أنيس كانتر: رياضي وقف في وجه أردوغان فاتّهمه بالإرهاب

أنيس كانتر: رياضي وقف في وجه أردوغان فاتّهمه بالإرهاب


28/01/2019

ترجمة: محمد الدخاخني


مخافة الانتقام منه وتعرّضه لاغتيالٍ مُحتمل جرّاء حديثه المُعارض للرّئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يسافر أنيس كانتر، لاعب خط الوسط بفريق نيويورك نيكس لكرة السلة، للمشاركة في مباراة تجري في لندن يوم الخميس.

وجّهت السّلطات التركية إلى والد كانتر تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية!

وكانت صحيفة "صباح" التركية اليومية قد ذكرت، يوم الأربعاء الماضي؛ أنّ المدّعين الأتراك يسعون للحصول على مذكرة توقيف، وطلب تسليم بحقّ كانتر، لقيامه زعماً بتقديم دعمٍ ماليّ إلى فتح الله غولن، وسبق لكانتر أيضاً أن نعت أردوغان بـ "هتلر قرننا هذا"، عام 2017.
ويقول نظام أردوغان؛ إنّ رجل الدّين المنفيّ، غولن، هو المسؤول عن الانقلاب الفاشل الّذي وقع عام 2016، وكان النّظام قد شنّ حملة قمعية واسعة النّطاق في الدّاخل والخارج في أعقاب محاولة الانقلاب.
وبينما سافر زملاؤه من اللاعبين إلى لندن، ذهب كانتر إلى واشنطن للاجتماع بأعضاء من الكونغرس، بما في ذلك السّناتور ماركو روبيو (عن فلوريدا)، والنّائب آدم شيف (عن كاليفورنيا)، بغية جلب انتباه أكبر إلى وضعه (السياسي).
كما قام بكتابة مقالة افتتاحيّة في "واشنطن بوست"، بعنوان "كلّ من يتحدّث ضدّ أردوغان يكون مستهدفاً.. وهذا يشملني".

اقرأ أيضاً: هل وصل هوس "العثمنة الجديدة" إلى كوسوفو؟

 فتح الله غولن
وكتب كانتر، يوم الأربعاء الماضي، عبر حسابه على تويتر: "لم يسبق لي حتّى أن أوقفت سيّارتي بشكل خاطئ يعرّضني لدفع الغرامة في الولايات المتحدة"، و"الشّيء الوحيد الذّي أرهبه هو السلة"، مع مقطع له وهو يرمي بالكرة في السلة.

اقرأ أيضاً: كيف أسقطت تركيا نفسها في الهاوية؟
وقال كانتر، في مقابلة الأسبوع الماضي، مع "ناو ذيس نيوز": "إنّني أمتلك صوتاً قويّاً للغاية لأنّني ألعب في الرّابطة الوطنيّة لكرة السلة، وكلّما قلت شيئاً يُصبح موضع نقاش، يذيع بين الناس، فلماذا لا أستخدم تلك القوّة في سبب وجيه، لماذا لا أستخدمها لمساعدة الناس؟".
وفي حزيران (يونيو) الماضي، وفق وكالة الأنباء الرّسميّة التّركية "الأناضول"، وجّهت السّلطات التركية إلى والد كانتر تهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية".

كانتر يحثّ ترامب على التحدث عن انتهاكات أردوغان

دعا كانتر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أن يكون أكثر صراحة بشأن وضع حقوق الإنسان في تركيا.
وقال كانتر لـ "رويترز"، في نيويورك سيتي، الأربعاء الماضي: "ما أشعر به أنّ ترامب بالتّأكيد ينبغي أن يتحدّث عن هذه القضايا المتعلقة بما يجري في تركيا؛ لأنّه ثمّة الكثير من التقارير التي تدور حول خطف أشخاص، وتعرّضهم للتّعذيب في السجن والقتل".

اقرأ أيضاً: طريق البلقان الجديدة..الهجرة بوصفها قطعة من الجحيم
ويصف كانتر نفسه بأنّه حليف وثيق للواعظ الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، والمطلوب في تركيا للاشتباه في قيامه بتدبير انقلاب فاشل في عام 2016، وينفي غولن، وهو حليف سابق لأردوغان، هذا الاتّهام.
هذا، وقد سجنت السلطات في تركيا حوالي 77,000 شخص، قيد المحاكمة، منذ محاولة الانقلاب، في حين تمّ توقيف أو فصل 150,000 موظف حكومي، بما اشتمل على معلمين وقضاة وجنود، في حملة قمع ضدّ من يزعم أنّهم من مؤيدي غولن.

يميل أردوغان إلى وضع نفسه إلى جانب نجوم الرياضة الأتراك في الخارج

"الإمام بكنباور" وحبّه للرياضة

يميل أردوغان إلى وضع نفسه إلى جانب نجوم الرياضة الأتراك في الخارج، أو الظّهور معهم متى أمكن ذلك، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك ما جرى قبل كأس العالم، العام الماضي، عندما تقدّم نجمان ألمانيان من أصل تركيّ، مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان، لأخذ صور مع أردوغان في لندن.

اقرأ أيضاً: هل يستغل حزب أردوغان الدين في معركته الانتخابية؟
وقد تسبّب الصخب الناتج عن الصور، والطريقة التي تعاطَت بها سلطات كرة القدم الألمانية مع الأمر، في ترك مسعود أوزيل للفريق الوطني الألماني.
ويدّعي أردوغان، الذي كان يلعب كرة القدم في شبابه، أنّ زملاءه السابقين أطلقوا عليه لقب "الإمام بكنباور" (في إشارة إلى أسطورة الكرة الألمانية فرانز بكنباور)، كما كان لأردوغان دور أساسيّ في الاستثمار الهائل في ملاعب كرة القدم، وأشكال أخرى من البنية التحتية الرياضية في تركيا.


المصدر: دويتشه فيله



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية