ماذا ورد في البيان الختامي لقمّة "قادة الأديان"؟

ماذا ورد في البيان الختامي لقمّة "قادة الأديان"؟


23/10/2018

شددت قمة "قادة الأديان العالمية والتقليدية" على أنّ "تمويل الإرهاب يضرب الثقة المتبادلة بين أتباع الأديان وأتباع الدين الواحد"، وأنه يجب مساعدة كل المجتمعات والشعوب بصرف النظر عن العرق والدين والمعتقدات واللغة والجنس للعيش في حياة سلمية.

مشاركون من 45 دولة اجتمعوا في آستانة لتعزيز الحوار ودعم أفكار التسامح والحد من الكراهية والعنف

القمة التي تجمع "قادة العالم والأديان التقليدية" من 45 دولة في قصر السلام بمدينة آستانة عاصمة جمهورية كازاخستان مرة كل ثلاثة أعوام، شجبت في البيان الختامي، والمعروف بـ"إعلان آستانة"، كل أشكال الزج بالدين في الصراعات السياسية، وكل مظاهر الأنانية والتعصب والقومية العدوانية ودعاوى التمييز، مشددة على ضرورة التمسك بسيادة الأخلاقيات العليا ووحدة مساعي الدول نحو إقرار التعاون والاحترام المتبادل من أجل استقرار ورخاء وأمن كل البشر، وتعزيز جهود "زعماء الأديان العالمية والتقليدية" بشأن التوصل إلى استقرار طويل الأمد والحد من الكراهية والعنف وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

ونادى البيان بضرورة دعم المبادرات والجهود المبذولة في مجال تعزيز الحوار بين الأديان والطوائف كأحد المحاور الأساسية والمهمة في جدول الأعمال الدولي لبناء نظام عالمي قائم على العدل ونبذ الصراعات.

وطالب البيان أيضاً بضرورة التضامن مع كل المجموعات الدينية والطوائف العرقية التي تعرضت لانتهاك حقوق الإنسان والعنف من قبل "المتطرفين" و"الإرهابيين"، ودعم الجهود الرامية إلى حماية اللاجئين وحقوقهم وكرامتهم، وتقديم كل المساعدات لهم.

كما طالب الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام العالمية بالتوقف عن ربط الإرهاب بالدين؛ لأن هذه الممارسات تلحق الضرر بصورة الأديان والتعايش السلمي، وتضرب الثقة المتبادلة والتعاون بين أتباع الدين الواحد والأديان الأخرى.

القمة تدعو للتضامن مع كل المجموعات الدينية والطوائف العرقية التي تعرضت لانتهاك حقوق الإنسان والعنف

ودعا البيان زعماء الأديان إلى نشر قيم الإسلام، والتفاهم المتبادل والتسامح في وسائل الإعلام، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي والتجمعات الأهلية، وبذل الجهود لمنع الاستفزازات والعنف في الأماكن المقدسة لكل الأديان.

من جانبه، أكد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أنه "من الظلم إلصاق الإرهاب بالإسلام وحده من بين سائر الأديان"، مشدداً على أن الإرهاب "ليس صنيعة للإسلام أو الأديان؛ لكنه صنيعة سياسات عالمية جائرة ظالمة ضلت الطريق وفقدت الإحساس بآلام الآخرين من الفقراء والمستضعفين".

وأضاف الطيب أنّ "الإرهاب مارس جرائمه البشعة تحت لافتة الإسلام، استهدف المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولم يستهدف غيرهم إلا استثناءً من قاعدته التي روع بها المنطقة العربية بأسرها، واستهدف قطع رؤوس المسلمين وحدهم في صـور بشعة".

من جهته، أكد وزير التسامح في الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن "المؤتمر أصبح بمثابة جسر للتفاهم والتعاون بين الزعماء الدينيين والسياسيين على مختلف مشاربهم؛ وهو ما جعله مصدر ثقة للكثير من الدول، إضافة إلى تعزيز روح التعاون وإظهار الالتزام العالمي بمكافحة كل أشكال التعصب الديني والتمييز والتحريض على العنف"، مشيداً بشعار المؤتمر لهذا العام وهو "القادة الدينيون لعالم آمن"؛ حيث يمثل رجال وعلماء الدين حجر الزاوية في دعم أفكار التسامح، والتعايش وقبول الآخر لدى فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب.

أحمد الطيب: الإرهاب ليس صنيعة الأديان لكنه صنيعة سياسات جائرة ظالمة فقدت الإحساس بآلام الآخرين

وعلى هامش الفعاليات، أوضح الدكتور فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار، أنه يجب تعزيز قيم الحوار والسلم بين أتباع الديانات، حتى يساهم ذلك في تصحيح الرأي العام. داعياً المؤسسات العربية كافة إلى بناء شراكات علمية بين أطياف المجتمع العربي كافة، والخروج عن دائرة الحوارات النظرية إلى المجال العملي.

وشارك في فعاليات المؤتمر الأخير 80 وفداً من 45 دولة، من بينها 20 وفداً إسلامياً، و15 مسيحياً... ومنح رئيس كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، لأول مرة المجلس البابوي للفاتيكان جائزة الاشتراك في الحوار بين الأديان؛ لمساهمته البناءة في أهداف المؤتمر. مؤكداً أن غاية مؤتمر "قادة الأديان" تفعيل الحوار بين الأديان والحضارات. واعتبر الرئيس نزارباييف، أن "العاصمة آستانة منصة تلاقى على أرضها جميع القيادات الدينية باختلاف عقائدهم ومذاهبهم؛ بهدف التوافق ولمّ الشمل ونبذ الخلاف، الذي أصبح خطراً يهدد العالم الإسلامي، وما نتج منه من حروب أهلية".

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية