خطابات دينية ومال سياسي.. هكذا يستعد حزب الله اللبناني للانتخابات

خطابات دينية ومال سياسي.. هكذا يستعد حزب الله اللبناني للانتخابات


05/04/2022

قبل موعد الانتخابات النيابية المحددة في 15 أيار (مايو) المقبل في لبنان، يصاب كثير من اللبنانيين بالإحباط وهم ييتابعون خطاب حزب الله الموالي لإيران.

ويستند "حزب الله" الذي أسهم بشكل كبير في ما وصلت إليه الأوضاع في لبنان على الخطابات التي يرفعها مسؤولوه لحثّ ناخبيهم على المشاركة في الاقتراع، وقد ذهب البعض إلى جعل المعركة الانتخابية بمثابة "المواجهة الإقليمية"، وأنّ "الاقتراع أمر جهادي"، و"فرصة عبادية"، على حدّ تعبيرهم، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

لا تكاد تخلو مناسبة يشارك فيها مسؤولو "حزب الله" و"حركة أمل" من الخطاب الانتخابي نظراً لأهمية الانتخابات

ولا تكاد تخلو مناسبة يشارك فيها مسؤولو "حزب الله" و"حركة أمل" من الخطاب الانتخابي؛ حتى إنّ رئيس البرلمان، رئيس حركة "أمل"، نبيه بري سبق أن وصف الانتخابات بأنّها "واحدة من أهمّ وأخطر الاستحقاقات الانتخابية منذ (اتفاق الطائف) حتى الآن"، متحدثاً عن "تدخلات خارجية مغلفة بعناوين براقة أكثرها وضوحاً هي المحاولات المكشوفة للاستثمار الرخيص بأوجاع الناس وأزماتهم ومعاشاتهم ومطالبهم المحقة". 

وترى الأستاذة الجامعية، والناشطة المعارضة لـ"الحزب" في البيئة الشيعية الدكتورة منى فياض أنّ الانتخابات بالنسبة إلى "الثنائي" اليوم هي "حياة أو موت"، حيث إنّهم "يبذلون جهودهم للحصول على الأكثرية النيابية للإمساك بالبلد لـ30 عاماً أخرى، وبالتالي؛ فإنّ اعتمادهم على هذا الخطاب لا شك في أنّه ينبع من خوفهم من تبدل المزاج الشعبي في ظل الأزمة التي بات يعاني منها الجميع في لبنان، وطالت مجتمعهم كما كلّ المجتمعات".

فياض: إنّ الأساليب والضغوط التي يعتمدها حزب الله وحركة أمل، ومنها (التكليف الشرعي) وتقديم المساعدات، ليست جديدة، وهو يلجأ إليها عند كل استحقاق

وتؤكد فياض أنّ "الأساليب والضغوط التي يعتمدها (الثنائي)، ومنها (التكليف الشرعي)، وتقديم المساعدات، ليست جديدة، وهو يلجأ إليها عند كلّ استحقاق، بحيث يضمن أكبر مشاركة ممكنة من جمهوره الذي يلتزم قسم كبير منه بهذا التكليف". ومع إقرارها بصعوبة المواجهة مع "الثنائي" بشكل خاص، والأحزاب بشكل عام، ترىّ فياض أنّ التحدي أو "الأمل" يبقى في عدم حصول أيّ طرف على الأكثرية؛ أي شرذمة الأحزاب في البرلمان.

ورغم مواقف مسؤولي "الحزب" و"أمل" التي تؤكد على "قوة الثنائي"، لا سيّما في المناطق التي تُعرف أنّها محسوبة عليه كالجنوب والبقاع، فإنّ دعوتهم للمشاركة في الاقتراع وصلت إلى ما يشبه "التكليف الشرعي"، وهو ما يرى فيه البعض خوفاً من توسع حضور المعارضة في هذه المناطق.

هاني قبيسي يرى أنّ المشاركة في الاستحقاق النيابي أمر جهادي أساسي للحفاظ على واقع لبنان ومقاومته ووحدته في وجه كل المتآمرين

وهذا "التكليف" عبّر عنه أمس النائب في "حركة أمل" هاني قبيسي عادّاً أنّ المشاركة في الاستحقاق النيابي "أمر جهادي أساسي للحفاظ على واقع لبنان ومقاومته ووحدته في وجه كل المتآمرين".

والأمر نفسه سبق أن عبّر عنه رئيس المجلس السياسي لـ"الحزب" إبراهيم أمين السيد، يوم الإثنين الماضي، بقوله: إنّ "الانتخابات قبل أن تكون فرصة سياسية وموقفاً، فهي فرصة عبادية، مثلما تُصلّون في الجامع، ومثلما تصومون في رجب وشعبان ورمضان، يجب أن تذهبوا إلى صناديق الاقتراع؛ لأنّ التصويت كما الصلاة في المساجد".  

إبراهيم أمين السيد: الانتخابات قبل أن تكون فرصة سياسية وموقفاً، فهي فرصة عبادية، مثلما تُصلّون في الجامع، ومثلما تصومون، يجب أن تذهبوا إلى صناديق الاقتراع

وعقدت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" في منطقة الجنوب أمس اجتماعاً موحداً، وكانت الانتخابات محوراً رئيسياً على طاولة البحث؛ وتحديداً من باب المساعدات الاجتماعية التي تتحول في لبنان في موسم الانتخابات إلى "رشى انتخابية".

ولفت بيان صادر عن الطرفين إلى أنّه جرى التركيز "على الإجراءات والبرامج والتقديمات المعتمدة لتخفيف الأعباء عن كاهل أهلنا في مواجهة الأزمة المعيشية والمالية التي تعصف بالوطن، و(استعرضتا) آخر التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة"، وطالبا في بيان لهما بقبول العرض الإيراني الذي يحلّ مشكلة الكهرباء، مؤكدين على "ضرورة إجرائها في موعدها مع تجديد الإعلان عن عمق التحالف بين (حزب الله) و(حركة امل)، والذي هو ضمانة لاستقرار الوطن وسيادته وحرية شعبه في مواجهة كل محاولات الهيمنة والتبعية والتطبيع"، وكانت هناك دعوة منهما إلى "المشاركة الفاعلة والكثيفة في هذه الانتخابات لأهميتها في صنع مستقبل لبنان والحفاظ على مقاومته باعتبارها خياراً لردع الأعداء وإسقاط كل مؤامراتهم ومشاريعهم".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية