سفير إيراني لدى ميليشيات الحوثي: الإرهاب برعاية الملالي

سفير إيراني لدى ميليشيات الحوثي: الإرهاب برعاية الملالي


25/10/2020

لا تكاد تتوقف متوالية الانتهاكات والممارسات العدوانية اليومية للحوثيين، في اليمن، والتي تتعدّد أشكالها ونماذجها، حسبما وثقت جهات حقوقية، محليّة وأمميّة، صنِّفت بعضها بـ "جرائم حرب"؛ إذ يتم استهداف المدنيين بالقتل، كما تتعرّض ممتلكاتهم للنهب والسرقة، وجباية الأموال، بحيل وأساليب متفاوتة، فضلاً عن حالات الاختطاف والتوقيف العشوائي لطلب الفدية، وذلك في ظلّ مواصلة الميليشيات  الحوثية تصعيدها الميداني والعسكري، وخرق الجهود الأممية، ومن ثمّ تجميد الحلول السلميّة الممكنة؛ حيث تعمد إلى ملء المشهد السياسيّ بالفوضى والانسداد، لجهة الارتزاق من الحرب الممتدة منذ نحو ستّة أعوام، وتحقيق عوائد ومكاسب اقتصادية.  

جرائم حرب للحوثي

وفي أعقاب إرسال النظام الإيراني أحد عناصره إلى صنعاء، يدعى حسين إيرلو، وتنصيبه سفيراً لدى ميليشيات الحوثي، والذي نجمت عنه انتقادات جمّة، بين عدّة أطراف محلية رسميّة، وداخل المجتمع الدولي، تضاعفت العمليات العدائية من جانب وكلاء طهران، وتحديداً ضدّ المواقع العسكرية، الموجودة في محافظة الحديدة، على الساحل الغربي لليمن؛ حيث ذكر المركز الإعلامي للجيش اليمني، أنّ عناصر الميليشيات فجّروا ثلاثة منازل لمدنيين، في مناطق طياب والبطحاء، في مديرية ذي ناعم، التابعة لمحافظة البيضاء.

 حسين إيرلو

وقالت وكالة أنباء "سبأ" اليمنية الرسمية: إنّ "ميليشيات الحوثي فجّرت منزلَي صالح عمر الهشامي، وأحمد محمد القيسي، في عزلة طياب بمديرية ذي ناعم، كما فجّرت منزل مبخوت محمد المشرقي، في قرية البطحاء بالمديرية ذاتها".

اقرأ أيضاً: تجنيد الأطفال.. سلاح حوثي يقتل حاضر اليمن ومستقبله

وبحسب مصادر رسمية من الجيش اليمني، فقد أوضحت أنّه تمّ رصد محاولة تسلّل للعناصر الحوثية، شرق مدينة التحيتا، وقد خاضت معها القوات المسلحة اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لافتة إلى "مقتل 6 من المسلحين الحوثيين، من بينهم قائد الميليشيات المهاجمة، كما فرّ الباقون نحو مناطق تمركز الميليشيات بعد تلقّيها ضربات موجعة".

ليس جديداً توسّع الحوثيين في الانتهاكات ضدّ المدنيين، فقد سبق أن أوضحت الأمم المتحدة وجود دلائل تثبت تورّط الحوثيين في تجنيد ما يقرب من 30 فتاة مراهقة

وبحسب الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة، فقد أفاد بأنّ جبهات الساحل الغربي، شهدت، الأحد الماضي، "اشتباكات في أربعة قطاعات، انتهت بالفشل الذريع للميليشيات الحوثية، وخسائر بشرية في صفوفها، جراء انتهاكاتها المتصاعدة لوقف إطلاق النار، كما حاولت الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، التسلّل إلى مناطق ومزارع قريبة من خطوط التماس، في قطاعات الجبلية والفازة وحيس والجاح، جنوب الحديدة؛ حيث استهدفت بالأسلحة الرشاشة، وقذائف الهاون، قرى آهلة بالسكان في القطاعات ذاتها".

المدنيون ضحايا الميليشيات الإيرانية

وفي غضون ذلك، ثمّة جرائم أخرى، تضاف إلى سجل الاعتداءات المتكررة لميليشيات الحوثي، التي من بينها عمليات الاغتصاب التي تنفّذها عناصرهم، إضافة إلى تجنيد النساء والمراهقات في صفوفهم؛ إذ اتهمت "رابطة أمهات المختطفين"، وهي جهة حقوقية محلية، تعنى بقضايا المختطفات في سجون الحوثي، الميليشيات الحوثية بتعذيب ثلاث نساء في سجن تابع لهم، في صنعاء، وقد أوضحت الرابطة أنّها "تلقت بلاغاً خاصّاً يفيد بتعرّض ثلاث محتجزات في السجن المركزي بصنعاء، للاعتداء بالضرب المبرح، من قبل مدير السجن، وعدد من مسلحي الجماعة الحوثية من دون مبرّر، واحتجازهنّ في زنازين مغلقة، لمدة ثلاثة أسابيع، ومنعهنّ من التواصل مع ذويهن".

ودانت الرابطة الحقوقية "التصرّف اللاإنساني بحقّ المحتجزات في سجن النساء بالسجن المركزي، في صنعاء، وفي مقدّمتهن أسماء ماطر العميسي، المحتجزة، منذ العام 2016"، كما شدّدت على وضع المسؤولين عن تلك الجرائم أمام العدالة، ومحاسبتهم على الانتهاكات الموثقة، التي تجري خارج الأعراف القانونية والحقوقية.

اقرأ أيضاً: اليمن: رسالة إيرانية ناعمة لأمريكا عبر الحوثيين

وفي بيان رسميّ للرابطة الحقوقية اليمنية، لفتت إلى أنّ "الزجّ بالمختطفات والمعتقلات في صفقات التبادل، يشرعن لجعل النساء رهائن، ويطيل من مدة اختطافهنّ واعتقالهنّ؛ حيث تصبح حريتهنّ مرهونة بالتجاذبات السياسية، والمقايضات العسكرية"، كما طالبت مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث، والمجتمع الدولي، والمجتمع المدنيّ، والمنظمات النسوية والحقوقيين، والإعلاميين بـ "العمل بشكل مكثّف لإطلاق سراح النساء المختطفات والمعتقلات من دون شرط أو قيد، وردّ الاعتبار لهنّ، وتمكينهن من حقوقهنّ الإنسانية والقانونية".

الباحث اليمني غمدان سعيد لـ"حفريات": ميليشيات الحوثيين تلعب أدواراً وظيفية لحساب طهران في اليمن، ولا يختلف دورهم عن أدوار أخرى تؤدّيها جماعة الإخوان

لا يعدو توسّع الحوثيين في الانتهاكات ضدّ المدنيين، أمراً جديداً أو طارئاً، فقد سبق أن أوضحت الأمم المتحدة، في تقرير لها، وجود دلائل تثبت تورّط الحوثيين في تجنيد ما يقرب من 30 فتاة مراهقة، كمسعفات ضمن قوّة مؤلفة من النساء بالكامل تدعى "الزينبيات"، وقد اعتمد التقرير على نحو 400 رواية موثقة، امتدّت في الفترة من تموز (يوليو) العام الماضي إلى حزيران (يونيو) العام الجاري، إضافة إلى ما يتعرّض له أطفال اليمن من "أضرار لا حدّ لها من خلال تجنيدهم وإساءة معاملتهم، والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك التعليم".

إدانة أمميّة

بحسب التقرير الأممي؛ فإنّ نحو 259 حالة لأطفال تمّ تجنيدهم، واستخدامهم في الأعمال العدائية من قبل عدة أطراف؛ إذ إنّ "الحوثيين المدعومين من إيران، جندوا صبية لا تتجاوز أعمارهم 7 أعوام، من مدارس ومناطق حضرية فقيرة، ومراكز احتجاز، بواسطة الحوافز المالية والاختطاف والتجنيد من قبل أقرانهم".

وإثر الأحداث الأخيرة؛ دانت الأمم المتحدة، في النصف الثاني من الشهر الحالي، تشرين الأول (أكتوبر)، الوضع الهشّ، بحسب وصفها، في اليمن، كما جدّدت بريطانيا مطالبها بضرورة وقف القتال، ودعم مقترحات السلام، والاستجابة للهدنة الأممية.

اقرأ أيضاً: هل تضع أمريكا الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية؟

كما هاجمت وزارة الخارجية الأمريكية إرسال طهران أحد العسكريين التابعين للحرس الثوري الإيراني، لتعيينه سفيراً لها لدى الميليشيات الحوثية، في صنعاء، وغرّدت الناطقة الرسمية بلسان الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: إنّ "النظام الإيراني قام بتهريب حسن إيرلو، عضو الحرس الثوري الإيراني، المرتبط بـحزب الله اللبناني إلى اليمن، تحت غطاء السفير لدى ميليشيا الحوثي، ونيّة إيران في استخدام الحوثيين، لتوسيع نفوذها الخبيث واضحة، يجب على الشعب اليمني أن يقول لا لإيرلو وإيران".

اقرأ أيضاً: قائد القوات المشتركة لجبهة الضالع لـ "حفريات": الإخوان يهرّبون أسلحة التحالف للحوثيين

وفي حديثه لـ "حفريات"، يشير الباحث اليمني، غمدان سعيد، إلى أنّ الحوثيين يلعبون أدواراً وظيفية لحساب طهران في اليمن، ولا يختلف دورهم عن أدوار أخرى تؤدّيها جماعة الإخوان، مثلاً، بيد أنّ المشترك بين كافة الأطراف، هو تعمّد إطالة فترة الحرب لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، دون الاستجابة لمحاولات وضع خارطة طريق سياسية، وطرح أفق سلمي للحلّ، عبر مشاركة ديمقراطية وشعبية، ومن ثم، فإنّ المدنيين في مناطق الاستهداف الأمني والعسكري هم الضحايا، باستمرار، خاصّة الأطفال والنساء.

ويضيف سعيد: "رغم الإدانات الأممية المتكررة والمتواصلة، لكنّ المجتمع الدولي لا يستجيب للنداءات الرسمية من الحكومة اليمنية، التي طالبت بوضع حدّ لانتهاكات الحوثيين، التي ترقى إلى كونها "جرائم حرب"؛ فقد قامت ميليشيات الحوثي بإطلاق قذائف وصواريخ على سجون في مدن يمنية، لا سيما السجن المركزي في مدينة تعز، وذلك في نيسان (أبريل) الماضي، دون أن يجري التحقيق في ذلك، ناهيك عن زرع الألغام، وتنفيذ عمليات القنص ضدّ المدنيين، ومن بينهم أطفال، وكذا الاعتقال العشوائي، وتجنيد مراهقين ومراهقات، وكلّ ذلك لا يقابله أيّ تحرّك جادّ من قبل الأطراف الخارجية".

اقرأ أيضاً: متى تعلن واشنطن رسمياً ميليشيات الحوثيين منظمةً إرهابية؟

والشيء الثابت والمؤكّد، كما يوضح الباحث اليمني، هو أنّ هناك محاولة حثيثة لجعل اليمن تحت الوصاية الإيرانية، وذلك في ظلّ عدة إشارات واضحة وصريحة من جانب نظام الولي الفقيه، الذي يعمد إلى خرق القانون الدولي، ومخالفة قرارات مجلس الأمن، كما هي العادة؛ حيث قام بتعيين أحد العناصر الأمنية، وكان مقرّباً من الحرس الثوري الإيراني، باعتباره سفيراً لدى ميليشيات الحوثي، في صنعاء، وقبلها منح زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، جائزة حقوق الإنسان، بالرغم من تورّطه في تجنيد مرتزقة وأطفال من أفريقيا للحرب ضمن صفوفهم، وهي جميعها محاولات تهدف إلى منح شرعية سياسية لسلوكهم، والتغطية على جرائمهم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية