليم بأكمله.

وأشاروا في الوقت ذاته إلى أن الثورة كانت بمثابة "طوق النجاة" للبلاد من خطر التنظيم الإرهابي، بعد استعادة الدولة الوطنية من خاطفيها ممن حاولوا تفكيك مفاصل الدولة، وتغيير هويتها، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل بسبب يقظة أجهزة الأمن ووعي الشعب المصري بمخططات الجماعة.

وتحيي مصر،اليوم، الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو التي أطاحت بتنظيم الإخوان الإرهابي من الحكم منتصف عام 2013.

"ممر لدولة الخلافة"

وقال الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن مصر تمكنت فى ذكرى ثورة 30 يونيو "حزيران" من منع التمدد الإخواني، ولولا قيام الثورة لكانت الدولة قد وقعت فى دائرة الجماعة التي نظرت لها على أنها ممر لدولة الخلافة".

وأضاف فهمي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "الثورة أفشلت مخطط الإخوان ليس فى مصر فقط، بل فى الإقليم بأكمله، ونجحت فى تطويق مخاطر التنظيم على الدولة، ومحاولاته لتغيير الهوية الوطنية البلاد".

وقال إنه "لولا ثورة 30 يونيو لكانت الأزمة هيكلية ومفصلية، وحمي الله الوطن والعالم العربي بأكمله من مد إخواني كبير كان يمكن أن ينتشر في الإقليم بأكمله".

"استرداد الوطن"

ونوه فهمي إلى أن "الثورة نجحت في استرداد الوطن من محاولات خطفه، ومثلت أيضا طوق النجاة الذى أنقذ البلاد من حكم جماعة الإخوان".

وواصل: "منعت الثورة المد الإخواني داخليا وخارجيا، بفضل يقظة وأداء أجهزة الأمن، ووقوف البلاد على أرض راسخة".

ورأى المحلل السياسي أنه "رغم الشعار الذي رفعه تنظيم الإخوان (نحمل الخير لمصر) إلا أنها لم تقدم أي خير للبلاد، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعة محدودة الأفق، ولا تملك رؤية أو مشروعا حقيقيا للنهضة كما زعموا".

واستطرد فهمي: "طبقت الجماعة مبدأ المغالبة لا المشاركة، واستخدموا منهج الإقصاء والاستعلاء على الشعب المصري".

استشعار خطر الإخوان

الدكتورة دلال محمود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأت في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "ثورة يونيو عبرت بوضوح عن جوهر الشعب المصري في اللحظات الفارقة، حينما استشعرت الجماهير الخطر الحقيقي على الدولة في سلوك جماعة الإخوان ورئيسها ومرشدها الذين كانوا يريدون تحويل مؤسسات الدولة إلى مؤسسات الجماعة".

وأردفت: "تحركت الجماهير مطالبة القوات المسلحة بحمايتهم من بطش الإخوان وعنفهم، وحماية الدولة والحفاظ عليها، وهنا كان المنع الحقيقي لمد الإخوان؛ ولذلك كان عنفهم شديد ومحاولاتهم للانتقام من الشعب الذي تحركت جموعه ضدهم".

وأكدت محمود أن عنصر النجاح الأساسي كان التحام الشعب مع الدولة للحفاظ عليها، وعدم السماح بأي محاولات لتخريبها وأخونتها"، مضيفة "مصر دولة تاريخية تعمل على تحديث حاضرها والتطلع لمستقبل مشرق لأبنائها مع الحفاظ على ركائزها القومية العريقة".

إجهاض "التمكين"

واتفق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، عمرو فاروق مع ما ذهب إليه سابقيه، وزاد في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "30 يونيو أوقفت المد الإخواني ليس في مصر فقط، ولكن في المنطقة العربية، خاصة وأن الجماعة ما هى إلا جماعة وظيفية، وكذلك معظم التنظيمات المتطرفة أو المتشددة الأصولية".

كما أبرز فاروق أن الثورة أجهضت مشروع الإخوان فى التمكين، ومحاولة السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، و"تفكيك المؤسسة الأمنية".

وتابع: "كشفت الجماعة عن وجهها الحقيقي أمام الرأى العام بعد إجهاض مشروعها، لذا اتجهت للعنف المسلح، بل وحاولت قيادات بالجماعة التأصيل الشرعي، لاستهداف الدولة المصرية ومؤسسات الحيوية".

التطرف والإخوان

فهمي قال أيضا: "كل الكيانات المسلحة خرجت من عباءة الإخوان، رغم نفي الجماعة طوال الوقت لهذا الأمر، لكن الواقع أكده من خلال ظهور المنهج الفكري الحقيقي للجماعة على السطح، وإيمانهم بمشروع سيد قطب والقوة المؤجلة وتوظيف الدين من اجل الوصول إلى السلطة".

ونبه فاروق إلى أن "30 يونيو أعادت المجتمع المصري إلى ما يعرف بالإسلام الوسطي؛ لأنها أسقطت مفردات الدولة الدينية، أو التنظيمات التي وظفت العديد من مصطلحات الدين وأولتها فيما يخدم مصالحها وأهدافها".

وشدد على أن الشارع "لم يعد يتقبل الآن تنظيمات الإسلام السياسي، ومكونات الإسلام الحركي بما فيهم التيار السلفي الذى ما زال مختبئا حتي هذه اللحظة".

وفي مثل هذا اليوم عام 2013 خرج ملايين المصريين في مظاهرات حاشدة دعت إليها أحزاب وحركات معارضة للمطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية، والذي أمضى عامًا واحدًا بالحكم وتوفى بالسجن عام 2019 حيث كان يحاكم في عدة قضايا.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية