بايدن في إسرائيل... أخطر زيارة في ولايته

بايدن في إسرائيل... أخطر زيارة في ولايته

بايدن في إسرائيل... أخطر زيارة في ولايته


18/10/2023

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اسرائيل الأربعاء ‏لطرح "أسئلة صعبة" على حكومتها والعمل على إدخال ‏المساعدات الإنسانية إلى غزة لكنه اضطر للتخلي عن محطته ‏في الأردن، بعد مقتل مئات الأشخاص في مستشفى في غزة ‏نتج بحسب حركة حماس عن قصف من إسرائيل التي اتهمت ‏بدورها حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صاروخ ضل طريقه.‏

وكان الرئيس الديموقراطي البالغ من العمر 80 عاماً أعلن ‏الإثنين عن رحلته هذه التي تنطوي على رهان كبير مرتبط ‏بمدى نجاحه في تقديم نفسه ضامنا لأمن إسرائيل في حربها ‏ضد حماس، وأفضل أمل للمدنيين الفلسطينيين وسد في وجه ‏مخاطر تصعيد إقليمي.‏

لكن هذا المسعى لتحقيق التوازن الذي كان يرتكز على توقف ‏في تل أبيب تليه رحلة إلى عمان، انهار قبل أن يغادر بلاده.‏

فقد ألغى الأردن القمة التي كان من المقرر أن يحضرها مع ‏الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ‏ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.‏

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون ‏كيربي أن القرار كان "متبادلا". وأشار إلى أن جو بايدن ‏سيتصل بالزعيم الفلسطيني والرئيس المصري من الطائرة ‏التي ستقله في طريق عودته مساء الأربعاء.‏

‏"غاضب" ‏

وقال الرئيس الأميركي في بيان إنه "غاضب" و"حزين جدا" ‏بعدما ما وصفه بأنه "انفجار". ولم يعلق على مصدر إطلاق ‏النار الذي تسبب بمقتل مئتي شخص على الأقل ونتج بحسب ‏حماس عن قصف إسرائيلي فيما يتهم الجيش الإسرائيلي ‏حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صاروخ ضل طريقه وأصاب ‏المستشفى.‏

في هذه الأجواء من التوتر الشديد، دعا حزب الله اللبناني إلى ‏‏"يوم غضب" الأربعاء. لكن جو بايدن أبقى على رحلته وسط ‏إجراءات أمنية مشددة جدا لأنه يريد طرح "أسئلة صعبة" على ‏إسرائيل، على حد قول جون كيربي.‏

وقبل هجوم بري محتمل، يريد الرئيس الأميركي الحصول ‏على شرح لاستراتيجية اسرائيل وأهدافها العسكرية خلال ‏اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.‏

أما هدفه الكبير الآخر فهو إيصال المساعدات الخارجية إلى ‏غزة التي تشكل هدفا لقصف إسرائيلي متواصل وتشهد أصلا ‏أزمة إنسانية.‏

وقال جون كيربي إن المساعدة يجب أن تصل "في أسرع ‏وقت ممكن" لتلبية "الاحتياجات الماسة"، معبرا عن "تفاؤله" ‏في هذا الشأن.‏

والأربعاء، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية  أن ‏الوضع في غزة "يصبح خارج السيطرة" بسبب العجز عن ‏إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.‏

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس "مع كل ثانية نتأخر فيها ‏بادخال المساعدة الطبية نخسر أرواحا"، مشددا على أن ‏الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر ‏وقطاع غزة.‏

ويفترض أن يلتقي جو بايدن عائلات رهائن تحتجزهم حماس.‏

وفقدت الولايات المتحدة 31 من مواطنيها على الأقل في ‏أعقاب الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر)، ولدى حماس عدد صغير من الرهائن الذين يحملون ‏جوازات سفر أميركية.‏

ردع

سيلقي الرئيس الأميركي الذي لم يكشف البرنامج التفصيلي ‏لزيارته لأسباب أمنية، خطابا في تل أبيب.‏

وكان جو بايدن الذي يعتبر أمن إسرائيل أولوية استراتيجية ‏بقدر ما هو مسألة شخصية، أكد أنه على إسرائيل "واجب" ‏الدفاع عن نفسها. لكن الصحف الأميركية ذكرت أن بعض ‏مستشاريه يشعرون بالقلق من الرسالة التي تحملها هذه الرحلة ‏بينما يثير القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة غضب ‏الدول العربية، على الصعيد الرسمي وفي الشارع.‏

وأسفرت هذه الضربات عن سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل ‏معظمهم من المدنيين وبينهم مئات الأطفال، حسب السلطات ‏المحلية. وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية ‏الحرب، معظمهم من المدنيين، بينما خطفت حماس 199 ‏شخصا، كما يقول الجيش الإسرائيلي. وستشكل زيارة بايدن ‏اختبارا للنفوذ الأميركي في المنطقة ولا سيما كقوة ردع لأكبر ‏قوة عسكرية الرائدة في العالم ضد حزب الله الموالي لإيران، ‏وبالتالي ضد طهران.‏

ويود الرئيس الأميركي الذي يعتد بخبرته الدبلوماسية الطويلة، ‏أن تفتح مصر حدودها جزئياً على الأقل للسماح بدخول مدنيين ‏فلسطينيين.‏

فالولايات المتحدة التي تُعَد الداعم الرئيسي لأوكرانيا وترغب ‏في الاحتفاظ بموارد استراتيجية ضرورية للوقوف في وجه ‏الصين، لا تريد الانجرار إلى حرب كبيرة في الشرق ‏الأوسط.‏

وقال جو بايدن لمحطة "سي بي اس" الأحد "الولايات المتحدة ‏الأميركية أقوى دولة (...) في تاريخ العالم ويمكننا الاهتمام" ‏بأوكرانيا وإسرائيل معا.‏

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية