بأيّ معنى يجيء انسحاب قطر من "أوبك"؟

قطر

بأيّ معنى يجيء انسحاب قطر من "أوبك"؟


03/12/2018

أعلنت قطر اليوم أنها قررت الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، اعتباراً من كانون الثاني (يناير) 2019، بحسب وزير الدولة لشؤون الطاقة، سعد الكعبي؛ وذلك للتركيز على صناعة الغاز الطبيعي. وقال الكعبي في مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية، الدوحة، إنه تم إبلاغ المنظمة اليوم بالقرار.

اقرأ أيضاً: المقامرة القطرية في تركيا

وأضاف الكعبي أنّ القرار يعكس "رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال"، كما نقلت "وكالة الأنباء الفرنسية".

أعلنت قطر أن انسحابها من أوبك لا علاقة له بالأزمة التي يمرّ بها الخليج

وقطر عضو في منظمة "أوبك" منذ العام 1961. وفي الخامس من تموز (يوليو) 2017، أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، عزمها على زيادة إنتاجها من الغاز في حقل الشمال بنسبة 30% من 77 إلى 100 مليون طن سنوياً في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين، وفق "الفرنسية".

وزير الطاقة القطري: قرار الانسحاب من "أوبك" جاء بعد مراجعة قطر سبل تحسين دورها العالمي والتخطيط لإستراتيجية طويلة الأجل

وكانت السعودية ومعها الإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الخامس من حزيران (يونيو) 2017، بعدما اتّهمت الإمارة بدعم تنظيمات متطرفة في الشرق الأوسط.

وتُعد قطر، التي تبلغ مساحتها 11 ألفاً و600 كلم مربع، المنتج والمصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال. وقد أسهمت الأرباح التي حصلتها الإمارة من قطاع الغاز في جعلها إحدى أغنى دول العالم، بحسب "الفرنسية".

اقرأ أيضاً: حروب الشمس: الصراع على الطاقة في العالم العربي

وقد نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن الكعبي قوله إنّ قرار الانسحاب من منظمة "أوبك" جاء بعد مراجعة قطر سبل تحسين دورها العالمي والتخطيط لإستراتيجية طويلة الأجل.

توسعة حقل الشمال القطري منتصف 2019

إلى ذلك، قال وزير الطاقة القطري إنه سيجري الإعلان عن الشركات التي ستختارها قطر لتوسعة مكمن غاز حقل الشمال في منتصف 2019.  وقال الوزير الكعبي إنّ قطر تخطط لبناء أربع وحدات إضافية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في منتصف 2019.  وأضاف أن قطر ستعلن عن الشركاء المختارين لبناء أكبر وحدة لتكسير الإيثان في العالم في الربع الأول من 2019، بحسب "رويترز".

التحرر من أعباء "أوبك"؟

وفيما قالت وكالة "بلومبيرغ" العالمية، المتخصصة في الشؤون الاقتصادية إنّ انسحاب الدوحة من منظمة "أوبك" قد يسمح لها برفع الإنتاج، الأمر الذي قد يقوّض الجهود للحفاظ على أسعار النفط عالمياً، فإنّ قطر أعلنت، وفق "رويترز"، أنّ انسحابها من أوبك (ترتيبها في المنظمة هو الحادي عشر) لا علاقة له بالأزمة التي تمرّ بها منطقة الخليج، وأنها ستواصل، بعد الانسحاب من منظمة "أوبك"، الإيفاء بالتزاماتها كدولة غير عضو في المنظمة.

خبراء نفط يتوقعون أن يتمخض اجتماع منظّمة الدّول المصدّرة للنّفط، "أوبك"، عن خفض في الإنتاج

وبينما يرى مراقبون أنّ الخطوة القطرية الجديدة قد تحرر قطر من الأعباء التي تفرضها منظمة "أوبك" باتجاه زيادة الإنتاج النفطي كما تشاء، قال الخبير الاقتصادي بشير الكحلوت في حديث إلى "بي بي سي" إنّ الدوحة في تقديره لن تزيد إنتاجها؛ وذلك لأنّ إنتاج قطر من النفط في تناقص، ولذلك فليس لديها فائض من النفط كي تتمكن من زيادة الإنتاج كما تشاء، وهي إنْ فعلت ذلك فستعمل على الضد من مصلحتها، وذلك لأنّ أي زيادة في الإنتاج ستؤدي إلى خفض سريع في الأسعار، وخصوصاً إذا كان ذلك من طرف المملكة العربية السعودية، وبكميات كبيرة.

ويشير الكحلوت إلى أنّ قطر تعي أنها لن تتمكن من جانبها أن تكون عاملاً مؤثراً في معادلة ارتفاع أسعار أو انخفاضها، كما لن تتمكن من وقف انهيار الأسعار، وهو يرى في ذلك "انهياراً لمنظمة أوبك"، وتقديراً من قطر بأنّ المستقبل للغاز. وقد أكدت فرانس "24" أنّ قطر بقرارها الأخير إنما تسعى لبذل مزيد من الجهود للتركيز على سلعتها الأولية التي تنتجها وتبيعها.

الأناضول: إنتاج النفط في بلدان عديدة صعد خلال الشهور الماضية

ترقّب اجتماع "أوبك" في فيينا

وتترقّب الدّول المصدّرة للنّفط اجتماع منظّمة "أوبك" المقبل، إذ يتوقّع أن تنبثق عن الاجتماع قرارات متعلقة بتقليص إمدادات النفط بعد أشهر من زيادتها، خشية تعرض الأسواق لتخمة المعروض، وتجنب حدوث صدمة بالأسعار.

اقرأ أيضاً: هل هناك امتعاضٌ تركيّ من تردّد قطر في تقديم باقي حُزَم المساعدات لأنقرة؟

ويجتمع أعضاء "أوبك" في السادس من الشهر الجاري، في العاصمة النمساوية فيينا، لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ خفض في إنتاج النفط من عدمه في 2019، كما يأتي الاجتماع، في أعقاب "قمة مجموعة العشرين"، التي اختتمت أعمالها في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، وناقش جدول أعمالها الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وكذلك السياسة النفطية، كما أفادت وكالة "الأناضول" للأنباء.

خبير اقتصادي: قطر تعي أنها لن تتمكن من جانبها أن تكون عاملاً مؤثراً في معادلة ارتفاع أسعار أو انخفاضها

وبحسب "الأناضول" فإنّ خبراء نفط يتوقعون أن يتمخض اجتماع منظّمة الدّول المصدّرة للنّفط، "أوبك"، عن خفض في الإنتاج، بالشكل الذي يدعم تعافي أسعار النفط واتجاهها صوب مستوى 70 دولاراً للبرميل، موضحين أنّ المعنويّات في أسواق النفط ما تزال سلبية، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30% في الأسابيع القليلة الماضية. إذ فقد خام برنت نحو 26 دولاراً من قيمة البرميل الواحد في أقل من شهر ونصف، نزولاً من 86 دولاراً للبرميل إلى متوسط 60 دولاراً في الوقت الحالي؛ كما أنّ وتيرة تراجع أسعار النفط خلال تشرين أول (أكتوبر) الماضي تعادل هبوط الأسعار في 2008، وبوتيرة أعلى من التراجعات خلال عامي 2014 و2015.

الكعبي: القرار يعكس رغبة قطر بتركيز جهودها على تطوير صناعة الغاز

وتضيف "الأناضول" أنّ إنتاج النفط في عديد البلدان مثل؛ السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، صعد خلال الشهور الماضية، إلا أنّ الطلب شهد تذبذباً مؤخّراً، بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضاً: اقتصاديون: مليارات الدوحة لتركيا تضاعف أزمات اقتصاد قطر

وفي تصريحات رسمية متفرقة خلال الشهر الجاري، أبدت كل من السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجين للنفط الخام في العالم، ومن خلفهما "أوبك"، تخوفات من وجود شكوك ستؤثر على نمو الطلب على الخام، ما يعني ارتفاعاً أكبر في معروض النفط الخام.

الصفحة الرئيسية