ما هو السيناريو المتوقع لنهاية كورونا؟

ما هو السيناريو المتوقع لنهاية كورونا؟


29/04/2020

منذ انطلاق فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية وتفشيه في العالم، شرع الأطباء والعلماء في إعداد الدراسات والأبحاث المختلفة، وقد عرفنا حتى الآن الكثير عن الفيروس وعن بعض آليات مقاومته، إلا أنّ نهايته ما زالت غامضة.

إنّ تفشي الإنفلونزا الإسبانية بين عامي 1918 و1919 من أبرز الأمثلة على كيفية التعايش مع المرض في التاريخ الحديث

عرضت مجلة "ساينتفك أميريكان" المرموقة، بعض اللمحات التي قدمها لنا التاريخ من خلال تجارب البشر مع الأوبئة خلال الـ 100 عام الأخيرة، وبحسب هذه التجارب، فإنّ المجتمعات تكتسب مناعة جماعية من خلال الأجسام المضادة، بعد أن يطال الوباء عدداً كافياً من التعداد السكاني، إلا أنّ الأمر يحتاج لأعوام، ويسبق حدوثه خراب.
الإنفلونزا الإسبانية
إنّ تفشي الإنفلونزا الإسبانية بين عامي 1918 و1919، من أبرز الأمثلة في التاريخ الحديث على كيفية التعايش مع المرض؛ إذ لم يتوفر لدى الأطباء في ذلك الوقت أساليب المواجهة التي نمتلكها الآن، كما أنّ المرض أصاب نحو 500 مليون شخص خلال عامين، وقتل ما بين 50 إلى 100 مليون إنسان، وانتهى الأمر بتحوله إلى عدوى طبيعية تمنح مناعة للمتعافين منه.

تسببت الإنفلونزا الإسبانية بوفاة ما بين 50 إلى 100 مليون إنسان
وتوطنت سلالة الإنلفونزا الإسبانية أو كما تعرف بـ"H1N1"، ثم انتشرت بعدها بمستوى مخفض كفيروس موسمي خلال 40 عاماً، وقد أُخمد الوباء على يد وباء جديد في عام 1957، وهو "H2N2" أو الإنفلونزا الآسيوية، الأمر أشبه بقيام فيروس بطرد الآخر، ولا يفهم العلماء كيف يحدث ذلك.

اقرأ أيضاً: "هاتف بيل"... هكذا تواصل العالم زمن "الإنفلونزا الإسبانية"
السارس
ظهر وباء "السارس" عام 2003 عن طريق فيروس تاجي وليس عن طريق فيروس الإنفلونزا، وهو يشبه نوعاً ما فيروس كورونا الذي نعاني منه حالياً، إذ يعتبر الفيروس الذي تسبب في وباء السارس الأشد في عائلة الفيروسات التاجية، لكن بفضل التكتيكات الدفاعية، مثل؛ عزل المرضى وعزل جهات الاتصال الخاصة بهم وتنفيذ الضوابط الاجتماعية، اقتصرت حالات التفشي السيئة على عدد قليل من الإصابات في بعض المواقع مثل؛ هونغ كونغ، وتورنتو.

ظهر وباء السارس عام 2003 عن طريق فيروس تاجي وليس عن طريق فيروس الإنفلونزا
وكان احتواء السارس ممكناً لأنّ أعراض المرض تظهر بسرعة وبوضوح، حيث عانى المصابون من الحمى ومشاكل التنفس الشديدة بعد إصابتهم.

سيصبح فيروس كورونا متوطناً حيث سينتشر ويصيب الناس بشكل موسمي وأحياناً سيكونون مرضى بشدة نتيجة الإصابة

وبحسب عالم الوبائيات في جامعة "هونغ كونغ"، بنيامين جولينغ؛ فإنّ معظم مرضى السارس لم يكونوا معديين، إلا بعد مرور أسبوع على ظهور الأعراض، ما يعني أنّه في حالة التعرّف عليهم خلال فترة الأسبوع وعزلهم، لن يحدث انتشار للمرض.
إنفلونزا الخنازير
ظهر فيروس "H1N1" المسبب لإنفلونزا الخنازير عام 2009، وقد خاف العالم من أن يؤدي إلى نفس مصير الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، إلا أنّ المرض الجديد لم يكن بالشدة نفسها، فقد استطاع العلماء الوصول إلى لقاح لمواجهة الوباء بعد مرور ستة أشهر من ظهوره، وبعكس لقاحات الحصبة والجدري، فإنّ لقاح الإنفلونزا يمنح مناعة لبضعة أعوام.

استطاع العلماء الوصول إلى لقاح لمواجهة إنفلونزا الخنازير بعد مرور ستة أشهر من ظهوره
وأصبح مصير الفيروس مشابهاً لمصير الإنفلونزا الإسبانية، من حيث أنّه إنفلونزا موسمية، يستطيع الناس تجنب الإصابة بها بفضل لقاحات الإنفلونزا والأجسام المضادة الناشئة من العدوى السابقة.

اقرأ أيضاً: وسط عجز العلماء.. هل يتجه العالم نحو التعايش مع كورونا؟
ماذا عن كورونا؟
يتوقع تقرير "ساينتفك أميريكان" أن تكون نهاية وباء "كوفيد-19"، على يد مزيج من الأساليب، مثل؛ التباعد الاجتماعي من أجل كسب الوقت والعلاجات المضادة للفيروسات لتخفيف الأعراض، بالإضافة إلى اللقاحات. وستظل مدة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي مرهونة بشكل كبير باستجابة الناس للقيود وكيفية استجابة الحكومات.

 

ويخلص تقرير "ساينتفك أميركان"، إلى أنه لو لم يتم منح اللقاح لسكان العالم، فإن كوفيد-19 سيصبح متوطناً، حيث سينتشر ويصيب الناس بشكل موسمي، وأحياناً سيكونون مرضى بشدة نتيجة الإصابة، وفي حال استمر المرض وسط البشر لفترة طويلة، فإنه سيبدأ في إصابة الأطفال في سن مبكرة، ولكن بأعراض خفيفة.
ويختتم تقرير المجلة الأمريكية بالقول إنّ "مزيج اللقاح والمناعة الطبيعية سيحمي الكثير منا. إنّ فيروس الكورونا سيعيش مثل معظم الفيروسات، ولكن ليس كطاعون يملأ الكوكب".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية