تركيا تعزز تواجدها العسكري في قطر.. ما القصة؟

تركيا تعزز تواجدها العسكري في قطر.. ما القصة؟


13/12/2020

تواصل تركيا محاولاتها السيطرة على قطاع التدريب العسكري القطري عبر مناورات إيفاد مدربين إلى الدوحة، وتنفيذ مناورات عسكرية.

وفي السياق، أفادت وزارة الدفاع التركية أمس بأنّ قواتها بقيادة القوات القطرية التركية المشتركة بالدوحة أجرت تدريبات جديدة مع عناصر من القوات الخاصة القطرية.

 

 تركيا وقطر تعززان علاقتهما العسكرية عبر تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية في الدوحة

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن الوزارة القول: إنّ القوات التركية العاملة في قيادة القوات القطرية التركية المشتركة وعناصر بقيادة القوات الخاصة القطرية، أجرت اليوم في الدوحة تدريبات بالذخيرة الحية بطلقات مدفعية "العاصفة هاوتزر" عيار 22/155 مم.

وتعززت العلاقات على المستوى العسكري بين تركيا وقطر، عقب اندلاع الأزمة الخليجية في حزيران (يونيو) 2017؛ إذ دخلت اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان التركي عليها، واعتمادها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبموجب الاتفاقية، تمّت إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة.

أردوغان يعمد إلى تضخيم دور قوات بلاده المتواجدة على الأراضي القطرية لدوافع مالية

وفي 14 كانون الأول (ديسمبر) 2019، شهدت العاصمة القطرية الدوحة افتتاح مقر قيادة القوات القطرية التركية المشتركة بحضور كبار القادة العسكريين من البلدين.

وتسعى تركيا لأن تجعل قطر قاعدة ثابتة لقواتها في منطقة الخليج العربي، لتستهدف من خلالها أمن دول الخليج التي لا تتقاطع مع مشروعها في إحياء العثمانية الجديدة برداء إسلاموي إخواني.

وكانت بوادر السعي التركي المباشر للتواجد العسكري في قطر قد بدأت في العام 2014، عبر توقيع اتفاقية للتعاون العسكري بين وزارتي دفاع البلدين، ثم تطورت تلك العلاقة مع إقرار البرلمان التركي في العام 2017 الاتفاقية والتوسع فيها على الأرض.

ويعمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تضخيم دور قوات بلاده المتواجدة على الأراضي القطرية، وذلك بدوافع مالية بالأساس غير ذات صلة بالشؤون الدفاعية والأمنية، بحسب خبراء في المجالين يعتبرون أنّ هامش التحرّك المتاح لتلك القوات محدود جدّاً في منطقة بالغة الحساسية للولايات المتحدة، التي تحتفظ في قطر بإحدى أهم قواعدها العسكرية خارج مجالها، قاعدة العديد، التي تؤوي عدداً كبيراً من الجنود والعتاد المتطوّر.

ويصف الخبراء، وفق صحيفة "أحوال تركية"، الوجود العسكري التركي في قطر بالرمزي بغض النظر عن حجمه، ويعتبرون أنّ دوره لا يمكن أن يتعدّى الجانب "النفسي" المتمثّل في توفير الطمأنينة للأسرة الحاكمة.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أنّ النخب القطرية تشعر بقلق شديد من طبيعة العلاقات الحالية بين قطر وتركيا، والتي تتيح لأنقرة حضوراً طاغياً من خلال واجهة التواجد العسكري.

وهناك تخوّف من أنّ الدوحة بدأت بمنح الجنسية للجنود الأتراك من موقع ضعيف، سيتيح لأنقرة السيطرة الكاملة على مقاليد الجيش والإدارة في البلد، خصوصاً أنّ الدوحة لا تملك هامشاً قوياً لمقاومة الأجندة التركية الإقليمية، لا سيّما داخل منطقة الخليج العربي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية