بعد استنفار ميليشياتها المسلحة... ما فحوى الرسالة التي وجهتها إيران للفصائل في العراق؟

 بعد استنفار ميليشياتها المسلحة... ما فحوى الرسالة التي وجهتها إيران للفصائل في العراق؟

بعد استنفار ميليشياتها المسلحة... ما فحوى الرسالة التي وجهتها إيران للفصائل في العراق؟


30/10/2023

يرتبك الوضع السياسي والأمني في العراق بعد استنفار الفصائل الموالية لإيران من جهة، ومطالبات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من جهة أخرى، بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد؛ الأمر الذي يُعرّض البلاد إلى "الدمار". ويعيش الواقع المحلي مأزقاً سياسياً وأمنياً نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودخول حلفاء حركة حماس على خط المواجهة مع حلفاء إسرائيل داخل العراق وسوريا.

وقد قصفت الفصائل الموالية لإيران أكثر من موقع للتواجد الأمريكي في العراق وسوريا، أعقبها رد أمريكي عبر الطائرات المسيّرة، وهو ما جعل طهران تقلق من تكرار سيناريو حادثة مطار بغداد، الذي أودى بحياة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في كانون الثاني (يناير) 2020. 

يحاول الإيرانيون استفزاز الأمريكيين في مناطق نفوذهم في البلدان الـ (3)، حيث أبرقت قبل أيام رسالةً للفصائل "الولائية" فيها تحذيرات من اختراق أمريكي قد يعيد حلفاءها إلى المربع الأول

وأغضبت الفعاليات "الولائية" في العراق حكومة محمد شياع السوداني، الذي يعتقد أنّ استهداف القوات الأجنبية الصديقة في بلاده هو استهداف لاستقرار حكومته، وإحراج له بوصفه قائداً عامّاً للقوات المسلحة.

وصايا طهران

تواصل إيران تحركاتها مع أذرعها المسلحة في المنطقة العربية، وقد أنشأت منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة غرفة عمليات مشتركة لدعم المجهود الحربي في العراق وسوريا ولبنان. ويحاول الإيرانيون استفزاز الأمريكيين في مناطق نفوذهم في البلدان الـ (3)، وأبرقت قبل أيام قلائل رسالةً للفصائل "الولائية" فيها تحذيرات من اختراق أمريكي قد يعيد حلفاءها إلى المربع الأول. 

وبحسب أوساط في البيت السياسي الشيعي، فإنّ "طهران تعيش استنفاراً بعد اندلاع عملية "طوفان الأقصى"، لا سيّما اتهامها بالوقوف غير المباشر خلف حركة حماس، من حيث التمويل بالمال والسلاح، وصولاً إلى التخطيط والتدريب قبل إعلان ساعة الصفر، ممّا يعني أنّها باتت في مرمى الاستهداف في أيّ لحظة، سواء من قبل واشنطن أو تل أبيب". 

مقتدى الصدر في كلمة متلفزة له

وتؤكد الأوساط الشيعية أنّ "طهران، وفقاً لهيمنتها العقائدية على أغلب الفصائل المسلحة العراقية، أرسلت قبل أيام رسالة تتضمّن (3) نقاط؛ أبرزها التحذيرات من غدر المسيّرات الأمريكية، وأنّ حادثة المطار- اغتيال سليماني والمهندس- قد تتكرر فصولها مرة أخرى بسبب مواقف المقاومة، وتبنّي بعضها عمليات قصف معلنة لقواعد عسكرية تنتشر فيها قطعات أمريكية".

وأشارت إلى أنّ "جميع الفصائل العراقية اتخذت الإجراءات التي تمنع أيّ محاولات استهداف قد تحصل، وأنّ الأمر إذا حصل، فسيعني فتح جبهة ساخنة على الولايات المتحدة الأمريكية في الداخل العراقي، وسيكون ساخناً جداً، وربما يؤدي إلى تداعيات أخطر من أحداث غزة الجارية الآن".

الصدر طالب الحكومة والبرلمان "بالتصويت على إغلاق السفارة الأمريكية في العراق، نتيجة الدعم الأمريكي اللّا محدود للصهاينة الإرهابيين ضد غزة"

وبعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تبنّت الفصائل في العراق أكثر من (15) عملية هجوم على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، بعد ما سمّته "تورط" الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حربها على الفلسطينيين.

وإثر الهجمات التي استهدفت الوجود الأمريكي في مطار بغداد، وقاعدة عين الأسد في الأنبار، وحرير في أربيل، فضلاً عن القواعد بسوريا، قررت الإدارة الأمريكية إرسال (600) جندي إلى منطقة الشرق الأوسط بعد تصاعد الهجمات.

الصدر يحرج الحكومة

من جانب آخر، ردّت الحكومة العراقية على مطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، وأكدت أنّ هذه المطالب غير ممكنة، ومن شأنها "تدمير العراق". 

وكان الصدر قد طالب الجمعة الماضية الحكومة والبرلمان "بالتصويت على إغلاق السفارة الأمريكية في العراق، نتيجة الدعم الأمريكي اللّا محدود للصهاينة الإرهابيين ضد غزة"، مبيناً أنّ "إغلاق السفارة يكون مع الالتزام بحماية أفرادها الدبلوماسيين وعدم التعرّض لهم من قبل الميليشيات الوقحة، التي تريد النيل من أمن العراق وسلامته"، مضيفاً: "نحن ننتظر جواب الحكومة وفعلها وتجاوبها مع هذه المطالبة".

الناطق الحكومي: إنّ قراراً مثل إغلاق السفارة الأمريكية لن يؤثر فقط على اتفاقية الإطار الاستراتيجي، الموقعة بين واشنطن وبغداد، وإنّما سيؤدي إلى دمار العراق

وأكد الصدر  أنّه "إذا لم تستجب الحكومة والبرلمان، فلنا موقف آخر سنعلنه لاحقاً"، لافتاً إلى أنّ "على الجميع التزام الطاعة وعدم التصرف الفردي وتجنب استعمال السلاح مطلقاً".

من جهتها، عدّت الحكومة العراقية عبر المتحدث الرسمي أنّ "قراراً مثل إغلاق السفارة الأمريكية لن يؤثر فقط على اتفاقية الإطار الاستراتيجي، الموقعة بين واشنطن وبغداد، وإنّما سيؤدي إلى دمار العراق بسبب الأهمية الدولية لوجودها في البلاد". 

الناطق الرسمي للحكومة العراقية باسم العوادي

وقال باسم العوادي: إنّ "خروج الجانب الأمريكي من العراق دبلوماسياً يعني خروج جميع الأطراف والدول الأوروبية والأجنبية الأخرى، لأنّ ضمان وجودها وحمايتها في العراق، هو وجود التحالف الدولي"، لافتاً إلى أنّ "هناك التزامات دولية كثيرة على العراق، وأنّ أيّ قرار يستهدف البعثات الدبلوماسية يؤثر بشكل كبير على العلاقات الخارجية العراقية".

وأضاف أنّ "القرار الذي اتخذته الحكومة بإغلاق السفارة السويدية لدى العراق أدى إلى قلق دولي؛ إذ وصلت إلينا مطالب من مختلف السفارات بوجوب حفظ البعثات الدبلوماسية من الاعتداءات المتكررة عليها"، في إشارة إلى قرار الحكومة السابق بإغلاق السفارة السويدية، على خلفية قضية حرق المصحف الشريف في السويد.

مواضيع ذات صلة:

بعد قصف الفصائل المسلحة لمقرات أمريكية...هل تبحث إيران عن نصر وهمي في العراق؟

الإطار التنسيقي يلاحق مكتسبات إيران في العراق... ويفاقم الأزمة الكهربائية

 

الصفحة الرئيسية