رفع العقوبات عن طهران "سينعش" الإرهاب

تسابق الولايات المتحدة الزمن لإنهاء الملف النووي الإيراني، بعد جولات شاقة من المفاوضات غير المباشرة في فيينا، والتي تسعى لإعادة الروح إلى اتفاق 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ومن شأن العودة السريعة إلى الاتفاق دون معالجة الملفات الحساسة، خاصة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول المجاورة، والبرنامج الصاروخي الإيراني، أن يعطي إيران فرصة جديدة للتغلغل في المنطقة العربية عبر أذرعها الإرهابية.

تنازلات خطيرة

وبحسب الخبراء، فإن استعجال الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات عن إيران أيضاً، سيجلب عواقب وخيمة، ويفتح الباب أمام العديد من المنظمات الإيرانية الإرهابية لاستئناف عملياتها في الخارج وملاحقة منتقدي النظام الإيراني. ومن بين تلك المنظمات "15 خرداد" التي تمول عمليات الاغتيال، وتقدم مكافآت لمن ينفذ أجندات النظام الإيرانية الإرهابية.

يقول المستشار الأمريكي السابق للشؤون الإيرانية غابرييل نورونها، إن الولايات المتحدة تسعى لرفع العقوبات المفروضة على منظمة "15 خرداد"، لحث إيران على العودة للاتفاق النووي. ويشير المسؤول، إلى أن المؤسسة لها دور في محاولة اغتيال الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، والتي رصدت من أجلها مكافأة قدرها 3.3 مليون دولار بعد فتوى أهدر فيها الزعيم الإيراني الراحل الخميني دم المؤلف والكاتب المعروف. ويُعتقد أن المؤسسة حفزت جزئياً المهاجم الذي طعن رشدي في وقت سابق من هذا الشهر. 

ويؤكد نورونها، أن "صفقة بايدن النووية الجديدة مع إيران سترفع العقوبات عن المنظمات الإرهابية التي تجمع المكافآت لقتل الأمريكيين في كل مكان". ويضيف، أن رفع العقوبات "سيساعد إيران على جمع الأموال لقتل المعارضين والمسؤولين الأمريكيين والإيرانيين على حد سواء".

تحفيز الإرهاب

يقول منتقدو الاتفاق النووي، بمن فيهم الجمهوريون في الكونغرس، إن إدارة بايدن تحفز الإرهاب إيراني، وتعرّض أهداف الاغتيال الأمريكية للخطر. ومؤخراً كشفت الولايات المتحدة، عن خطة يقوم عليها "الحرس الثوري" الإرهابي لاغتيال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون.

وتؤكد التقارير، أن "15 خرداد" وضعت مكافآت عديدة لقاء اغتيال أسماء بارزة، وهي من عملت على رفع قيمة المكافأة المرصودة لاغتيال سلمان رشدي من 2 مليون دولار إلى 2.5 مليون دولار في عام 1997. ورفعتها مرة أخرى في 1999 إلى 2.8 مليون دولار ثم في 2012 إلى 3.3 مليون دولار، بعد أن حصلت المنظمة على تمويل أكبر من الحرس الثوري.

وتتلقى المنظمة ميزانيتها وتوجيهاتها من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي بشكل مباشر. وتخصص السلطات الإيرانية ما يقرب من 6% من ميزانية الدولة لمؤسسات إرهابية، مثل "15 خرداد"، المعفاة من الضرائب وقواعد التقارير المالية وأنظمة مكافحة الفساد.

منذ 1989، بدأت "15 خرداد" بالعمل في إطار منظمة أم أكبر تُعرف باسم "تنفيذ أوامر الإمام الخميني".

أصبحت "15 خرداد" تحت مقصلة العقوبات في يناير (كانون الثاني) 2021 بقرار من إدارة ترامب بسبب تعاملاتها الفاسدة، وعلاقاتها الأصيلة برأس النظام الإيراني علي خامنئي، إضافة لدورها في اضطهاد أعداء النظام السياسيين. 

وبحسب التقارير، من المقرر أن ترفع إدارة بايدن هذه العقوبات إذا وافقت إيران على الصفقة الجديدة للاتفاق النووي، والتي تبدو قريبة مع قيام الولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الأوروبي بوضع اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق.

ويؤكد نورونها: أن "بايدن والعاملين بإدارته يزعمون حماية الأمريكيين، لكن تنازلاتهم لإيران تفعل العكس تماماً". وأضاف "إذا رفعنا العقوبات عن هذه المنظمات الإرهابية، فسنبعث برسالة واضحة لإيران تدعوها للاستمرار في ضرب الأهداف الأمريكية".

وقال نورونها، "عندما ترفع العقوبات عن إيران، فإنك تساعد بشكل مباشر في تمويل الإرهاب". 

تأسست منظمة "15 خرداد" في 1982 بأمر مباشر من الخميني وكُلفت بتعزيز الفكر الثوري للجمهورية الإسلامية. 

وفي 2012، أطلق زعيم المؤسسة نداء يطالب فيه بملاحقة "أعداء الإسلام"، بحسب وصفه، وعلى رأسهم سلمان رشدي صاحب رواية "آيات شيطانية". وقال زعيم المؤسسة آنذاك، إن "من يقضي على المؤامرة المعادية للإسلام.. ومن ينفذ يغتال رشدي سيحصل على 3.3 مليون دولار فوراً".

من جهته، اتهم السيناتور تيد كروز، وهو أحد أشد المعارضين للاتفاق النووي الجديد، إدارة بايدن بالمساعدة في تمويل مؤامرات إيران الإرهابية العالمية من خلال تخفيف العقوبات.
وقال كروز: "علاوة على كل الإخفاقات الكارثية للصفقة الإيرانية، فإن هذا التكرار الحالي من شأنه أن يرفع العقوبات، مما سيمكن إيران من تمويل والتحريض على قتل المسؤولين والمعارضين الأمريكيين على الأراضي الأمريكية". وأضاف "من خلال هذه الصفقة، ستعمل إدارة بايدن على تحفيز وتشجيع إيران على تنفيذ اغتيالات في الولايات المتحدة وخارجها".

عن موقع "24"