تصريحات خالد المشري تكشف نوايا الإخوان في ليبيا: إما السلطة أو التقسيم

تصريحات خالد المشري تكشف نوايا الإخوان في ليبيا: إما السلطة أو التقسيم


01/07/2021

في تصعيد مباغت، هدّد القيادي الإخواني، خالد المشري، رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى الاستشاري للدولة، بالانقلاب على نتائج الانتخابات المرتقبة، والمقررة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، حال فشل مرشحي الجماعة في تحقيق نتائج إيجابية.

المشري دافع عن الوجود التركي في ليبيا، في تصريحات مثيرة للجدل، عبر تطبيق "كلوب هاوس"، ونقلتها وسائل إعلام ليبية محلية؛ حيث زعم أنّ " عدداً كبيراً من سكان ليبيا، تعود أصولهم إلى العثمانيين-الأتراك"، في محاولة لتبرير الوجود الاستعماري التركي في بلاده، في الوقت الذي تصر فيه أغلبية الشعب الليبي على طرد الأتراك، والمرتزقة الذين جلبهم المحتل التركي، وسائر القوات الأجنبية من كل أنحاء ليبيا.

 

رامي شفيق: يتحرك الإخوان نحو دفع الأزمة الليبية إلى حافة الانهيار، أمام القوى الإقليمية والدولية، حتى يلتفتوا إليهم، وبالتالي يتم إدراجهم في حسابات تلك القوى

 

وفي تهديد مباشر، أعلن المشري بوصفه يمثل تيار الثورة، على حد زعمه، أنّه وتياره الإخواني يرفضون بشكل قاطع "قبول النتائج الانتخابية المقرر عقدها 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، في حالة فوز المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي في الانتخابات"، حيث هدد برفع السلاح قائلاً: "بكل صراحة، ودون أيّ مواربة أو تردد، فإنّي ومن معي، سنمنع حدوث ذلك بالقوة، ذلك أنّ اللعبة الديمقراطية لا تسمح بوجود مجرمين". بحسب مزاعمه. مضيفاً: "حال عدم قبول نتائج الانتخابات الرئاسية؛ فإنّ ليبيا ستذهب للتقسيم، وهو أمرٌ مطروح".

الكاتب المصري، رامي شفيق

ويعلق الكاتب المصري، رامي شفيق، على تصريحات المشري، مؤكداً أنّه لا ينبغي بأيّ حال من الأحوال، التعجب أو الاستغراب، ونحن نطالع التصريحات الأخيرة للسيد خالد المشري، المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للدولة، والتي هدد فيها بالانقلاب على الانتخابات العامة، المقررة في ليبيا خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، حال فشل مرشحي الجماعة، حيث إنّ ذلك – بحسب شفيق- يتماهى بشكل كامل مع كافة تحركات المشري، وكذلك تصريحاته خلال الآونة الأخيرة، حيث يسعى جاهداً إلى رفع صوته مع تدافع الزخم السياسي دوليّاً، نحو إقرار الاستحقاق الانتخابي الليبي في موعده، والضغط الدولي والإقليمي من أجل خروج كافة قوات المرتزقة والميليشيات من الأراضي الليبية، تمهيداً لفرض حالة من الاستقرار، تهييء المشهد الانتخابي.

اقرأ أيضاً: ليبيا: انتهاء شهر العسل بين المنفي والدبيبة... الخلافات تظهر إلى العلن

وأكّد شفيق، في تصريحاته التي خصّ بها "حفريات"، أنّ المشري يتحرك نحو حلفائه في أنقرة، حتى يلتقطوا كلماته، ويتلقفوا تحركاته الملتوية، الأمر الذي تجلى في تصريحاته من خلال تطبيق "كلوب هاوس"، بحسب وسائل الإعلام الليبية، وتبريره الرخيص للوجود العسكري التركي في ليبيا، بداعي أنّ عدداً من سكان ليبيا من أصول تركية، وهو أمر يصطدم بالإصرار الدولي على خروج كافة القوات الأجنية، وهو الأمر الذي أكدت عليه الحكومة الليبية مراراً، على لسان وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

جانب مهم وملفت، بحسب شفيق، ينبغي التدقيق فيه مع تصريحات المشري، الذي هدد فيها برفع السلاح إذا ما جاءت الانتخابات الرئاسية بشخصيات لا يوافق عليها، هو وتيار الإسلام السياسي، فضلاً عن قوله إنّ ليبيا ذاهبة نحو التقسيم، متى ما خالفت النتائج التوقعات، ما يكشف تحرك الإخوان نحو دفع الأزمة الليبية إلى حافة الانهيار، أمام القوى الإقليمية والدولية، حتى يلتفتوا إليهم، وبالتالي يتم إدراجهم في حسابات تلك القوى، سيما بعد تداعي جدار الدعم المادي واللوجيستي، الذي كان يُقدم للإخوان، الأمر الذي جعلهم يتحركون بمفردهم، ويسعون نحو رفع الصوت عالياً، حتى ينتبه إليهم اللاعبون المؤثرون إقليمياً ودوليّاً.

اقرأ أيضاً: عندما يكشف إخوان ليبيا نواياهم نحو الانتخابات

إلى ذلك يستقر تقدير رامي شفيق الخاص، نحو التأكيد على أنّ كلمات المشري لا قيمة لها؛ إذ إنّ الزخم السياسي والدبلوماسي حول الأزمة الليبية، سيدفع نحو إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ويبقى مكمن الأزمة الرئيس في الخلافات الداخلية بين القوى الوازنة في ليبيا، وتأخر ملف المصالحة الوطنية، الذي يتم استغلاله وتوظيفه خارج إطار الحل الأمثل للأزمة الليبية.

من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي، سعيد أمغيب، أنّ خالد المشري، كشف النوايا التي تضمرها جماعة الإخوان في المستقبل القريب، وحذر من حدوث موجة من العمليات الإرهابية، خلال الفترة المقبلة.

أمغيب شدد في تصريحات لصحيفة "الاتحاد"، على أنّ "الإخوان يرفضون أيّ شخصية مناهضة لهم، في الانتخابات الرئاسية المقبلة". كمل لفت إلى أنّ الجماعة  التي "جلبت المحتل إلى ليبيا، سترفض أيّ شخصية لا تنتمي لتيارها الظلامي خلال الانتخابات المقبلة، وسيعملون على محاولة تأجيل الانتخابات، عبر شخصيات تنتمي لفكرهم في اللجنة القانونية، التابعة لملتقى الحوار السياسي الليبي". مؤكداً في الوقت نفسه أنّه لا خيار، سوى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في ليبيا. مضيفاً: "الرأي العام الليبي يرفض بكل شدة تيار الإخوان، وأيّ وجود لهم في السلطة خلال الفترة المقبلة".

 

محمود الكزة: الإخوان لن يقتنعوا بأيّ مسار سياسي، يعطي فرصاً متساوية للجميع، ولن يقبلوا بانتخابات شفافة، تنهي حقبة الخلافات، بل يرون أنّ التسوية السياسية الحقيقية تهدد وجودهم

 

السياسي الليبي محمود الكزة، خصّ "حفريات" بتصريحات، قال فيها إنّ رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للدولة، خالد المشري، هدد بإمكانية اندلاع مواجهات مسلحة، في حال فوز أحد المعارضين لسياسة الإخوان، وذلك خلال ندوة افتراضية، بحضور صحفيين، ما يفسر انتخاب حزب العدالة والبناء، للقيادي الإخواني المتشدد، عماد البناني، ليكون على رأس الذراع السياسي للجماعة في هذا التوقيت، حيث إنّ البناني معروف بمواقفه المتطرفة، وتنسيقه مع الجماعات الإرهابية، ما يعني أنّ الجماعة باتت تطرح خيار تقويض التسوية، كحل لفشلها الانتخابي المتوقع.

اقرأ أيضاً: استقرار ليبيا.. لاستقرار منطقة المتوسط

ونوه الكزة إلى أنّ خالد المشري، أكد على نوايا الإخوان، حيث ذكر أنّ المجلس الرئاسي أضعف من إدارة المشهد الحالي، في إشارة إلى احتمالية انقلاب الإخوان على المجلس الرئاسي الحالي، والذي توافق عليه الليبيون، مضيفاً أنّ القوات التركية موجودة في قواعد وأماكن ثابتة ومعروفة، وهي إشارة أخرى لجهوزية استخدامهم لمنع الانتخابات.

ولفت الناشط البرقاوي إلى أنّ الإخوان لن يقتنعوا بأيّ مسار سياسي، يعطي فرصاً متساوية للجميع، ولن يقبلوا بانتخابات شفافة، تنهي حقبة الخلافات، وتكلل مساعي الجهود الدولية، بل يرون أنّ التسوية السياسية الحقيقية؛ تهدد وجودهم، وهم الذين يدّعون مراراً امتلاكهم حاضنة شعبية، تمكنهم من الفوز في الاستحقاقات القادمة.

الكزة يتوقع أنّ الانتخابات في طريقها إلى التأجيل، مع تغلغل هذا التنظيم في مفاصل الدولة، إضافة إلى امتلاكه منابر إعلامية، وميليشيات إرهابية، وحكومة ظل، مؤكداً أنّه لابد من الحوار، وتكثيف الجهود الدولية؛ للضغط على الدول التي تدعم هذا التنظيم، الذي أثبت مراراً استحالة التوصل إلى حل سلمي، وهو في المشهد السياسي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية