أشهر 10 نساء كسرن القيود الاجتماعية والثقافية وحلقن خارج السرب

المرأة العربية

أشهر 10 نساء كسرن القيود الاجتماعية والثقافية وحلقن خارج السرب


04/09/2018

"الإنسان لا يولد امرأة بل يصبح كذلك" كلمات آمنت بها الكاتبة والفيلسوفة الوجودية الفرنسية سيمون دي بوفوار، في تعبير مجازي عمّا تعانيه النساء في شتّى بقاع الأرض، من تنميط يضعهن في قالب معيّن طبقاً لمتطلبات مجتمعها وأسرتها.

لكنّ هذه القاعدة لا يمكن تعميمها على سائر النساء، فثمة من تمردن على الإطار وحلّقن خارج السرب؛ فنأين عن هذا القالب الجامد الذي يسلبهن قدراتهنّ غير العادية. وبهذا التمرد استطعن كسر القالب، وتحرير المزيد من أسيرات القفص المجتمعي المرصع بالأمان الزائف.

"حفريات" رصدت عشراً من هؤلاء المحلقات:

1- هدى شعراوي (1879- 1947)

برز حضور شعراوي في كل القضايا الوطنية والقومية

ولدت نور الهُدى محمد سلطان، في محافظة المنيا، أواخر القرن التاسع عشر بصعيد مصر، وتلقت تعليماً منزلياً حتى بلغت الـ13عاماً، فتزوجت بابن عمتها علي شعراوي، وبدأت نضالها ضد الاستعمار الإنجليزي، وكانت أول من نادى برفع السن القانوني للزواج ليكون 16عاماً للفتاة، 18 عاماً للفتيان.

اقرأ أيضاً: المناضلة جميلة بوحيرد نجمة مهرجان أسوان لسينما المرأة

برز حضور شعراوي في كل القضايا الوطنية والقومية، وحضرت العديد من المؤتمرات النسائية حول العالم، ونظمت أولى المؤتمرات النسائية الدولية حول قضية فلسطين، وحين صدر قرار ترسيم الحدود في تشرين الثاني (نوفمبر)1947 أرسلت خطاباً إلى الأمم المتحدة تنديداً بهذا القرار، لتترجل عن عالمنا بعدها بأيام في 12 كانون الأول (ديسمبر) بعد مسيرة نضالية حافلة.

2- فاطمة نسومر (1830-1863)

أصيبت نسومر بالشلل الكلي الذي أدى إلى وفاتها

الجزائرية فاطمة سيد أحمد أو "لالا فاطمة" كما لقّبها أقرانها سيدة مقاومة. و"لالا" هو لفظ أمازيغي معناه سيدة توقيراً وإجلالاً للنساء. وعلى الرغم من حياتها القصيرة، إلّا أنّها من أولى النساء المقاومات للاحتلال الفرنسي للجزائر؛ حيث شاركت في العديد من عمليات الاغتيال للجنود الفرنسيين، وشاركت المناضل الشريف بوبغلة في عملياته ضد الفرنسيين، وأسفرت أولى عملياتهما معاً عن 800 قتيل منهم 25 ضابطاً، بعد نجاحها في العديد من العمليات التي شنتها على الجنود الفرنسيين. ألقي القبض عليها وحكمت بالإقامة الجبرية في منطقة العيساوية، لتمرض بعدها مرضاً شديداً أصابها بالشلل الكلي الذي أدى إلى وفاتها.

3- سناء محيدلي (1968-1985)

احتفظت دولة الاحتلال بأشلاء محيدلي حتى عام 2008

"عروس الجنوب"، كما أحبت أن يطلق عليها، أول امرأة تقوم بعملية استشهادية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان. ولدت في بلدة عنقون في قضاء صيدا بالجنوب اللبناني، ثم انضمت وهي في السابعة عشر من عمرها إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي. في صباح التاسع من نيسان (إبريل) 1985 اقتحمت سناء بسيارة بيجو محملة بكميات كبيرة من مفجر(TNT)،  تجمعاً لآليات جيش الاحتلال وقامت بتفجيرها، وقد احتفظت دولة الاحتلال بأشلائها، حتى عام 2008 قبل تسليمه للحزب السوري القومي الاجتماعي، بناءً على طلب من حزب الله اللبناني، وتم دفن رفاتها في مسقط رأسها بمدينة صيدا.

4- أبكار السقاف (1913-1989)

تتلمذت السقاف على أيدي كبار أمثال العقاد ومحرم كمال

ظل الغموض محيطاً بسيرة السيدة اليمينة التركية، مصرية المنشأ والهوى أبكار السقاف، التي مكث إرثها الفكري طي النسيان، حتى أعيد اكتشافه في القرن الحادي والعشرين، ولم يكن هذا لسبب سوى أنها تجرأت على السير في حقل ألغام عسير الخطى على الرجال حتى يومنا هذا، فالسيدة الأرستقراطية المنشأ التي استطاع والدها الحضرمي تقديم تعليم جيد لها، أتقنت العربية والإنجليزية والفرنسية، وتتلمذت على أيدي كبار مفكري مصر أمثال عباس محمود العقاد، والشيخ محمود أبو العينين، ومحرم كمال، الذين مدوها بالعديد من المراجع الثريّة القيمة، ما منحها تلك القوة السحرية التي دفعتها نحو الغوص داخل العقل الإنساني، وإعادة طرح الأسئلة التي لا يخلو منها كل ذي لب.

تمرّدهنّ كسر القالب وساهم في تحرير المزيد من أسيرات القفص المجتمعي المرصع بالأمان الزائف

كان أول ما أنتجت أبكار السقاف موسوعتها "نحو آفاق أوسع"، الذي رفضت كل دور النشر تقديمه لسنوات، حتى وافقت مكتبة الأنجلو المصرية، فقامت السلطات بمصادرته قبل النشر، وذلك بسبب ما احتواه الكتاب من محاورات فكرية ذات مستوى عالٍ، تتلاقي فيها أبكار مع النفس الإنسانية وماهيتها، العقل، الإله، وأصل الأديان، وكل تلك الألغاز التي تقف حيال الوعي الإنساني. أتمت السقاف بعد ذلك العديد من الأعمال التي تناولت الأديان القديمة، والتراث الفكري للأديان، قبل أن يغيّبها الموت أثناء زيارة لشقيقتها في الكويت 1989.

5- نازك الملائكة (1923-2007)

دخلت نازك الملائكة العزلة الاختيارية حتى وافتها المنيّة

الشاعرة العراقية، نازك صادق الملائكة، أول كتّاب الشعر الحُر في العربية، أسهمت بالعديد من الدواوين في إثراء الشعر العربي، وهذا نتاج طبيعي من بيئة المنشأ، فوالدتها كانت تنشر الشعر بانتظام في الجرائد الأدبية العراقية، باسم (أم نزار الملائكة)، وأخوالها جميل الملائكة، وعبدالصادق الملائكة، من أشهر شعراء العراق، ورفقة دربها الشاعر بدر شاكر السيّاب، وعبدالوهاب البياتي، كل هذا جعل منها طاقة شعرية لا تنفد ومدها بعطاء زاخر لم ينتهِ إلّا بموتها.

اقرأ أيضاً: عندما حرّضت هدى شعراوي المرأة على كسر أغلالها

تنوعت الدراسات الأكاديمية التي حظيّت بها الملائكة، فدرست اللغة العربية في بغداد، ثمّ انتقلت لدراسة الموسيقى. سافرت إلى أمريكا لدراسة الأدب، فأتقنت اللاتينية والإنجليزية والفرنسية، ثم انتقلت للعمل كأستاذة في جامعة بغداد ثُمّ جامعة البصرة، وسافرت بعدها إلى بيروت، ولم تعد إلى العراق حيث اندلعت حرب الخليج الأولى، التي جعلتها تفضل العزلة الاختيارية في القاهرة، 17عاماً (1990-2007) حتى وافتها المنية عن عمر ناهز الثمانين عاماً.

6-  مجيدة بوليلة (1931- 1952)

نقشت بوليلة اسمها بحروف ذهبية في مسيرة نضال التونسيات ضد الاستعمار الفرنسي

رغم أنها لم تعش أكثر من 21 عاماً، إلا أنّ مجيدة بوليلة نقشت اسمها بحروف من نور في مسيرة نضال النساء التونسيات ضد الاستعمار الفرنسي. وما تزال العديد من الشوارع الرئيسية في مدينة صفاقس (مسقط رأسها) تحمل اسم المناضلة بوليلة التي ولدت في عائلة وطنية ومالت بانتماءاتها الأيديولوجية نحو الحزب الدستوري ودربه النضالي ضد الفرنسيين. كرست حياتها للنشاط الوطني والنضالي؛ حيث أسست عام 1950 الشعبة النسائية لحزب الدستور تحت اسم "شعبة الربض النسائية". وفي الثالث من أيلول (سبتمبر) تمّ إلقاء القبض عليها وهي في أواخر أشهر حملها، فتوفيت أثناء عملية الوضع.

7- عادلة الجزائري (1900-1975)

حظيت الجزائري بمسيرة مشابهة لمسيرة هدى شعراوي

"أميرة الرائدات العربيات في القرن العشرين"، كما يطلق عليها الكُتّاب. ولدت عادلة في دمشق، في خضم الانتداب الفرنسي على سوريا، وناضلت على جبهات عدة، وحظيت بمسيرة مشابهة للسيدة هدى شعراوي، فشاركت في عمليات إسعاف مصابي الاشتباكات، وتوزيع الحصص الغذائية على المنكوبين والفقراء، وساعدها الزوج المنفتح في مسيرتها النضالية، فلم يمنعها الزواج وإنجاب طفلين عن المشاركة في التظاهرات المنددة بالانتداب الفرنسي.

اقرأ أيضاً: المرنيسي تكشف تهافت الحديث عن ولاية المرأة

في العام 1927 أسست "جمعية يقظة المرأة الشامية"، من أجل مكافحة الأمية، ثم أسست الاتحاد النسائي السوري عام 1931، لتباغتها المنية قبل حصولها على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، تكريماً لنضالها الطويل، وقد تسلمته ابنتها أمل في احتفالية بجامعة دمشق.

8- فاطمة المرنيسي (1940-2015)

المرنيسي من أهم المناضلات في المغرب

ولدت فاطمة المرنيسي بمدينة فاس المغربية، وألحقها والدها المتدين المناهض للاستعمار بالمدرسة الوطنية حتى لا تلتحق بالمدارس الفرانكفونية. أتمّت تعليمها الأساسي في الرباط، ثم انتقلت إلى فرنسا، وبعدها ارتحلت إلى أمريكا، ومن ثمّ عادت إلى الوطن لتعمل مدرّسة بجامعة محمد الخامس، في علم الاجتماع، لتنطلق في عالم الحقوق المدنية وتصبح أهم المناضلات في المغرب. برز اهتمامها في حقل النسوية والإسلام والمفاهيم الخاصة بالمرأة والمجتمع، فناقشت عدة قضايا في مؤلفاتها حول تمرد المرأة والذاكرة الإسلامية. أثّرت في الفكر الإسلامي حيث الحقل الذي انفردت به، وحصلت على جائزة أمير أستورياس للأدب، مناصفة مع سوزان سونتاغ، قبل أن ترحل في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.

9- ليلى خالد (1944)

كانت ليلى خالد أول من اختطف طائرات للعدو الإسرائيلي

"عشتار فلسطين" كما يطلق عليها أبناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي تشغل منصباً مهماً في قيادتها. ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا 1944 أثناء الانتداب البريطاني عليها، وبعد حرب 1967كانت مع أسرتها بين صفوف اللاجئين إلى الأراضي اللبنانية، وانضمت مع أخيها وهي دون الخامسة عشر إلى حركة القوميين العرب مع المناضل جورج حبش، التي أصبحت لاحقاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعرفت ليلى اختطاف الطائرات، فكانت أول من اختطف طائرات للعدو الإسرائيلي لأجل الضغط على الكيان الصهيوني للإفراج عن أسرى معتقلين في سجونه، حيث وقعت أول عملياتها عام 1969حين اختطفت طائرة العال الإسرائيلية، وحوّلت مسارها إلى الأراضي السورية. تعيش ليلى خالد مع زوجها وولديها في عمّان وتلقب بأم جيفارا.

10- ملك حفني ناصف (1886-1918)

ناصف تعتبر أول إمرأة مصريّة يتم تأبينها بإشراف هدى شعراوي

باحثة البادية التي اختطفها الموت وهي غضة الشباب ولدت في حي الجمالية بالقاهرة، وهي الابنة الكبرى لحفني بك ناصف، الشاعر والقانوني وأستاذ اللغة العربية. رحلت إلى بادية الفيوم، بعد زواجها من شيخ العرب همام الباسل، أحد أعيان المدينة، وعاينت بنفسها وضع نساء البادية وما عانين منه من ظلم وتهميش، فكان ذلك دافعاً لها على كتابة المقالات والقصص ونشرها باسم "باحثة البادية". لم تكمل عامها الثاني والثلاثين، فتوفيت بعد إصابتها بالحمى وهي في منزل والدها بالقاهرة، وتعتبر أول إمرأة مصريّة يتم تأبينها بإشراف ومبادرة السيدة هدى شعراوي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية