"المجلس الإسلامي السوري" يتحدى الأسد ويختار مفتياً... ما القصة؟

"المجلس الإسلامي السوري" يتحدى الأسد ويختار مفتياً... ما القصة؟


21/11/2021

انتخب "المجلس الإسلامي السوري" أمس الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتياً عامّاً لسوريا، وذلك ردّاً على مرسوم للرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء هذا المنصب، الذي كان يشغله أحمد بدر الدين حسون.

وقال المتحدث باسم المجلس المهندس مطيع البطين في بيان مصوّر: "إنّ لمقام الإفتاء منزلة مرموقة في تاريخ الحضارة الإسلامية، ومكانة رمزية على تعاقب العصور والدول، لم يجرؤ على المساس بها أحد، إلى أن تحكّمت هذه العصابة الطائفية في سوريا، ففرّغته من مضمونه، وجعلته تعييناً بعد أن كان انتخاباً من كبار العلماء لمن يستحق هذه المكانة".

وأضاف البطين: إنّ "حلقات التآمر اكتملت على هذا المنصب، إلى أن قامت هذه العصابة بإلغائه كلياً"، مشيراً إلى أنّ "الإفتاء يُعدّ أحد أعمدة الهوية السورية، فكان لا بدّ للعلماء من وقفة في وجه هذه الهجمة على هوية سوريا"، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

أصدر الرئيس السوري الإثنين الماضي مرسوماً تشريعياً ألغى بموجبه المادة 35، التي تنصّ على تسمية مفتي الجمهورية، وتحديد مهامه واختصاصه بمرسوم، بعد اقتراح من وزير الأوقاف

وتابع المتحدث باسم المجلس: إنّ المجلس الإسلامي السوري باعتباره المرجعية الممثلة للعلم والعلماء، ومجلس الإفتاء السوري باعتباره الهيئة المتخصصة بالفتوى، قرّرا من منطلق الحفاظ على هذا المقام التاريخي من عبث العصابة المجرمة إعادة الأمور إلى نصابها التاريخي، بإبقاء هذا المنصب، وإرجاع الاختيار فيه إلى يد كبار علماء هذه البلاد وفقهائها كما كان من قبل؛ لذلك قرّر المجلس انتخاب سماحة العلّامة الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي بالإجماع ليكون مفتياً عامّاً للجمهورية العربية السورية.

وأشار بيان المجلس إلى أنّ الرفاعي سيتوجّه إلى الجماهير بكلمة خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويُعتبر الشيخ الرفاعي، المنحدر من مدينة دمشق عام 1944، من أهمّ علماء سوريا، وهو يترأس رابطة علماء الشام، والمجلس الإسلامي السوري، وقد شغل قبل مغادرة سوريا إمام وخطيب المسجد المُسمّى باسم والده الشيخ الراحل عبد الكريم الرفاعي وسط دمشق، والذي كان منطلقاً للمظاهرات السلمية المناهضة للأسد ونظامه.

وكان الرئيس السوري قد أصدر يوم الإثنين الماضي مرسوماً تشريعياً ألغى بموجبه المادة 35، التي تنصّ على تسمية مفتي الجمهورية، وتحديد مهامه واختصاصه بمرسوم، بعد اقتراح من وزير الأوقاف.

ووسّع  المرسوم صلاحيات ما يُسمّى "المجلس العلمي الفقهي" التابع لوزير الأوقاف، محمد عبد الستار السيد، الذي يُعدّ طرفاً رئيسياً في صراع مع حسون، بدأت تظهر ملامحه منذ العام 2018، لكنه تفجّر إلى العلن قبل أيام بعد تفسير المفتي لآية "التين والزيتون"، التي زعم خلالها أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقصد فيها سوريا.

وجاء قرار إلغاء منصب المفتي بعد أيام من ردٍّ قاسٍ أصدره المجلس العلمي الفقهي على تفسير المفتي حسون لآية "التين والزيتون"، معتبراً التفسير "تحريفاً"، ومشدداً على عدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة.

وقضى المرسوم بتعديلات؛ أبرزها ما يتعلق بتشكيل المجلس الذي كان يتضمن عضوية مفتي الجمهورية ضمن تشكيلته، وحسب التعديل الجديد، فإنّ مفتي الجمهورية لم يعد عضواً في هذا المجلس.

مرسوم الأسد أمر بأن يرأس المجلس وزير الأوقاف، على أن يكون له معاونان، ويشمل ما يزيد عن 30 عضواً، بينهم رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، والقاضي الشرعي الأول بدمشق، و30 عالماً من كبار العلماء في سوريا ممثلين عن المذاهب كافة، و5 من عالمات القرآن الكريم، وممثل عن الأئمة الشباب.

وأسند الرئيس السوري إلى "المجلس الفقهي" مهمّة تحديد مواعيد بدايات ونهايات الأشهر القمرية، والتماس الأهلّة وإثباتها، وإعلان ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية متصلة بالعبادات والشعائر الدينية الإسلامية.

وحصر المرسوم إصدار الفتاوى المسندة بالأدلة الفقهية الإسلامية المعتمدة على الفقه الإسلامي بمذاهبه كافة، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها، بعمل المجلس الفقهي.

الصفحة الرئيسية